سياسة

الفينة: عطب الأحزاب داخلي .. والتدخل الخارجي يحتاج دليل

شدد المحلل السياسي إدريس الفينة على أن مشكل الأحزاب السياسية المغربية هو مشكل داخلي ولا علاقة له بأي تدخل خارجي مفترض، مشيرا أن الخطاب الملكي الأخير الذي هاجم من خلاله الأحزاب السياسية لا يعني أنه لا يريد الأحزاب بل هو يسعى إلى أن تكون في المغرب أحزاب قوية تقوم بدورها.

وأوضح الفينة في تصريح لجريدة “العمق”، أن “الأحزاب غارقة في مشاكلها الداخلية والبيروقراطية الذاتية، ولا أعتقد أن هناك عاملا خارجيا هو المسؤول إلى ما وصلت إليه الأحزاب المغربية”، مشيرا أن إبعاد الطاقات وطرد المناضلين هو شأن حزبي داخلي وليس تدخلا من فاعل خارجي.

وأبرز المصدر ذاته، أن الأزمة التي توجد عليها الأحزاب المغربية اليوم سببها هؤلاء المسؤولين الذين حولوا العمل السياسي إلى مصدر للاغتناء، مشيرا أن عددا من زعماء الأحزاب أصبحوا أثرياء ويمتلكُون القصور فقط من العمل السياسي، بعدما كانوا لا يمتلكُون شيئا، موضحا أن هذا الأمر يجب توضيحه للناس حتى لا يأتي أحد ويحمّل العامل الخارجي ما يقع بالأحزاب من مشاكل.

وأشار الفينة إلى الأحزاب هي من طردت الكفاءات المتواجدة بها، وتم تحويل مقراتها إلى تجمع لعائلات محددة وذوي القربى والباحثين عن المناصب، مما حول عدد من الأحزاب إلى مرتع للانتهازيين والفاسدين، مشددا على أنه “لا يمكن أن تجد أي محامي يمكن أن يدافع عن تلك الأحزاب، لأنها هي من أوصلت نفسها إلى ما وصلت إليها اليوم”.

واعتبر رئيس المركز المستقل للدراسات الاقتصادية، أن تصرفات الأحزاب يمكن أن تندرج في إطار المؤامرة على البلاد، مشيرا أن هناك تلاقي للفساد بين السياسيين وبعض الأطر الإدارية في السلطات المحلية، مشددا على أنه لا وجود لأي تعليمات فوقية من أجل إفساد الأحزاب، بل هو فساد محلي ومركزي من الأحزاب السياسية ذاتها.

وأبرز أنه عندما نجد ابن مسؤول سياسي في مركز إداري بالقرض الفلاحي والـ CDG مثلا فإنه ليس الملك هو من أمر FhK يكون ذاك الابن في ذلك المنصب، لأن هذا تلاقي في الإفساد يرعاه مسؤولين حزبيين ومسؤولين بالإدارة من أجل خدمة مصالحهم الذاتية، مشيرا أن هذه فرصة تاريخية للأحزاب من أجل تكشف إن كانت فعلا تتعرض لضغوطات من مستشارين ملكيين أو غيرهم وأن تفصح عن ذلك.

واعتبر المصدر ذاته، أن هناك اليوم إرادة ملكية من أجل توضيح الأمور، مضيفا أن أكبر المتآمرين على الأحزاب هم المسؤولين الحزبيين أنفسهم ويتلقوّن التوجيهات من تلقاء ذاتهم، وذلك يتجلى في المؤتمرات حيث تتقوى الكولسة والمؤامرات الداخلية، بحسب تعبيره.