وجهة نظر

الأمازيغية بين تيفيناغ والحرف اللاتيني أو العربي.. ما الخيار الأنجع ؟

رغم المجهودات المبذولة على مستوى الترسانة القانونية المؤطرة لترسيم اللغة الامازيغية وتشجيع استعمالها في مختلف المجالات الحيوية كالتعليم والقضاء والصحة …يبقى التحدي القائم هل يستطيع حرف تيفيناغ الصمود لاداء هاته المهمة والحفاظ على الثقافة والثراث الامازيغيين للأجيال المقبلة ؟ الثقافة الامازيغية : بين تيفيناغ والحرف اللاتيني او العربي ، ما الخيار الانجع ؟

رغم أصالة وتميز حرف تيفيناغ عن كل الحروف، الاخرى ثم عراقته التي تعود إلى آلاف السنين ،فإنه لم يستطع ربح الرهان فيما يخص قدرته على تيسير تعلم الجيل الصاعد القراءة والكتابة باللغة الامازيغية مما يؤدي إلى عدم مواكبة دينامية تطور الامازيغية على المستوى القانوني والأكاديمي. واستبعاد الحرف اللاتيني او العربي واعتماد تيفيناغ حرفا رسميا يبقى حسب نظرتي المتواضعة إضاعة للوقت والموجود وعرقلة بوعي او بغير وعي نشر الثقافة واللغة الامازيغيتين وتطويرهما .

أغلب أصدقائي غير الناطقين بالامازيغية لما أتحدث معهم الامازيغية يعبرون عن رغبتهم في تعلمها لكن دائما ما يلقون حاجز “تيفيناغ”بعبعا يحول بينهم وبين الكتابة والقراءة ،فيكتفون بتعلم كلمات قليلة شفويا غالبا ما ينسوها عبر مرور الزمن. وتجاهل الجيل الصاعد من الشباب المغربي الحالي الذي فاته تعلم الامازيغية في المدرسة فسيضر الامازيغية فيما يخص انتشارها على المدى القصير والمتوسط وتبقى مجهودات الأكاديميين والكتاب والإعلام والفن هي السبيل للتعريف بهاته اللغة والكتابة اما بالحرف اللاتيني او العربي مع الحفاظ على حرف تيفيناغ في الحقول الرمزية.

فاللغة الفارسية مثلا انتقلت من الكتابة المسمارية إلى الحرف العربي بعد قرن ونصف من دخول الإسلام لفارس ،كما الحال أيضا بالنسبة للغة التركية التي انتقلت من الحرف العربي الى الحرف اللاتيني في عشرينيات القرن الماضي . فالأمازيغية ثقافة ولغة تحتاج أكثر من اي وقت مضى إلى ابداع اصحاب الاختصاص قصد تسهيل اندماجها في عالم التكنولوجيا والإنترنت، ولكي تكون الامازيغية لغة علم ومعرفة او على الأقل لغة ثقافة تتطور ولا تسير نحو الاندثار يجب الفصل في خيار الكتابة فأما بالحرف العربي او اللاتيني لكي تستطيع هاته اللغة اقتحام جميع الميادين وتكون متاحة للدارسين ولعموم المواطنين

ما هو ثابت عند ذوي العلم وذلك أن اللغة كائن حي في تغيير مستمر نابع من المجتمع ومن ممارساته اليومية يساهم في تطويره وتنميته كل المستعملين له في حياتهم اليومية وليس المخترعون له في المختبرات ويرغبون في تسويقه عند من لا يرغب فيه لأنه يملك أفضل منه فالنسبة للامازيغية لابد من تجميع وتدوين مختلف تعابير الثقافة الأمازيغية والحفاظ عليها وحمايتها وضمان انتشارها ثم القيام ببحوث ودراسات في الثقافة الأمازيغية وجعلها في متناول أكبر عدد من الأشخاص وتشجيع الباحثين والخبراء في المجالات المرتبطة بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *