أخبار الساعة، مجتمع

إعلاميون يناقشون دور الصحافة في التنمية المستدامة بصفرو

ناقش أساتذة وإعلاميون دور الصحافة في التنمية المستدامة، وذلك في ندوة وطنية  السبت المنصرم بقاعة الندوات لبلدية صفرو، شارك في كل من محمد القاسمي رئيس شعبة الاعلام والتواصل بكلية الاداب والعلوم الانسانية فاس سايس، محمد الركراكي استاذ التعليم العالي بمعهد الاعلام والاتصال بالرباط، الصحافي لحسن والنعام، محمد المسكين مدير النشر بجريدة “صفرو بريس”.

الندوة التي سيرها طارق اعبيبو، ناقشت 4 محاور حول الموضوع المذكور، حيث تحدث القاسمي عن مفهوم التنمية وارتباطها بالمجال الاعلامي في مداخلة تحت عنوان “الاعلام والتنمية اية علاقة؟”، مؤكدا على أن الإعلام الحر والمستقل يساهم بشكل كبير في تحقيق تنمية حقيقية على كافة المستويات.

وأوضح أن التكوين الإعلامي بالمغرب تمثل في تأسيس معهد الاعلام والاتصال بالرباط، الذي يزود المؤسسات الاعلامية بالاطر المتخصصة لكن هذا لا يلبي كل حاجيات القطاع، الامر الذي جعله يحلم بتأسيس شعبة الاعلام والتواصل بكلية الاداب والعلوم الانسانية بفاس سايس، الى ان اصبح حقيقة على ارض الواقع.

وأضاف أن الشعبة أصبحت منذ 2008 تزود الجسم الاعلامي بالمغرب بأطر مكونة تكوينا اكاديميا؛ وفي نفس السياق أشار إلى اكراهات تواجه الشعبة المذكورة خاصة فيما يتعلق بتمويل التجهيزات المطلوبة لتحسين جودة التكوين؛ اضافة الى وجود صعوبات في ايجاد شراكات حقيقية مع مختلف الفاعلين والمهتمين بالمجال الاعلامي.

وشدد المتحدث على ضرورة محاربة الاعلام التضليلي الذي يساهم في تخلف المجتمع، داعيا إلى تكوين جبهة اعلامية وطنية لمواجهة اعداء الوحدة الترابية للمملكة ومجابهة المتربصين بالقضايا المصيرية للوطن، حسب قوله.

من جهته تطرق محمد الركراكي إلى معيقات التنمية المجتمعية بسبب الاعلام الذي يساهم في تخريب المجتمعات عبر التضليل ونشر الاكاذيب وثقافة الجهل والتخلف؛ مشيرا في مداخلته “الاعلام واشكالية التنمية المجتمعية”إلى دور الرقابة التي تمارسه المؤسسات الاعلامية على مختلف الفاعلين في الدولة والمجتمع؛ وكذا توجيه الرأي العام نحو القضايا المهمة والتي لها ارتباط بالتنمية الحقيقية.

واعتبر الكاتب العام لمعهد الاعلام والاتصال بالرباط أن هناك مجموعة من اخلاقيات مهنة الاعلام والصحافة اهمها تحري الموضوعية والنزاهة والحرية ووالستقلالية والصدق، لافتا إلى أن العمل الاعلامي الالكتروني شكل اضافة نوعية ساهمت في تحقيق تنمية شاملة شرط الالتزام بأخلاقية المهنة، خاصة بعد عقلنة وتنظيم المشهد الاعلامي بالمغرب بعيدا عن الفوضى والعبثية التي شهدها الاعلام الالكتروني مؤخرا بالمغرب.

وتساءل مستغربا عن حقيقة وجود اكثر من 5000 موقع الكتروني بالمغرب التي أصبح جزء كبير منها ينهش في أعراض الناس والنبش في خصوصياتهم دون حسيب أو رقيب، مشيرا إلى الدور الفعال الذي تقوم به المؤسسات الاعلامية في الدفاع عن ثوابت المغاربة خاصة قضية الصحراء المغربية في ضل التطورات التي تشهدها مؤخرا، حسب قوله.

