مغاربة العالم

هكذا يغتنم مغاربة أيسلندا شهر رمضان للتعريف بالإسلام

 جمال الدين بن العربي – و م ع 

لم يدخر المغاربة المقيمون بأيسلندا جهدا من أجل تعزيز إشعاع الثقافة الإسلامية بمناسبة شهر رمضان الكريم، عبر تنظيم أنشطة متنوعة تروم التعريف بالإسلام ومبادئه.

وتصل ساعات صيام المسلمين في آيسلندا إلى 22 ساعة في اليوم، خلال العام الحالي وهو يعد أطول مدة صوم في العالم، حيث يقطن في جزيرة آيسلندا الواقعة في المحيط الأطلسي، حولي 1500 مسلم، يتناولون وجبة إفطارهم في منتصف الليل تقريبا ويمسكون عن الأكل والشراب مع حلول الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

ويعتبر مسجد أيسلندا الكبير، الذي ساهم المغاربة في تنظيم عمله وبرمجة أنشطته المتنوعة، أحد أهم المعالم الإسلامية التي تحتضن أنشطة جالية قادمة من بعيد لتتعايش بكل ثقة مع مجتمع يريد التعرف أكثر على الإسلام والمسلمين.

واغتنم مغاربة أيسلندا فرصة شهر رمضان الأبرك للمساهمة في تنظيم عمليات إفطار جماعية يومية في هذا المسجد الذي يؤم الصلاة فيه إمام مغربي له تجربة في التعامل مع المجتمعات الغربية وفي طريقة تقريب الإسلام إليها.

إنه الإمام عبد العزيز الوهلان، القادم من طنجة والمقيم سابقا في إيطاليا، الذي بث نفسا جديدا في هذا المسجد، من خلال اتباع الطريقة المغربية المعمول بها في الإمامة وقراءة القرآن الكريم.

وقد أصبحت قراءة القرآن الكريم بشكل يومي إحدى المعالم الجديدة لأنشطة هذا المسجد، الذي يعتبر أكبر مؤسسة دينية في البلاد وأول لبنة تنظيمية تعتمد على برنامج ورؤية معاصرة للمجال الديني في هذا البلد الشمال أوروبي.

فلأول مرة تتم قراءة القرآن جماعة ويختم يوميا، بعد صلاة العصر، من خلال قراءة كل شخص جزءا من المصحف الشريف في المسجد، الذي بني بالعاصمة ريكيافيك التي يمثل فيها المسلمون 0.5 في المائة من السكان.

وبحكم صيام المسلمين في العاصمة الأيسلندية ريكيافيك نحو 22 ساعة في اليوم، فقد عمل المغاربة على دعوة المسلمين وغيرهم لحضور أنشطة تستمر لمدة ساعتين من أجل قراءة القرآن جماعة وإفطار الصائمين وإلقاء دروس دينية وتربوية، وأداء صلاة العشاء والتراويح وتناول وجبة السحور وصلاة الصبح.

وهي بادرة تنظم لأول مرة، يقول كريم عسكري أحد المشرفين على عمل المسجد الكبير بالعاصمة ريكيافيك، معبرا عن غبطته لكون المسلمين من مختلف الأصول يقبلون على أنشطة المسجد.

وأكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه على الرغم من طول مدة الصوم، فإن الأجواء الرمضانية في المسجد تعكس التفاعل الإيجابي والحماسي مع الأنشطة المكثفة المنظمة ذات الأبعاد التربوية والتضامنية.

ويأتي هذا الفعل التربوي والتثقيفي تتويجا لمجهود بذل خلال المرحلة السابقة في بناء المسجد من خلال وقف أيسلندا الإسلامي، حيث كان في أول الأمر قاعة لتنظيم بعض الأنشطة العائلية والترفيهية وتم اقتناؤه سنة 2012.

ويضم المسجد حاليا قاعة للصلاة مخصصة للرجال وأخرى للنساء، ومدرسة متكاملة في الطابق الأرضي خاصة بتعليم الأطفال القرآن واللغة العربية، والذين يحضرون للمسجد خلال نهاية الأسبوع بعد الدراسة النظامية، بإشراف من أحد المهاجرين المقيمين في هذا البلد الشمال أوروبي.

وتعد الجالية المغربية أكبر جالية مسلمة في هذا البلد، الذي يتميز في مثل هذه الفترة من السنة بطول ساعات النهار التي قد تصل إلى 23 ساعة في بعض المناطق، بنحو 500 مغربي من أصل ما بين 1500 و2000 مسلم.

وتأتي الجالية المسلمة المنحدرة من دول البلقان (مقدونيا وألبانيا ويوغوسلافيا والبوسنة والهرسك) في المرتبة الثانية، متبوعة بمسلمي سوريا الذين ارتفع عددهم في السنوات الأخيرة بفعل موجة اللاجئين التي تدفقت على القارة الأوروبية.