وجهة نظر

الخيار الثالث في الجنس عند المراهقين الجدد وولادة مفاهيم لميمة والشيباني

“تحب المرأة في الرجل أن يكون في حاجة إلى أم ترعاه…” اتيل باريمور

يبدع المراهقون الجدد في المغرب قاموسا لغويا في الجنس، يخصهم ويخص ترتيباتهم.. يعبرون من خلاله عن ولادة جديدة للهوية الجنسية، ذلك أن الخيارات القديمة للأجيال التي سبقتهم لم تعد صالحة لزمانهم، متمنياتهم.. ورغباتهم كذلك. وهذا دفعهم لصياغة جواب ثالث يخص السؤال القديم-الجديد، متى وكيف يلبي البالغ رغباته الجنسية خارج إطار الزواج؟

يتأخر سن الزواج عند الذكور والاناث، بشكل متفاوت ولكنه يتأخر على أية حال. ما الجواب الذي يقدمونه؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه، والذي يقودنا حيث تقام الحفلات التنكرية للعلاقات الاجتماعية من أجل وصف الظاهرة ثم كشفها. فثمة خروقات للقاعدة الاجتماعية ومهمتنا البحث في التناقضات.

يعبر زبون وفي لبيوت العمل الجنسي،أن ” لميمات حلوين.. والصغارات فيهوم الصداع بزاف”. و يقصد ب “لميمة” المرأة التي يترواح سنها بين 37 و 45 سنة، ويعلل ذلك بقولهأن النساء في هذا السن يفقهن جيدا طقوس الممارسة الجنسية، ذلك أن العملية الجنسية معهن تنجح إلى حد كبير، ويحدث استمتاع من الطرفين فيه تلبية لرغبة جنسية مكبوتة،إضافة إلى هذا ” لميمة” لها دراية بكيفية تفادي الأمراض المنقولة جنسيا.

في حين تثقل الصغيرات (اللواتي يتراوحن بين سن 16 و23 سنة) كاهل الزبناء من فئة عمرية دون السن 28، بحيث يصعب إسداء المهمة مع كثرة الرغبات والاشترطات.. من مال وأكل وشراب.. وغيرها، ويكون نصيب الفراش ضيئلا مقارنة بظروف وعوائق الوصول إليه. وإذا كان المراهق يفضل “لميمة”، فأين ملاذ “الصغيرات”؟ كما يحلو لرواد هذا الرواق الجنسي تسميته.

نستحضر هنا تعبيرات لفتيات في سن الزهور بين 16 و22سنة، حين تصرخ إحداهن من قمة الجنون في وجه رفيقتها قائلة : “ضبرت على واحد الشيباني او الشويبني..” ، وهي بذلك تعلن انتصارها على ذاتها، متجاوزة بذلك فحولتها وجمالها البرعمي، مرتمية في أحضان الشيخ البالغ من العمر أكثر من50 سنة، وتقول غير مبالية بأن الأمر طبيعي وعادي جدا، فما تريد الحصول عليه هو المال دون أدنى مجهود جنسي يذكر، فقد تكون جلسة مقهى كافية لتشفي غليل “الشيباني” ،وفي حالات أخرى قد تساعده عاملة الجنس على القذف ليس إلا. ويحدث أن تستمتع بمداعبة رقيقة وجميلة في حالة مصادفتها لواحد من الشياب المتمتعين بقوة جنسية لا بأس بها والعارفين بحق المنبر الجنسيفي حضرة السيدات، وتكون الفتاة بذلك قد حققت إشباعات عدة، جنس ومال ونسيم بحر وأشياء أخرى.

إننا نفهم هذا الخيار الثالث في الجنس، ولكن هل هذا يعني ميولا عاطفيا كذلك ؟ينبغي أن نشير هنا إلى تاكيد رواد هذا الفضاء الجنسي، حين يعبر المراهق ” لدي رفيقتي.. أحبها، ولكن أمارس الجنس خارج هذا الارتباط العاطفي “، والأمر كذلك بالنسبة للمراهقة فهي تصرح أنها تقيم علاقة عاطفية مع شاب في مثل عمرها أو يكبرها قليلا، وهما بذلك يقيمان تمايزا واضحا بين العلاقات الرضائية (العلاقات العاطفية) وبين العمليات الجنسية..

وبهذا نفهم الخيار الثالث في الجنس ملاذا تحكمه شروط وظروف خاصة به. بالرغم من تواجد فئة تعبر عن اراء في الطريق الثالثة تميل جنسيا وعاطفيا دون أن تميز بينهما.. وتبحث في سبل دفع العلاقة نحو القبول الإجتماعي والقانوني.

هي محاولة للفهم، وإلقاء نظرة من الداخل.. لم يكن الأمر تحليلا علميا، وانما وصف ظاهري لحالة بدت معالمها في البروز على سطح العلاقات الاجتماعية. أبى القلم إلا أن يغامر بتسطيره بضع كلمات يكشف فيها بعضا من المحجوب عنه.. في أفق قراءة تحليلة نقدية للظاهرة على ضوء نظريات سيكو-سوسيولوجية.