منتدى العمق

كونوا مغاربة: دعوة إلى الاحتفاء بالنص المبدع المغربي

فاتحة الكلام

معلوم أننا نعيش اليوم ذكرى عزيزة على قلب كل مغربي حر غيور على سيادة وطنه و استقلاله ، ذكرى توقيع و تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي خطتها
أيدي وطنيين صادقين أحبوا الوطن و ماتوا في سبيل استقلاله و عودة ملكه الشرعي إلى عرشه، حتى أضحت درسا كُبَّارا في الوطنية الحق ، لا الوطنية النفعية
التي يدعيها سراق الوطن الذين متى افتضح أمرهم عادوا الوطن و ارتموا في حضن أعدائه مقابل دراهم معدودات.

مناسبة الكلام:

لما كُتِبَ للامتحانات المحلية أن تقفوَ هذه الذكرى الوطنية الاستقلالية- بداية الأسبوع المقبل- أردنا أن ننبه الساهرين على وضع الامتحانات المحلية و بخاصة
أساتذة اللغات في سلك الثانوي الإعدادي، – الذي يعد سلكا مفصليا في تكوين المتعلمين وتثمين كفايتهم — إلى ضرورة قرن الاحتفاء بذكرى تقديم و ثيقة
المطالبة بالاستقلال بالاحتفاء بالنص المغربي و التعريف برجالاته و مطالبة المتعلمين باستكناه قيم النبوغ المغربي الثاوية فيه.

إذ لا يخفى على المتابع لمنظومتنا التربوية أنها ابتليت بعدة آفات منها آفة وضع الامتحان ، حيث تفصح نماذج الامتحانات المقدمة للمتعلمين ، و بخاصة في مواد اللغات – نصوص عربية ، وفرنسية ، و انجليزية، – ، خلوها من الحس الوطني ،الذي قوامه التعريف برجالات الفكر و الإبداع المغربيين الذين كتبوا بهذه اللغات.

إذ يكتفي كثير ممن تسند إليهم مهمة وضع الامتحانات بمؤسساتهم التعليمية بالنسخ و السلخ فضلا عن التطبيع مع نصوص منقولة مكرورة و النسج على منوالها ،
ظنا من بعضهم أن إسناد مهمة وضع الامتحان هي بمثابة صخرة سيزيف ألقيت على كاهلهم عنوة ، و بالتالي وجب التخلص منها بأيسر السبل، و اختيار
الطريق السهل في وضع النص موضوع الامتحان.

و لتفادي غياب فقه وضع الامتحان عند كثير من أساتذة اللغات الذين لا يبذلون مجهودا في التنقيب عن النصوص المغربية-المكتوبة باللغات المدرسة- و جعلها
وسيطا بانيا للشخصية المغربية الحق التي تتميز بتعدد روافدها و وفرة رجالاتها الذين طارت شهرتهم في الناس كل مطار ، و جدنا أنه من الواجب التنبيه إلى
هذه الآفات ودعوة واضعي الامتحانات إلى استحضار المتعلم و الوطن خلال انتقاء النصوص ، و التشبع بما يلي :

أ* احتفوا بالثقافة و الإبداع المغربيين.

ب*ضعوا نصوصا تقرب المتعلم من رجلات الفكر و الأدب المغربيين .

ج* اجعلوا المتعلم يتشبع بقيم النبوغ المغربي.

د* لا تبعثوا نصوصا مشرقية/ غربية فقدت راهنيتها و قتلت بحثا.

ه* لا تغيبوا نصوصا مغربية بانية بناء على موقف شخصي أو خلاف إديولوجي

ه* ابتعدوا عن آفة النسخ و السلخ و اجترار الخطاب المكرور.

و* عند وضع النص استحضروا عمر المتعلم و نفسيته، و اجعلوا النص لذيذا
و مفيدا و بانيا للكفايات المنصوص عليها.

ز* كونوا مغاربة أولا و آخرا ، كما كان رجالات الحركة الوطنية الذين آمنوا بالوطن وضحوا في سبيل استقلاله .

خاتمة الكلام :

إن دفاعنا عن النص/ المبدع المغربي ، ليس عنصرية كما قد يتوهمها البعض ، “فهل إذا توفر الطبيب للتخصص في بحث حول عضو من أعضاء الذات ، نلمزه
بالعنصرية إزاء الأعضاء الأخرى ؟ و هل إذا قام رب الأسرة بكل ما تحتاج إليه أسرته بالإنفاق عليها وحدها ، و بالدفاع عن حقوقها ، وتحديد أملاكها الخاصة،
يلمز بالعنصرية أيضا؟”1

من هنا يتبين أن دعوتنا إلى الاحتفاء بالنص المغربي و اعتماده عند الامتحان، الغرض منها تنمية الحس الوطني لدى المتعلم المغربي، وتعريفه برجالات الإبداع في
بلده، و بخاصة سلكي الابتدائي و الإعدادي،لأننا نؤمن بأنه إذ اتمثل تاريخ بلاده وأمجادها و رجالاتها فلا محالة سيتمثل إنتاج آخره –المشرقي و الغربي- في سلك
الثانوي التأهيلي و الجامعي وفق منطق يراعي فيه حدود الذات في علاقتهابالآخر.

———

1-سوس العالمة، محمد المختار السوسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *