سياسة

العماري: أنا مستعد للمساءلة على الأخطاء المرتكبة دون تأشيرة أحد

أكد رئيس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إلياس العماري أنه “مستعد للمساءلة على الأخطاء المرتكبة، بدون انتظار تأشيرة من أحد”.

وقال العماري في تدوينة على صفحته بـ”فايسبوك”، أنه “رغم تنصيص دستور 2011 على مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ورغم ما تبع ذلك من كلام وخطابات للترويج لهذا المبدأ، و رفعه كشعار مركزي عند بعض التنظيمات والمسؤولين، فإن الاستقالة من المسؤوليات الإدارية والسياسية والنقابية وحتى الجمعوية تتم وفق التقاليد المرعية لماقبل الدستور الجديد”.

ومع الأسف، يضيف العماري، “فرغم كل ما وقع ويقع من تقصير في تحمل المسؤولية ومن إخفاقات في تنفيذ الالتزامات وحتى من فضائح مكشوفة في تسيير الشأن العام، لانجد ولا مسؤولا واحدا قدم الاستقالة أو عرض نفسه على العدالة، حيث يتم التشبث بتبرير الفضائح والإخفاقات. بل والأكثر من ذلك، حتى في بعض الحالات التي أقيل خلالها المسؤول قسرا بعد انكشاف الأخطاء والفضائح لم يطبق في حقه القانون ولم يعرض للمحاسبة”.

وأوضح الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه “رغم مرور ست سنوات على الدستور الجديد، مازالت العقلية التي تروج خطاب المساءلة والمحاسبة تسود بشكل طبيعي. والذين طبلوا وزمروا لمبدأ المسؤولية مقابل المحاسبة، لا يخضعون أنفسهم وذويهم للمحاسبة، وما يزال المسؤولون السياسيون وغيرهم يتهربون من مبدأ المحاسبة؛ ويتفادون الاعتراف والاعتذار عن الأخطاء المقصودة وغير المقصودة كأضعف الإيمان”.

وتابع العماري “لنأخذ مثلا موضوع لجنة التقصي الذي باشرناه في مجلس المستشارين حول تأخر المشاريع المبرمجة في الحسيمة. فإلى حدود الساعة وقع على الطلب أصحاب المبادرة وبعض النقابيين، ويحق التساؤل بهذا الصدد: لماذا تتهرب المكونات الاخرى بمجلس المستشارين من تعيين لجنة للتقصي في الموضوع؟ هل يخافون من شيء لا نعرفه؟ و لماذا أتوصل بسيل من المكالمات والاتصالات، بين من يطلب التراجع عن الفكرة، خوفا من أن التقصي قد يؤجج الوضع، وبين من يمارس التهديد بوسائل مختلفة للتراجع عن المبادرة؟”.

وأشار المتحدث ذاته، أنه “حينما اقترحنا تشكيل لجنة التقصي، لم يكن الدافع مطلقا اتهام فلان ولا تحميل المسؤولية لعلان. اقترحناها لأننا اتهمنا بأننا المسؤولون عن التأخير الذي حصل لإنجاز الأوراش في الحسيمة، وبعد تصريح مكونان من الحكومة بأنني كشخص وكجهة وكحزب أعتبر جزءا من المشكل وليس من الحل، قلنا ربما هؤلاء على حق وربما أنا والجهة مسؤولان عن تأخير إنجاز المشاريع التي كانت ربما سببا مباشرا فيما وصل إليه الوضع، كما قد نكون سببا في التوتر في أقاليم أخرى قد تعرف تأخيرا في تنفيذ البرامج من نفس حجم أو أقل من الحسيمة”.

وتساءل العماري، “لماذا نخاف من المساءلة والمحاسبة إذا لم نرتكب أخطاء؟ لماذا نخاف من الوقوف أمام المؤسسات التي لها حق المساءلة كالبرلمان والمجلس الأعلى للحسابات والقضاء بمختلف درجاته؟، أهناك ما نخفيه على الناس؟ ألم نلتزم أمامهم، و أدينا القسم علنيا بأننا سنكون نزهاء وأوفياء وصادقين؟ إذا كنّا كذلك فلماذا لا نذهب إلى هذه المؤسسات مباشرة، ونطلب المحاسبة بشكل عادي وتلقائي دون عرقلة ولا تخوف؟”.

وختم العماري تدوينته بالقول، “من دون سيادة هذه الثقافة فعليا، ومن دون شجاعة الاعتراف والصدق، فليتأكد الجميع أنه لا ولن نحل المشاكل التي يتخبط فيها الوطن والمواطن”.