مجتمع

إسطنبول تحتضن أول عرس جماعي للعرب بتركيا يشمل 200 شاب وشابة

أعلنت منظمات عربية وتركية عن إقامة عرس عربي جماعي لنحو 200 شاب وفتاة، على الأقل، في مدينة إسطنبول التركية.

ويهدف المشروع لتخفيف أعباء الزواج على الشباب والفتيات المقدمين على الزواج ومساعدتهم على تأسيس حياة زوجية جديدة، وتوثيق روابط الصلة بين المجتمعات في تركيا؛ من جهة، والمجتمع التركي والجاليات العربية، من جهة أخرى.

وأعلن متين توران، الإعلامي التركي ورئيس الجمعية العربية، في مؤتمر صحفي عُقد بمدينة إسطنبول الخميس، بدء الإعداد للمرحلة الأولى لحفل الزواج الجماعي العربي، والذي تساهم في تنظيمه “الجمعية العربية”، ومؤسسة “اللمة السورية”، واتحاد منظمات المجتمع السوري، وجمعية مرحبا، إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني العربية بالتعاون مع بلدية إسطنبول الكبرى.

فكرة رائدة للم شمل الشباب العربي

وقال توران، لـ”عربي21” إن هذه الفعالية تعد الأولى من نوعها في تركيا، موضحا أنها تستهدف الشباب والفتيات العرب، “لا سيما ممن يواجهون ظروفا صعبة نتيجة اللجوء وتعرضهم للظلم في بلادهم واضطروا للعيش في تركيا”، مشيرا إلى أنهم يستهدفون تنظيم هذا الحفل ثلاث أو أربع مرات في العام الواحد، “ونسعى للوصول إلى أكثر من ألف شاب وفتاة، لكننا بدأنا بمئتي عريس وعروس كمرحلة أولى، سنوفر لهم احتياجاتهم من أجهزة كهربائية وأثاث وأغراض منزلية كنواة تأسيس بيت جديد”.

من جهتها، أكدت هند عقيل، رئيسة جمعية اللمة السورية، أن “الفكرة تولدت أثناء اجتماع لمناقشة الآثار السلبية على الجاليات العربية، لا سيما الشباب، وكيفية مساعدتهم لمواجهة مصاعب الحياة، فكانت هذه الفكرة بغرض إحياء الأمل في نفوسهم وتشجيعهم على الاستقرار وتحمل المسؤولية”.

دعم رجال أعمال

وقالت لـ”عربي21“: “نطرق أبواب الكثير من المستثمرين وجمعيات رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني في تركيا، بالتعاون مع بلدية إسطنبول والهلال الأحمر التركي، لتوفير جهاز لهؤلاء الشباب، بما في ذلك الملابس اللازمة لحفل العرس”.

وحول كيفية اختيار المستفيدين من المشروع، أوضحت عقيل أن ذلك يتم من خلال رابط الحملة الذي تم نشره على مختلف مجموعات التجمعات العربية في تركيا على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: “نتلقى طلبات المتقدمين من مختلف الجنسيات، وتتم دراسة تفاصيل الحالات كل على حدة، من خلال لجنة مختصة بذلك”، مشيرا إلى تلقي العشرات من الطلبات في اليوم الأول من الإعلان قبل أكثر من شهر.

إحياء سنة الزواج

من جهتها، أكدت إيمان الرفاعي، عضو منظمة اتحاد المجتمع المدني السوري، أن الشروط اللازمة للانضمام إلى حفل الزفاف الجماعي تتلخص في أن المتقدم يجب أن يكون عربيا، وأن يكون بكرا (يتزوج لأول مرة)، وغير قادر على إتمام احتياجات الزواج، من أثاث منزلي وغير ذلك.

وقالت لـ”عربي21” إن الهدف من هذه الفعالية هو “إحياء سنة من سنن الإسلام، بتأسيس الأسرة السوية، وصيانة الشباب والفتيات وتيسير أمور الزواج للجنسين، والاستقرار في البلد المضياف، تركيا، وبذر نواة الأسرة السعيدة بيبن الجاليات العربية”،  على حد قولها.

