مجتمع

بعد منع سلطات الحسيمة لمهرجان ثقافي.. جمعية تتجه لحل نفسها

كشفت جمعية آفاق بمركز بني حذيفة بإقليم الحسيمة، أنها تستعد لإيقاف جميع أنشطتها والاتجاه نحو حل نفسها بالكامل، احتجاجا على منع سلطات الحسيمة لمهرجان ثقافي سنوي تشرف عليه الجمعية بالمنطقة، معتبرة أن أسباب المنع “غير مقنعة”.

جاء ذلك بعد منع السلطات المحلية، تنظيم مهرجان “التميز” في دورته الثانية المنظم من طرف جمعية آفاق وشركائها بآيت حذيفة، حيث أوضحت اللجنة المنظمة أنها مُنعت دون أي توضيحات رغم استيفائنا لكافة الإجراءات القانونية، كاشفة أن السبب الرئيسي للمنع هو شريط وثائقي أنجزته الجمعية حول التهميش في المنطقة.

المهرجان الذي كان سينظم من الفترة الممتدة من 4 إلى 13 ماي الجاري، يتضمن في برنامجه قوافل طبية وحملات تحسيسية لمرضى السكري، ودورات تكوينية للتلاميذ حول التفوق الدراسي، وأمسيات فنية وثقافية ومسابقة العد الريفي، وحملة للتبرع بالدم، وذلك بقاعات تابعة للجماعة الترابية والسلطات المحلية.

الكاتب العام للجمعية محمد بنصديق، قال إن منع تنظيم المهرجان يؤكد وجود عراقيل لمنع المجتمع من المدني من القيام بدور الوساطة، خاصة في ظل الأجواء التي تعيشها منطقة الريف، مشيرا إلى أن النقاش الجاري داخل الجمعية يتجه نحو حل الجمعية بالكامل، مردفا بالقول: “دخلنا العمل الجمعوي بشرف، وسننسحب منه بشرف”.

وتابع قوله: “لا يمكننا الاشتغال في ظل هذه الظروف، فما معنى أن نقوم بمجهود لإعداد المهرجان عبر برنامج وميزانية وعقد شراكات، وفي النهاية يتم المنع حتى دون تبرير مكتوب، ويتم وضعنا في مأزق مع شركائنا”، معتبرا أن “هذا الأمر يشكف الإكراهات التي يواجهها المجتمع، فبعدما يئس الناس من العمل السياسي والنقابي، يتم الآن تحطيم العمل الجمعوي”.

وأوضح المتحدث في اتصال لجريدة “العمق”، أن قيادة بني حذيفة أخبرت الجمعية أن عامل الحسيمة هو من أمر بمنع المهرجان، لافتا إلى أن التبرير الذي عُلل به المنع هو اسم المهرجان، قائلا: “قالوا لنا إن التميز ليس من اختصاص الجمعية، وهم بذلك يريدون التحكم في أنشطتنا”.

وأضاف أن جمعيته تشرف على أنشطة قانونية ولا تتعارض مع الأخلاق العامة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي الذي منعت على إثره السلطات المهرجان دون أن تعلن عنه، هو الشريط الوثائقي الذي يتحدث طيلة 36 دقيقة عن معاناة المنطقة مع التهميش، معتبرا أن المركز السينمائي المغربي يسمح في قوانينه للهواة بتصوير أشرطة دون الحاجة إلى ترخيص ما لم يكن الربح هو الهدف.

المسؤول في الجمعية المعنية، أشار إلى أنهم وضعوا طلبا للقاء عامل الحسيمة دون أي رد، معتبرا أن “أجواء الريف الحالية تتطلب تدخل وسطاء اجتماعيين من أجل تهدئة الأوضاع، لكن العكس هو الذي يحصل بسبب العراقيل التي نجدها في هذا المجال، فإذا كنت تريد التمويل والدعم والموافقة عليك بهرجانات البندير، أم مهرجانات الثقافة والتنمية يتم منعها”، مردفا بالقول: “الجمعيات الفاعلة ينبغي تكريمها بدل أن توضع العراقيل أمامها”، وفق تعبيره.

برنامج مهرجان التميز

*صورة الرئيسية من الأرشيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار