مجتمع

لأول مرة منذ سنوات.. تطوان بدون باعة متجولين بعد إنزال أمني (صور)

شنت السلطات المحلية لمدينة تطوان، ليلة أمس الثلاثاء، حملة لتحرير الملك العمومي من الباعة المتجولين في الشوارع الرئيسية للمدينة، وذلك بعد سنوات من “احتلال” أرصفة وشوارع وسط المدينة من طرف “الفراشة” وإغلاق شوارع بأكملها في وجه السيارات، فيما انطلقت عملية إيداع ملفات الاستفادة من أسواق القرب الجديدة طيلة الأسبوع الجاري ابتداءً من اليوم.

وشهدت شوارع وسط المدينة إنزالا أمنيا واسعا من طرف أفراد الأمن الوطني وعناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة بقيادة باشا المدينة وقائد ملحقة مولاي المهدي، حيث شرعت السلطات المحلية في شن الحملة بعد سنوات من الانتظار، وقامت بمصادرة سلع الباعة الجائلين بالقوة وتفكيك عرباتهم مع وضع حواجز حديدية بالشوارع المعنية، وذلك دون وقوع مناوشات بين الطرفين، حيث لم يبدي الباعة أية مقاومة للحملة رغم حالة التوتر والاحتقان التي سادت الوضع.

واستهدفت الحملة كل من ساحة المشور السعيد المعروفة بساحة “الفدان القديم” أمام القصر الملكي، وشارع الجزائر، وشارع سوق باب النوادر، والشوارع المحيطة بالمعهد الثقافي الإسباني وسينيما إسبانيول وشوارع أخرى، وذلك بإحضار شاحنات وسيارات السلطة لنقل السلع والعربات المصَادرة في الحملة، حيث استمرت العملية إلى ما بعد منتصف الليل.

وكان مصدر مطلع قد كشف لجريدة “العمق”، أن هذه الحملة جاءت بعد اجتماع موسع بمقر باشوية تطوان، أمس الثلاثاء، ضم كل من رئيس قسم الشؤون الداخلية بعمالة تطوان، وباشا مدينة تطوان، ورئيس المنطقة الأمنية بولاية أمن تطوان، وكولونيل القوات المساعدة بالإقليم، مشيرا إلى أن الحملة ستستهدف أيضا عددا من المحلات التجارية والمقاهي التي “تحتل” الأرصفة عبر الكراسي والطاولات.

اقرأ أيضا: جمعويون يُعِدون لـ”حملة ضغط “من أجل تحرير الملك العام بتطوان

إلى ذلك، تجمع المئات من الباعة الجائلين، صباح اليوم الأربعاء، داخل مقر باشوية تطوان من أجل إيداع ملفات الإستفادة من دكاكين أسواق القرب الجديدة، بعد إعلان السلطات المحلية انطلاق إيداع ملفات الاستفادة، حيث أفاد مصدر “العمق”، أن السلطات تستعد لافتتاح أغلب أسواق القرب خلال الأيام المقبلة، من أجل تجميع الباعة الجائلين كبديل لهم.

وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الأسواق الجديدة تندرج في إطار مخطط السلطات المحلية بتنسيق مع الجماعة الحضرية، لتجميع الباعة الجائلين داخل أسواق صغيرة، للحد من الفوضى والعشوائية التي تعرفها جل شوارع المدينة، لافتا إلى أن عامل إقليم تطوان، كان قد أوضح أن تأخر إنطلاق استغلال أسواق القرب المكتملة البناء، يرجع إلى تدقيق لوائح المستفيدين منها.

يأتي ذلك بعدما ازدادت شكاوى عدد كبير من التجار وأصحاب المحلات والمراكز التجارية وساكنة المدينة، من عدم تدخل السلطات لتحرير الملك العمومي منذ سنوات، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة أصبحت تشوه وجه المدينة وتسببت في إفلاس عدد من التجار القانونيين، في حين تساءل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن مصير الأسر التي يعيلها الباعة المتجولون بعد شن هذه الحملة.

كما طالب نشطاء آخرون على صفحات محلية بموقع فيسبوك، السلطات المحلية بإكمال عملها في تحرير الملك العمومي، وتطبيق القانون بشكل صارم للقضاء على ظاهرة احتلال الأرصفة والشوارع والأزقة من طرف عدد من المقاهي والمطاعم، بنفس الطريقة التي تمت مع الباعة المتجولين ليلة أمس.

وكانت فعاليات جمعوية بمدينة تطوان، قد أعلنت قبل أسابيع استعدادها لإعداد “حملة ضغط” من أجل تحرير الملك العمومي بالمدينة، في ظل تزايد ظاهرة احتلال الأرصفة والشوارع والأزقة من طرف عدد من المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية و”الفراشة”، حيث كشفت جمعية “الدفاع عن حق الملكية”، أنها ستتبنى ملف الدفاع عن الممتلكات العامة بالمدينة في حملة تشاركية مفتوحة للهيئات الفاعلة بتطوان، من أجل تحرير الملك العام، معتبرة ما يجري في شوارع تطوان بأنه “أكبر انتكاسة منذ الاستقلال”.

  

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *