وجهة نظر

تعنيف أستاذ ورزازات.. الأسباب، وطرق الوقاية

 

الكل شاهد الفيديوا الذي ظهر فيه تلميذيتهجمعلى أستاذه بالضرب والسحل على الأرض بمؤسسة تربوية يفترض أن يكون تلاميذها قدوة لأقرانهم من غير المتمدرسين في القيم والأخلاق الفاضلة،وليس في العنف والانتقام والكراهية…

والكل شاهد أيضا الفيديوا الذي يظهر مجموعة من التلاميذ يعلنون تضامنهم مع صديقهم باعتبارهم شهودعيان على الحادثة، حيثأكدوا من خلاله سوابق الأستاذ في ممارسة العنف الجسدي والنفسي على بعضهم ..

إذن، نحن الآن أمام نوعين من العنف:

– عنف يمارسهالتلميذعلى الأستاذ

– عنف يمارسه الأستاذ على التلميذ

دون أن ننسى طبعا العنف الجسدي والنفسيالمتبادل بين التلاميذ أنفسهم، وبين الأساتذة أنفسهم، وبين الإدارة والأساتذة،وبين الإدارة والتلاميذ، لكن يبقى العنف الأخطر هو الذي يمارسه التلميذ على أستاذه،وهو الذي يعنينا في هذا المقال.

 أسباب العنف الجسدي والنفسي:

من خلال تجربة المتواضعة في هذه المهنة النبيلة،ومن خلال مناقشة لهذه الظاهرةمع مجموعة من الأساتذة، واستماعي لشكاوى بعض التلاميذ، يمكنني أن ألخص أسباب العنف المتبادل بين الأستاذ والتلميذ فيما يلي:

• استفزازبعض التلاميذ للأستاذ:

– الامتناع عن كتابة الدروس

– تعمد الشغب داخل القسم أثناء شرح الأستاذ للدرس

– عدم إنجاز الواجبات سواء داخل القسم أو في المنزل

– التأخر عمدا عند الالتحاق بالحصة حتى يتخذ ذلك ذريعة للغياب وإلحاق التهمة بالأستاذ

– عدم إحضار الكتب المدرسة

هذا الاستفزاز ينتج عنه رد فعلي سلبي من طرف الأستاذ الذي يفترض فيه أن يكون حكيما وتربويا في التعامل مع مثل هذه المواقف.

• استفزاز الأستاذ لبعض التلاميذ:

– طرد التلميذ من القسم بسبب (الشغب، عدم احضار الكتاب، عدم انجاز الواجبات المدرسية )

– التهميش، والاحتقار، والاستهزاء بالتلميذ أمام زملائه للحط من كرامته وقيمته الانسانية

– السب والشتم، واستخدام الكلام الفاحش…

– العنف باليد

– عدم المساواة بين التلاميذ …

• أسباب أخرى:

– إرغام بعض التلاميذ على مواصلة الدراسة

– ضعف المستوى الدراسي لبعض التلاميذ،وكثرة التكرار، والطرد، والعودةللدراسة من باب الاستعطاف

– ضعف المستوى العلمي والتربوي لبعض الأساتذة، وعدم استفراغ الوسع في تحضير الدروس، حيث يلجؤون إلى العنف الجسدي والنفسي للتغطية على هذا النقص

– تدخل بعض المديريات في قرارات مجالس الأقسام

– التنشئة الاجتماعية للتلميذ، وأقصد هنا الأسرة من حيث التماسك والتفكك

– البيئة التي يعيش في التلميذ ( محل السكنى )

– تعاطي المخدرات بأنواعها

– الإعلام والأنترنت…الخ

 طرق الوقاية:

لابد أن نعلم،أن مشكلة العنف المدرسي يعاني منها العالم جميعا، بما فيه المجتمع الغربي، وأن العنف من المشاكل السلوكية لدى تلاميذ المدراس بمختلف مراحلها، والتي يحتاج الأمر لعلاجها إلى تدخل مختلف الشركاء والفاعلين في العملية التعليمية التعلمية، لأن ظاهرة العنف المدرسي تبقى من الظواهر المعقدة الناتجة عن عدة أسباباجتماعية وتربوية واقتصادية وسياسية… الخ

