أدب وفنون، مجتمع

أوريد: الثورة الثقافية بالمغرب طريقنا لبناء ديمقراطي حقيقي

تحدث المؤرخ والأكاديمي حسن أوريد، عن ضرورة إحداث ثورة ثقافية في المغرب نتحول فيها من حالة الوطن إلى حالة الأمة، مؤكدا على أن أي تغيير في المجتمع المغربي لا يمكنه أن يتحقق إلى بإحداث ثورة ثقافية حقيقية.

وقال أوريد الذي كان يتحدث خلال توقيع كتابه الجديد “من أجل ثورة ثقافية بالمغرب” مساء أمس الخميس بالمركز الثقافي بأكدال، أننا في حاجة إلى ثورة ثقافية بالمغرب، تعتمد على استحضار التراث الثقافي والفكري للأمة المغربية من أجل بناء ثقافي جديد مبني على التراث وليس مفصول عنه.

وأوضح أوريد خلال ندوته يوم أمس، أن لاحداث ثورة ثقافية ممكنة بالمغرب، وجب القيام بثورة إصلاح جذري كما جاء في الباب الثالث من كتابه، حيث أكد أن الإصلاح وجب أن ينطلق من المدرسة ويركز على ثلاث عناصر المُتعلم، العلم ، والمُدَرس.

وقال أوريد إن السؤال الذي اشتغل عليه في كتابه الصادر حديثا “، هو “كيف ممكن أن نحدث ثورة ثقافية بالمغرب”، قبل أن يؤكد في محاضرته، على أنه لإحداث وبلوغ ثورة ثقافية بالمغرب وجب الإجابة عن بعض الأسئلة الوجودية أولها من نحن كما جاء في أولى أبواب كتابه الذي اشتغل فيه على الإجابة على بعض الأسئلة الوجودية.

وركز أوريد خلال أطوار تقديم كتابه، على أن التربية من أهم مقومات التطور الثقافي الممكنة بالمغرب، مستشهدا بالتجربة الألمانية وبأحد رواد مدرستها الفيلسوف فيخته والذي تحدث في مقولة شهيرة عن التربية بعد الهزيمة التي تعرض لها الألمان من نابليون وجنوده في مطلع القرن 19 حيث قال  ” فقدنا كل شيء ولم يبقى لنا سوى التربية”.

وأكد أوريد خلال الدردشة الفكرية التقديمية لكتابه، أن التربية هي مسألة سياسية بالدرجة الأولى، مبرزا على أن أهمية التربية تظهر عندما تحركها دعوة سياسية أو بسبب هزيمة تمنى بها  الدولة، حينئذ يمكن أن نضع نموذجا في التربية كما حدث في ألمانيا واليابان حيث كان لهزيمة الدولة في البلدين، باعثا مهما لإحداث وبعث ثورة ثقافية من جديد.

وتحدث أوريد عن الدوافع التي حركته من أجل كتابة كتابه “من أجل ثورة ثقافية بالمغرب”، مؤكدا أن  الدافع وراء إخراج مؤلفه الجديد، هو المساهمة في الوصول إلى حالة ديمقراطية مكتملة، وأنه لا يمكن أن نتحدث عن ثورة ثقافية ممكنة مادام لا يوجد ترسيخ لفكرة بناء الدولة وإرساء ميكانيزمات اقتصادية قوية وذلك لتربية وبناء إنسان جديد.

وأوضح المؤرخ والمفكر المغربي حسن أوريد في الأخير، على أنه يسعى من خلال كتابه أن يصبح التعليم بالمغرب مدنيا ليساهم في إحداث ثورة ثقافية، مشددا على أن هذا التغييير لن يحدثه سوى الفاعلون السياسيون أو الهيئة المسؤولة كما جاء في الباب الخامس من كتابه، والذي تحدث فيه على مسؤولية الفاعل السياسي في احداث التغيير الثقافي بالمغرب.

وشدد أوريد في الأخير، على أنه من مقومات نجاح أي ثورة ثقافية وجوب تدبير الاختلاف اللغوي بالمغرب، ووضع رؤية لغوية جديدة تنبني على صون اللغات الرسمية العربية والأمازيغية، والاستفادة من لغة العلوم الأولى بالعالم الإنجليزية عوض الفرنسية المعتمدة بالمغرب منذ الاستقلال إلى الأن.

اترك رداً على بقلم الرصاص إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • بقلم الرصاص
    منذ 6 سنوات

    ان التورة الثقافية التي ناملها .. يجب ان تكون في اطار مشروع مجتمعي .. اطاره العام العقلانية و الديموقراطية .. ويثم دالك من خلال مدرسة عمومية فاعلة في محيطها و متفاعلة معه .. مع تبنيها للمنهج الحديث لخلق تقافة مدنية تهم المجتمع بكل مكوناته.. الهدف هو ان نعطي فعالية لعملنا الجماعي وابداعية حقيفية لمما رستنا السياسية و الثقافية .. من اجل تطوير مؤسساتنا با عتبارها هي المحرك القوي لخلق وعي مواكب لاوضاعنا التاريخية اليوم...