خارج الحدود

موقع بريطاني: وثيقة تكشف خطة الإمارات للسيطرة على مصر

 كشف موقع “ميدل ايست اي” البريطاني، عن وثيقة قال على أنها تكشف تفاصيل خطة الإمارات لحكم مصر والسيطرة عليها والهيمنة على مقدراتها، معتبرا على أنها الأهم والأخطر والأكثر إثارة في العلاقة الغامضة بين مصر والإمارات منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي في يونيو 2013 بتمويل إماراتي ودعم وتخطيط من أبوظبي.

وذكر الموقع ذاته، أن الوثيقة المؤرخة في الـ12 من أكتوبر والتي قام بإعدادها مجموعة من الفرق التي تعمل لدى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، تضم اقتباسين أساسيين يشرحان ما يشعر به محمد بن زايد من إحباط تجاه السيسي، والذي تم دعم انقلابه وتمويله من قبل الإمارات والسعودية بمليارات الدولارات.

وأضاف الموقع ذاته، أن من النصوص المقتبسة التي وردت في الوثيقة ما يلي: “يحتاج هذا الشخص لأن يعرف بأنني لست صرافاً آلياً”. وفي موقع آخر، تكشف الوثيقة عن الثمن السياسي الذي ترغب الإمارات في تقاضيه إذا ما استمرت في تمويل مصر، مشيرا إلى أن الاستراتيجية القادمة قائمة ليس فقط على محاولة التأثير على الحكومة في مصر بل السيطرة عليها والتحكم بها. ولذلك تم تلخيص هذه الاستراتيجية في العبارة التالية: “الآن سأعطي، ولكن سأعطي بشروطي. إذا كنت أنا الذي يعطي فأنا الذي يحكم”.

وأشار الموقع إلى أن الوثيقة تحدد ثلاث مراحل للاستثمار في مصر ستبدأ في وقت مبكر من العام القادم، وفي المرحلة الثالثة منها ستسعى الإمارات إلى الانتقال من الممول إلى “الشريك الكامل”، كما تفصح الوثيقة بكل وضوح وجرأة عن الطموحات الإماراتية للسيطرة على مصر. ويأتي التصريح بهذا الهدف ضمن الجزء الذي يوصي بثلاث شروط للاستمرار في إنقاذ حكومة السيسي مالياً.  

وتمثلت هذه الشروط الثلاثة حسب الموقع ذاته، في رفع الدعم عن أسعار مشتقات النفط على مدى الأعوام الثلاثة القادمة وذلك من خلال تخفيض الدعم على ثلاث مراحل بما نسبته 30 بالمائة في العام الأول و30 بالمائة في العام الثاني ثم 40 بالمائة في العام الثالث، والمطالبة بأن يكون من حق الإمارات وضع الاستراتيجية الخاصة بسعر الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي، وهو ما يعني فعلياً التحكم بالسياسة النقدية لمصر، وكذا تخفيض عدد موظفي القطاع العام (البيروقراطية). 

وكشف الموقع أن من بين الأسباب التي تدفع الإماراتيين للقلق هو أنهم ليسوا مسرورين نتيجة لنكوث السيسي بوعوده التي قطعها وتعهد بموجبها بإرسال قوات برية للمساهمة في الحملة التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى  الشكوى من أن السيسي لا يستمع إليهم عندما يطالبونه بإصلاحات اقتصادية وإدارية أو عندما يطالبونه باللجوء إلى الحكامة الصالحة كأساس لتحقيق الاستقرار داخل الدولة.

وحسب المحلل الذي تكلم معه موقع “ميدل إيست آي” فإنه “من وجهة نظر أبو ظبي، لم يؤد السيسي دوره كما يجب، كما أنه يفتقد إلى وجود استراتيجية للإصلاح الاقتصادي، وباتت الخدمات في البلاد في منتهى السوء.

وأضاف المحلل ذاته، أنه من وجهة النظر الإماراتية لا يفعل السيسي ما يطلب منه. ولذلك، وفي المرحلة القادمة التي تبدأ في وقت مبكر من العام القادم، يخطط الإماراتيون لحملة واسعة شاملة.”إنهم لن يتخلوا عنه (أي السيسي) وسيظل هو رجلهم، ولكنهم غير مسرورين بسلوكه. إنهم يريدون خضوعاً تاماً لهم، بحيث يصبحون هم الحكام الفعليون”. يقول المتحدث ذاته.