ما هي الاجراءات التي اتخذت بعد هذا الحادث المؤلم ؟

– تنديدات رجال التعليم على مواقع التواصل الاجتماعي على ما تعرض له زميلهم في المهنة من اعتداء وحشي من طرف أحد التلاميذ دون رحمة أو رأفة مع سبق الإصرار والترصد، حيث أجمعوا على وجوب مواجهة هذه الظاهرة بكل حزم..

– بيان لوزارة التربية الوطنية من خلال المديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية  التي وقعت فيها الحادثة، حيث أعلنوا تضامنهم مع الأستاذ، وتقديم شكاية في الموضوع للسيد وكيل الملك من أجل اعتقال المتهم.

– بيان “الكرامة أولا” الذي أصدرته النقابات الثلاث الأكثر تمثيلية، والذي دعوا من خلاله إلى وقفات احتجاجية بالمؤسسات التعلمية، وأمام المديريات الإقليمية مع التوقف عن العمل لمدة يومينللضغط على المسؤولين لسن قوانين ومذكرات تحميهم من عنف التلاميذ وإرجاع للأستاذ هيبته واحترامه..

استبقت الوزارة غضب رجال التعليم، وأعادت إصدار مذكرة خاصة بالعنف المدرسي:( مذكرة رقم 17*116 الصادرة بتاريخ 07 نونبر 2017)، حيث اعتبرت العنف سواء الممارس في حق التلميذات والتلاميذ أو في حق الأطر الادارية والتربوية العاملة بالمؤسسات التعلمية سلوكا سلبيا ومنبوذا يجب التصدي الحازم له بمختلف التدابير المتاحة، تربوية كانت أم إدارية أم أمنية أم غيرها تبعا لمستوى الفعل العنفي المرتكب.

الملاحظ هنا؛ أن جل التدابير التي تم اتخاذها اقتصرت فقطعلى الجانب الإداري والقانوني الأمني؛ مع العلم أن المذكرة أشارت إلى التدابير التربوية التي غيبتها النقابات في بيناتها، ويتم تغييبها بعضها حتى داخل المؤسسات التعليمية المعنية، والتي تتمثل في :

– تكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية، كتدابير وقائية، وفق مقاربة تشاركية يساهم فيها مختلف المتدخلين، من أجل مقاربة هذه السلوكات المشينة من مختلف جوانبها، من أسباب وتمظهرات وانعكاسات،وكذا التفكير المشترك في التدابير الناجعة لتطويق مثل هذه الحالات،إلى تعبئة مختلف الشركاء في تفعيل البرامج الوقائية والعلاجية المعتمدة ، وحثهم على المزيد من الالتفاف حول المدرسة، وتوفير المناخ السليم للتربية والتعليم والتحصيل الجاد داخلها.

– عقد لقاءات خاصة حول الموضوع مع جمعيات آباءوأولياء التلاميذ

– التفعيل الأمثل لأدوار مختلف الأندية والوحدات المدرسية المعنية، وخاصة مجالسالمؤسسات، والأندية التربوية الحقوقية والمسرحية والثقافية، ومراكز رصد العنف بالوسط المدرسي، ومراكز الاستماع والوساطة، وخلايا اليقظة

– تشجيع الأنشطة الترفيهية التربوية الرياضية في أوساط المتعلمات والمتعلمين وتشجيع مشاركة التلاميذ في الحياة المدرسية للتعبير عن آرائه واحتياجاته وتفجير طاقته واكتسابه السلوكات القويمة ..

لكن.. شتان بين ما هو نظري وتطبيقي..

قال عليه السلام : ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته…”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • مغربي
    منذ 6 سنوات

    صاحب هذا المقال اعتمد على السرد ولم يرق الى مستوى التحليل