وفي المحور الثالث حول موضوع “معايير احترافية الصحافة: قراءة في تجربة الصحافة المستقلة بالمغرب، تناول الصحافي لحسن والنعام كرنولوجية الصحافة بالمغرب بعد الاستقلال؛ مشبرا إلى أن العالم الاسلامي والعربي لم يكن سباقا لعالم الصحافة بمختلف اشكالها؛ فأوروبا هي السباقة لمجال الاعلام والصحافة.

وعرج والنعام على مرحلة من تاريخ المغرب اتسمت بالصراع والاصطدام بين الجسم الاعلامي والنظام السياسي لمدة 3 عقود موالية لاستقلال المغرب؛ حيث اشار الى ان المعارضة السياسية في ذلك الوقت انشغلت اعلاميا بالترويج لافكارها ومشارعها عبر اعلامها الحزبي؛ ولم تنتبه الى الاهداف التنموية الملقاة على عاتقها.

وتطرق الى الانفراج السياسي في نهاية القرن 20 عبر تشكيل حكومة التناوب التوافقي؛ الامر الذي اتاح الفرصة لمجموعة من المشاريع الاعلامية المستقلة ان ترى النور مثل لوجورنال، لوكونوميست، الصحيفة، لكن التجربة توقفت بسبب ان الجامعي والمرابط و انوزلا وغيرهم كانوا يطمحون إلى هامش اكبر من الحرية والاستقلالية؛ لكنهم اصطدموا بواقع يفرض نوع من الرقابة و

وضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها باي حال كان.

وفي ختام كلمته، تحدث والنعام عن المعايير التي يجب ان تتوفر عليها أي مؤسسة اعلامية تطمح الى الريادة، وهي المعيار القانون والعيار التنظيمي والهيكلي والمعيار التكويني والمعيار المالي والمعيار المتعلق عن عقد شركات تجارية مع مختلف المؤسسات الاقتصادية.

وفي محور “الاعلام والتنمية السياسية”، الذي تناوله محمد المسكين، حدد الأخير مفهوم التنمية والمرتبط بشكل عام بالدول النامية؛مؤكدا ان الاعلام احد وسائل تحقيق التنمية على كافة المستويات؛ خاصة المجال السياسي؛ وعرف التنمية السياسية بشكل عان : صناعة رأي عام وقوي بثقافة سياسية حقيقية وفعالة؛ فالصحافة الحقيقية هي التي لا توظف الاحداث من اجل التحيز الاديولوجي، كما يجب على الصحافي والاعلامي بعرض الرأي والرأي الاخر لتشكل وعي سياسي لدى المتلقي.

واعتبر ان التلفزة مصدر رئيسي لتلقي المعرفة من طرف جمهور عريض من الشعب لذلك يجب عرض برامج سياسية كثيرة ومتنوعة تتسم بالموضوعية والعلمية دون ميل لاي طرف سياسي متبوعة بتحليل موضوعي ونزيه حتى يتبين للمتلقى افضل البرامج الانتخابية واصلحها معضرورة تقييم اعمال المؤسسات الحزبية والحكومية

وتطرق المسكين الى ان الصحافة والاعلام تساهم في تحقيق الاتنمية السياسية عبر القيام باستطلاعات رأي حقيقية بعيدة عن االاجدات، والتسويق السياسي لجميع الهيئات السياسية والحكومية مع مواكبة تقييمية ونقدية، والحث على المشاركة السياسية الاجابية،

وختمت الندوة بتكريم وجوه صحافية واعلامية بجهة فاس مكناس ومدينة صفرو بتسليم ادرع تذكارية لهم وتوزيع شهادت التاطير للمشاركين في الندوة مع حفل شاي اقيم على شرف كل الحاضرين للندوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *