خارج الحدود

أسير أردني: الأسر حالة وسطية بين المقاومة والاستشهاد

كشف الأسير الأردني المحرر، سلطان العجلوني، عن مشاهد تعذيب جديدة ينهجها الاحتلال الصهيوني في تعامله مع الأسرى الفلسطينيين، معتبرا الأسر حالة وسطية بين المقاومة والاستشهاد.

وقال عميد الأسرى الأردنيين في السجون الصهيونية  في مداخلته بمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال “تواصل” بالعاصمة التونسية بحر هذا الأسبوع، إن جهاز المخابرات الصهيوني يستخدم نقط ضعف الأسرى أثناء مرضهم أو إصابتهم لنزع الاعترافات، مشيرا إلى أن سلطات السجون الصهيونية تستدعي أطباء يساعدون الجنود والضباط في تعذيب الأسرى المرضى والمصابين.

وأبرز الأسير الأردني أن الأطباء داخل السجون الصهيونية يمارسون التعذيب بدورهم، كاشفا حالة تعذيب رهيبة لأحد الأسرى، حيث يعطي طبيب صهيوني معطيات طبية لجندي تخول له خنق أسير مصاب دون أن يموت، والهدف “إبقاء الأسرى في حالة بين الموت والحياة”، حسب قوله.

العجلوني أشار إلى أنه كان مسجونا داخل سجن سري تحت الأرض، مبرزا أن صحفيا بريطانيا كشف عبر تحقيق له وجود هذا السجن، ورغم ذلك لم تتحرك أي جهة دولية، وأردف قائلا “كانوا لا يعالجوننا في هذا السجن إلا بعد أن يبلغ الأسير مراحل متأخرة من المرض أو الإصابة”.

واعتبر المتحدث أن كل من يدافع عن فلسطين، هو فلسطيني، مشيرا إلى أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم من لهم الحق في فلسطين، بل كل المسلمين، و”أن بعض الفلسطينيين يؤذون القضية وهم على أراضيهم” حسب تعبيره.

ودخل العجلوني التاريخ الأردني من أوسع أبوابه عندما قام – وهو لم يتجاوز 17 عاما- بتنفيذ عملية فدائية على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة عام 1990، بمفرده بواسطة مسدس شخصي، قتل فيها عسكري صهيوني، لتعتقله سلطات الاحتلال إثر تلك العملية فدائية، حيث قضى في سجون الاحتلال 17 عاما.

ويوصف سلطان العجلوني، بعميد الأسرى الأردنيين في السجون “الإسرائيلية”، حيث قد قطع نهر الأردن باتجاه فلسطين في 13 نونبر الثاني 1990، واستطاع التسلل إلى موقع عسكري إسرائيلي، وتمكن من قتل أحد أفراد شرطة حرس الحدود برتبة رائد هو “بنحاس ليفي” شقيق قائد لواء القدس في الشرطة الإسرائيلية سابقا “ميكي ليفي”، وكان متجها لقتل عدد من الجنود الإسرائيليين لولا أن المسدس أصيب بعطل.

وأفرجت السلطات “الإسرائيلية” عنه وثلاثة من الأسرى الأردنيين، بموجب اتفاق مع الأردن في يوليوز 2007، وقضى الاتفاق بأن يكمل الأسرى الأربعة السجن في الأردن لمدة لا تتجاوز 18 شهرا.

ومكث العجلوني ورفاقه في سجن “قفقفا” شمال الأردن حتى غشت 2008، ليعين بعدها مستشارا في وزارة التنمية السياسية، وهو المنصب الذي استقال منه ليتفرغ لعمله الإعلامي ونشاطه العام.

يُشار إلى أن عددا من الأسرى قد شاركوا في منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال “تواصل” بتونس العاصمة، والذي عالج قضية الأسرى في سجون الاحتلال ودور الإعلام في خدمتهم، بمشاركة إعلاميين من مختلف الدول العربية، من بينهما المغرب.