مجتمع

 نصب تذكاري فرنسي بقصبة تادلة  يواجه التهميش

يوسف الفرساوي- صحافي متدرب
خلف الفرنسيون بنصب تذكاري عبارة عن أربعة أعمدة تخليدا لأرواح ضباطهم وجنودهم، الذين قضوا في المعارك، من أجل بسط سيطرة نفوذ الفرنسيين على منطقة تادلة والمناطق المجاورة، إنه قطعة معمارية تعود لعشرينيات القرن العشرين، وقد استعمل فيها الفرنسيون الاسمنت المسلح، وكلفت الميزانية الفرنسية مبلغا ماليا مهما، حيث مولتها الإقامة العامة للقيادة العليا للجيش وعطايا الضباط الذين خدموا تادلة.
وتواجه هذه المعلمة التي أصبحت رمزا تعرف به مدينة قصبة تادلة بكلمة المونيما نسبة إلى الكلمة الفرنسية mounument، تهميشا من قبل الساكنة والسلطات المحلية، بحيث لا تكاد تجد فيها مكانا إلا فيه زجاج مكسور لقنينات مسكر ماء الحياة، ونفايات هنا وهناك تتطاير عبر جنبات المعلمة، قبل أن تلقى حتفها بالمنحدر الذي يؤدي بها إلى المنخفض، تتجول في المكان لتجد شجيرات بسيطة تعود لسنين خلت بعضها تساقط وأصبح هيكلا، والبعض الآخر توقف عن اللنمو.
تعاقبت عن مدينة قصبة تادلة العديد من المجالس البلدية، إلا أنهم لم يستطيعوا تخصيص ولو القليل لترميم جنبات هذه المعلمة التي يقدر طول كل عمود منها ب 34 مترا، وإرجاع هيبتها، ورغم ذلك ظلت صامدة شامخة تواجه مصيرها، وقد استطاع المجلس البلدي الحالي تزويد هذه المعلمة بساطعين كهربائيين خافتين هذه السنة يذكران بالزمن الجميل، حسب أحد سكان المدينة، وتساءل العديد من سكان المدينة قصبة تادلة، عن السبب الذي جعل المجلس البلدي لم ينزل مشروع لتأهيل جنبات هذه المعلمة وفي هذا الصدد أكد أحد زوار المعلمة :” نريد من المجلس البلدي وكل القائمين على المدينة تأهيل جميع المناظر الطبيعية والأثرية بالمدينة لإعطاء روح جديد لمدينة قصبة تادلة”.
وفي السياق ذاته أكد شخص تادلي مقيم بفرنسا في اتصال هاتفي معه، أنه زار مدينة قصبة تادلة في بداية هذه السنة، وتأسف لما لحق بهذه المعلمة من تلف وأضاف :” لقد كانت معلقة على كل عمود لوحة مكتوب عليها أسماء الضباط الذين لقوا حتفهم في المعركة التي من أجلها بنيت هذه المعلمة، وكانت تعكس الضوء على بعد كلومترين، إنني أقارن بين الفتة الفرنسية وحينها كنت صغيرا، وبين الفترة المغربية، ولم أجد مجالا للمقارنة، فقد كانت في عهد الفرنسيين محترمة ولها هيبتها، طبعا لأن الفرنسيين مدفونين بها”.
ويطالب سكان مدينة قصبة تادلة بضرورة تهيئ مكان المعلمة، وإحداث منتجع بها لإحياء هذه المعلمة، وإعطائها قيمتها من جهة، ومن جهة أخرى إيجاد متنفس للزوار، اعتبارا للموقع الاستراتيجي الذي تحتله التي تطل على المدينة ككل، بحيث لا تبعد إلا ب 2 كلم عن وسط المدينة، وفي هذا السياق قال شخص :” من الأفضل، وعلى الأقل إحداث مقهى بهذه المساحة الشاسعة، التي تحيط بالمعلمة”، وأضاف:” ليس الهدف هو المقهى ولكن من أجل المحافظة على هذه القطعة التراثية التي تعطي إضافة للمدينة”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 6 سنوات

    جنود فرنسيين قتلوا المغاربة قبل أن يقتلوا. فلتان فرنسا لتعتتي بالمكان. حس وطني غائب