وجهة نظر

أسطورة “عفاريت” المملكة الشريفة

قبل عدة ايام عرفت المملكة الشريفة ظاهرة غريبة عجيبة غير مسبوقة، وقد استعصى فهمها على المحللين والخبراء والمراقبين، ففي يوم واحد، وفي توقيت محدد، وتحت شعار موحد، سيق “قطاع” عريض من الشعب من ربوع المملكةوبدون “راع”!وكأن “قوة خارقة” حشرتهم حشرا و”شحنتهم” شحنا من اماكنهم النائية – بدون وعي منهم-و”رمت” بهم في شارع محمد السادس هائمين على وجوههم..فاستغرب الناس من هذه “الظاهرة”الجديدة الغريبة العجيبة التي عرفتها مملكتنا الشريفة لاول مرة في تاريخها الحديث، وقد “سجلت” على أغلب الرعايا “الضحايا”العديد من “الهلوسات” و”الدخول والخروج في الهضرة”، تماما كالذي قد اصابه “مس” من عفريت أو جان!!!

فما لذي يجري حقا في ربوع المملكة هذه الايام؟

لماذا استعصت عدة “أحداث”و”ظواهر” غير عادية عن الفهم والتفسير؟

هل حقا أن هذه “التحركات” الغامضة وغير المفهومة هي من فعل “العفاريت”؟!

وأخيرا :هل ضوء “المصباح” فعلا هو السبب الحقيقي لهذا “النشاط الزائد” لعفاريت المملكة؟!

هذه الاسئلة وغيرها سنتناولها في هذه المقالة في عجالة فلا تذهبوا بعيدا..!

يبدو أن كل من كان لا يومن مثلي ب”العفاريت” عليه ان يعيد النظر الان قبل فوات الاوان في قناعاته ومعتقداته حول الموضوع اياه، فما حدث اخيرا في مملكتنا يجعلنا بكل صراحة، وبدون حرج أو خجل نطلب “التسليم” ونسلم بوجود هذه “المخلوقات الخارقة” الغامضة ، بل ونسلم ب”تأثيرها” العجيب على طول مملكتنا الشريفة: شمالا وشرقا، تحتا وفوقا، عرضا وعمقا…!!

والخلاصة أو الحقيقة المرة التي لم يستطع المحللون والخبراء والمتابعون الاعتراف بها، وهي واضحة وضوح الشمس في كبد النهار، هي ان ما حدث هو فعلا من فعل “العفاريت” بلا ريب او شك!

أما المصطلحات الرائجة مثل “مسيرة مجهولة” ، “لقيطة” لم يتبناها احد، ليس لها منظم ، فماهي إلا ستائر يختفي وراءها المراقبون والاعلاميون خوفا من ذكر “العفاريت” والاشارة اليهم بالبنان!! حتى لا يصيبهم منها مكروه !!

وإلا كيف نفسر ان يهيم “قطاع” عريض من الشعب على وجهه – دون وعي منه- في يوم واحد، قاصدا وجهة واحدة لم يخترها، رافعاصورا محددة لا يعرف اصحابها، ويردد شعارات موحدة لا يعرف معناها، ويصدر اصواتا غريبة لم تصدر عنه من قبل!! كيف نفسر ذلك إن لم يكن به “مس” أو “صرع”..!!

وإذا لم يكفكم هذا الدليل عن “تاثير” العفاريت على “الشعب” نسوق دليلا اخر عن سلطانها و “تحكمها” في “السلطة” نفسها!! كيف نفسر ان وزير أم الوزاراتالذي يرصد كل كبيرة وصغيرة في ربوع المملكة، ويحرص على تطبيق القوانين، ويزجر الخارجين عنها، لا يتوصل باي “طلب رسمي” لتنظيم “مسيرة وطنية”، ومع ذلك يقوم “جهازه” بالتعبئة لها وطنيا، بل وبتأمينها – طوعا او كرها – من اولها الى اخرها–بدون أي اعتراض منه- وضدا على قوانين المملكة!! أما وزير العدل فهو الوحيد الذي بقي في “صحوته” فأخرجه هول “الصدمة” عن طوعه، وصاح صيحة مدوية على غير عادته تردد صداها وسمعها الجميع!! كيف نفسر ذلك كله ان لم يكن قد “مس” الدولة ذاتها مس من “العفاريت”؟

تقول “الاسطورة” ان مملكة شريفة في شمال افريقيا قد اصابها مس من “عفاريت”حميدة منذ زمان بعيد، إلا أنظهورنور “مصباح” قد استفزها كثيرا، وأقض مضجعها، بل قد اصابها ب”الجنون”!! فبحكم قدرتها على “استراق السمع” واستشراف “المستقبل” أدركت عفاريت مملكتنا بان “ماردا” جبارا سيخرج قريبا جدا من ذلك “المصباح” العجيب، وانه سيقوض سلطانها ويسفه احلامها ويهتك “اسرارها”!! وهو ما جعلها “تنتفض” وتُسَخركل قدراتها الخارقة في سبيل اطفاء نور هذا”المصباح” العنيد الذي ينذر بالاصلاح وبأن يسكتها قريبا عن الكلام المباح!!فكان عليها ان تتغذى به عاجلا قبل ان يتعشى بها آجلا!! وإن غدا لناظره لقريب..!!

وأخيرا:

معروف عن هذه “المخلوقات الغامضة” التي ترى “خصومها” من حيث لا يرونها، أنها تعشق الظلام الدامس الكالح السواد، بل تلك “حياتها” الطبيعية والمثالية ! ومن الطبيعي أن نور “المصباح” وان كان خافتا قد أزعجها، وقد صبرت “المسكينة” خمس سنوات كاملة على مضض، وعليها أن تلعب كل اوراقها في اللحظات الاخيرة..وانا لمنتظرون !!

ومعروف أيضا عن هذه الكائنات الخفية !أنها لا تحسن “اللعب” مع “المنافسين”، بل ولا تحب”القواعد” إطلاقا، ولكنها تعشق ” النجاح” كباقي بني آدم !!! الذين يشتكون كثيرا من “خشونتها” الزائدة، وكسرها للقواعد، وعدم احترامها للنتائج الشفافة التي تفرز تحت الاضواء !! وهي بطبيعتها لا ترضى إلا بوجود “القرين” الذي يخضع لسلطانها!!!

وثالثة الاثافي انها بالرغم من انها مخلوقات تمتلك قدرات خارقة وتتمتع بقوة جبارة، إلا ان لديها نقاط ضعف “قاتلة”: فبالاضافة الى انها “جبانة” بطبعها، وتعيش دوما في “الخفاء”، وتضرب “الخصوم” فقط في الظلام وتحت الحزام !! فانها مكروهة جدا،ولديها نصيب وافر من “الغباء”..!! وإلا كيف يطلب منها ان “تستنسخ” مسيرة السيسي وتنقلها من ميدان التحرير الى شارع محمد السادس، فتقول شبيك لبيك المسيرة المليونية بين يديك، فتستنسخ فعلا كل شيء إلا “الرأس” فاصبحت مسيرة تسير “مشوهة” بدون “رأس” وكانت فعلا “شوهة” بجلاجل !! وهذه اخر “انجازات” عفاريت مملكتنا الشريفة!! وكل عام ومملكتنا إلى الحرية والكرامة اقرب..ومن العفاريت أبعد !! قولوا امين