وأوضحت أن هذا المشروع لن يقتصر على إسطنبول، ولكنه يتلقى طلبات من مدن أخرى.

من جهته، أكد ممدوح حلمي، المدير التنفيذي لشركة “إيفنت” المنظمة للحفل، أن القائمين على هذا الحفل أجروا العديد من الاتصالات برجال أعمال خليجيين وأتراك من أجل دعم الفكرة لإنجاحها، وخصوصا بتوفير مبلغ يصل إلى خمسة آلاف دولار، أو على الأقل خمسة آلاف ليرة تركية، أسرة جديدة.

وقال لـ”عربي21“: “إننا بصدد إطلاق اسم الشهيدة عروبة بركات على هذا الحفل، ليكون على شرفها أول عرس عربي جماعي بإسطنبول خلال شهرين من الآن، بعد الانتهاء من التجهيزات المطلوبة”.

وأضاف أنه سيتم تنظيم دورات توعية لمن يتم اختيارهم قبل حفل الزفاف الجماعي، ليتعرفوا على طبيعة الحياة الجديدة المقبلين عليها وطبيعة مشاكلها المتوقعة، وكيفية التعامل معها وتفهمها، “تجنبا للمشكلات في المستقبل والتي قد تتسبب في حالات طلاق”.

وعلى هامش المؤتمر الصحفي، التقت “عربي21” ببعض الشبان والفتيات الذين تم قبول طلباتهم للاستفادة من المشروع، ولذلك تمت دعوتهم للمؤتمر:

يمنية.. وسوري



وتقول الفتاة ارتزاق منصور لـ”عربي21“: “أنا يمنية الأصل من مدينة تعز، وحاصلة على شهادة الحاسوب، وأبلغ من العمر 23 عاما، وتعرفت على الشاب السوري محمد محمود سودة هنا”، مشيرة إلى أنها تعيش مع أختها وزوجها في إسطنبول، بينما يعيش محمد وحيداً بعد أن تزوجت والدته من رجل تركي.

أما خطيبها محمد فيقول: “نحن نقيم في تركيا منذ ثلاثة أعوام، وأعمل بمصنع حياكة في إسطنبول”، موضحا أنه تقدم بطلب بعد علمه باستعداد الجمعية العربية لتنظيم حفل زفاف جماعي، وقد تم قبول الطلب بالفعل، معربا عن سعادته بهذه الفكرة.

بشرى تهاجر وحدها من حمص للارتباط بعماد



وقال عماد دعاس لـ”عربي21“: “عمري 27 عاما، وأنا من حمص ودرست هندسة البترول؛ ولكنني أعمل في إسطنبول بورشة موبيليا منذ قرابة عام، وأقيم مع عائلتي التي نزحت بعد الحرب”.

وتوضح خطيبته بشرى الهباري، لـ”عربي21” (26 عاما) أنها حاصلة على هندسة الطاقة، وكانت تعمل في حمص موظفة حكومية بعد تخرجها عام 2015، “ولكني قررت المجيء إلى تركيا للبحث عن فرص عمل من جهة، وللارتباط بالمهندس عماد وإتمام زواجنا، حيث أننا مخطوبان ومرتبطان من أيام الجامعة بحلب منذ عام 2010”.

وتضيف: “إني متفائلة بهذه الخطوة، وآمل أن يجمع الله بيني وبين عماد على خير، وأن يكون هذا الحفل بادرة جيدة ومساعدة حقيقية لشباب الجاليات العربية ليكمل نصف دينه ويجمع شملهم”.

بمنتصف الثلاثينيات ويحلمان بعش الزوجية



أما محمد رفيق القوجة (36 عاما)؛ فيوضح أنه جاء من مدينة اللاذقية إلى تركيا قبل خمس سنوات مع عائلته، وهو ما يزال أعزبا حتى الآن.

ويوضح أنه يسعى للارتباط بميرفت درويش (33 عاما)، وأعرب عن أمله في إتمام مشروع زواجه بمساعدة الجمعية العربية “ومن معها في هذا الحدث الهام والمتميز لدعم الشباب والفتيات العرب معنوياً وماديا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *