وجهة نظر

وأما السائل فلا تنهر .. يا معالي الوزير

عذرا زملائي في مهنة المتاعب، ما عليكم إلا أن تتحملوا النَّهْرَ “الكيراني” الذي عاد به معاليه من عند من نعتوه هناك في بياناتهم الرسمية بـ “دولة الرئيس”، بعدما قضى بينهم ساعات طويلة يتحدث إلى كبار الشيوخ من وزراء الخارجية والداخلية ..

فمعالي بن كيران، الوزير الأول المكلف من طرف جلالة الملك بتشكيل الحكومة، التي مازالت محصورة في عنق الزجاجة، أو لنقل في بطن الهيئة الحزبية المشلولة التي غلبتها مصالحها، مطامعها، فلم يستطع معاليه أمام ضغطها إيجاد حل للتوافق مع زعمائها لتشكيل حكومة منسجمة تخدم البلاد وترعى مصالح العباد، ويكون لها شأن في زمن “ترامب”.

في الطب النفسي يجزم الخبراء أن السب والركل والصراخ، حالة تعبيرية عندما يعجز بعضنا عن التراضي والتوافق حول تصريف نتيجة قضية ما، أو قرار تتضارب داخله مصالح ما ..، نفس الأسلوب الذي اعتمده معالي الوزير حين باغته أمام باب حزبه، العدالة والتنمية، صحافي مضغوط في “العمق المغربي” بسرعة حمل الخبر إلى الرأي العام، فنعته معاليه، ورائحة عطر “السادة” القطري تفوح من بذلته الواسعة، بأنه صحفي “قليل الأدب ..”.

قليل لفظا معناها ضد كثير، ولعلم معاليه فإن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، ولعلم معاليه أيضا، فإن الصحافي إسماعيل عندما سأل التقني المصور عن اشتغال الكاميرا، معناه حرصه الاحترازي لحمل خبر معاليكم إلى الشعب؛ يا بن الشعب ..، خصوصا وأنك عائد رأسا من بلد عزيز على إخوانك في المغرب، الذي خرجت منه قناة “الشوك العربي”، ويوسف القرضاوي، مفتي الديار، الذي هو على وزن الدمار.

لا .. يا معالي الوزير الأول المكلف، العالق مع حكومته بين ترامب وبوتين، والصين واليابان والناس أجمعين، قم صلي ركعتين استخارة، وأخرج يدك من “الشكارة” وتوكل مسنودا بأخنوش على اليمين، ونبيل بن عبد الله على اليسار، ولشكر أمامك يفتح لك الطريق، واترك البقية خلفك يصفقون كلما تمايلت من شدة دوخة عطر “السادة”. وتذكر دائما ذلك الشاب الصحفي كلما صليت العشاء بسورة الضحى، ووقفت عند قول المٌعز: “وأما السائل فلا تنهر ..”.