مجتمع

بين الحلاقة وبيع الهواتف.. هذه أبرز مهن المهاجرين الأفارقة بالرباط

يوسف الفرساوي- صحافي متدرب

عرف المغرب في الآونة لأخيرة وفودا من المهاجرين، من مختلف بلدان القارة السمراء، خاصة افريقيا جنوب الصحراء ممن يطمعون في العبور إلى القارة العجوز، فمنهم من وصل إلى المغرب وينتظر الفرصة المناسبة للعبور، ومنهم من وصل إلى المغرب وتأقلم مع أناسه، فاستغنى عن فكرة الاستمرار في رحلة الإبحار للوصول إلى أوروبا، وفي هذا الصدد التقت جريدة العمق مع مهاجر إفريقي تجاوزت إقامته بالمغرب السنة والنصف حيث قال :”جئت للمغرب على أمل أن أصل لأوروبا فالمغرب كان بالنسبة لي معبر فقط، لكن لما وصلت إليه أعجبني كثيرا فكل ما كنت أحلم به في أوروبا وجدته في المغرب، فكرم المغاربة قد لا نجده في بلاد أوروبا العنصريين”.

وتأقلم كثير من هؤلاء المهاجرين مع الحياة المغربية، فمنهم من احترف مهنة التجارة خاصة بيع الهواتف النقالة ولوازمها، ومنهم من خشي ولوج غمار مهنة أصدقائهم، واحترفوا التسول عند تقاطع الطرقات، وفي تصريح لجريدة “العمق” تحدث أحد الرباطيين لجريدة العمق حيث قال “لقد كنت راكبا سيارتي وطلب مني مهاجر إفريقي بعض المال، ولأنني لا أجيد لغتهم فقد تحدث معه بالإشارة وقلت له ما مفاده، عوض أن تتسول، وأنت بصحتك، فلماذا لا تذهب وتعمل بساعديك، وأنت لازلت بصحتك فأنت شاب في مقتبل العمر فأجابني أنا لست أحمق فأنا أفكر في الهجرة إلى أوروبا فلماذا أتعب هنا”.

وانقسمت النساء الإفريقيات بين من تتسول بحثا عن لقمة عيش تعيلها وتعيل أبنائها، وهي قلة قليلة متفرقة في الشوارع الرئيسية والثانوية كذلك، وبين فئة اختارت تجمعات معينة كالتجمع المقابل لباب شالة بالعاصمة الرباط، فالنساء بهذه التجمعات احترفن مهنا معينة كالنقش بالحناء والحلاقة بطرق معينة، فالبداية كانت تقتصرن على تجميل بعضهم البعض أو الإفريقيات اللواتي يرجع استقرارهن إلى سنوات ماضية، لكن مع مرور الوقت بدأ استقطاب المغربيات كذلك لظفر شعرهن أو اقتناء بعض مستحضرات التجميل ،وفي هذا تقول إحدى الإفريقيات :” فالبنسبة لي احتراف هذه المهنة أفضل لي بكثير من احتراف أي مهنة أخرى أو التسول عند ملتقيات الطرق، فمن جهة أزاول المهنة لأنني أتقنها،ومن جهة كرامتي لا تمس، فأنا أمارسها هنا في هذا التجمع، لعدم تواجد محل خاص نظرا للمصاريف التي يتطلبها فتح المحل”، وغير ما مرة خلال جولتنا بهذا التجمع نجد شبان هما الآخرين أصبحوا من المرتادين عند هؤلاء الأفارقة.

وأكد مجموعة من ساكنة الرباط في تصريح لجريدة العمق، على  أن هؤلاء المهاجرين الأفارقة عدوانيين و من الصعب التأقلم مع طبعهم حيث قال أحدهم :”يفتخرون بأنفسهم ويعتقدون أنهم أحسن من المغاربة”، بينما نفى عدة تجار على اعتبار العلاقة المباشرة التي تجمعه مع المغاربة والأفارقة على حد سواء، أن الأفارقة مزاجهم عادي ولا يحبون الظلم ويمكن أن يضحون بأنفسهم من أجل الآخرين، وفي هذا يقول تاجر بالقرب من المحطة الطرقية الرباط :” تعامل الإفريقي تعامل راقي، قد يطلبك إن كان في حاجة لذلك، ولكن تأكد أنه لا يقبل أن يأخذ ما ليس له، كما أنه لا يحب الظلم فمرات عديدة يدافعون عن مغاربة أمامي، وليس كما يعتقد أنهم يدافعون عن أنفسهم فقط”.

وتتضارب آراء الشارع لرباطي بين مرحب بالأفارقة، متضامنا معهم، ومع اللآلام التي يعيشونها في أوطانهم، وبين رافض لتواجدهم، لكن الآراء تجتمع في كونهم أصبحوا حقيقة في الغرب، ففي ظل هذا أكد شخص في تصريح لجريدة “العمق”، أنه يرحب بجميع الأفارقة في المغرب وليس لديه أي مشكل في تواجدهم، مضيفا أن الأهم هو التعايش مع بعض، فالآلام التي عاشوها في بلدانهم من حروب، واستبداد ومجاعات، كفيل بأن نتضامن معهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 6 سنوات

    تضاربت آراء الشارع الرباطي حول ((أفارقة جنوب الصحراء )).