آخر أخبار الرياضة، أخبار الساعة، منوعات

كرة الشغب ..

تأسف كثيرا لما وقع في مدينته يوم الأحد الماضي، وأكثر اللوم عن غياب الآباء ومسؤوليتهم في التوجيه الأخلاقي والتربوي لأبنائهم، وزاد أسفه حين معاينته سيارة الأمن الوطني ترشق بالحجارة ضدا عن استثبات الأمن وحماية جمهور المتفرجين.

لقد كادت الأمور في تلك المدينة الشمالية للمملكة أن تصل إلى ما لا تحمد عقباه لولا حكمة رجال الأمن وحرصهم على مصاحبة الأزمة حتى احتوائها دون تأجيج أو تصعيد، وتلك كانت عين العقل المُجنب لكل رد فعل سلبي من طرف “جمهور المشجعين على العصيان والفوضى خلال مباراة كرة الشغب”.

“ماذا تنتظر من (مواطن) عدواني يخلط بين التشجيع الرياضي والاعتداء الإجرامي على الآمنين؟”. سؤال يُعلق به عبد السلام الذي نزل من مكناس إلى مدينة الفنان عبد الصمد الكنفاوي ليتابع مباراة جمعت فريق مدينته بفريقها، المباراة التي تحولت في زمن قياسي إلى عنف واعتداء على الفريق الزائر ومشجعيه، بل لم ينج من اعتدائها حتى رجال الأمن ومحاربة الشغب.

يؤكد لجريدة “العمق” رجل قال اسمه ميلود، أن الرياضة لم تعد فرجة للاحتفال بالصحة والمعافاة الجسدية، وإبراز قدرات التحمل وردود أفعال أخلاقية راقية، بروح رياضية. لا، ينفي مصدرنا، قائلا بأن الرياضة اليوم، خصوصا كرة القدم، أو لنقل “كرة الشغب”، لم تعد تحقق الفرجة كما كانت تحققها في زمن الأبطال، بل أصبحت تنتهي بالجريمة والعصيان.

وخلص ميلود إلى نصح المسؤولين عن مشاريع واستراتيجيات القطاع الرياضي في المملكة، بالكف عن تشييد الملاعب وسط المدن، وبين دروبها وشوارعها الآهلة بالسكان، ودعوته لهم لإخراج الملاعب خارج مدارات المدن، واعتماد البطاقة الوطنية للمتفرجين ورقم أريكة الجلوس بالمدرجات، حتى يسهل بذلك اختيار نوع الجمهور الناضج المسؤول، وتسهيل وصول العدالة، السريع، إلى المشاغبين المعتدين على المنشآت الرياضية وأثاثها، وعلى رجال أمن المواطنين.