مجتمع

عمال مجموعة أوزون .. رجال يقهرون أطنان النفايات وتخلف العقليات

قد يتبادر إلى ذهنك في الوهلة الأولى أنك تشاهد لقطات وصور من فيلم رعب أمريكي، وإذا أمعنت النظر سيتخيل إليك أنك تشاهد جنود متخفين يعيدون أحياء مدينتك إلى ملامحها الأولى بعدما شهدت حربا عالمية طمست معالمها.

في الحقيقة هؤلاء هم عمال الوطن وجنود الخفاء، أو كما يسمونهم في الضفة الثانية “مهندسو النظافة”. “لا أحد يساعدنا في أداء مهامنا في هذا اليوم”، هكذا بدأ العربي حديثه وهو رجل تخطى عقده الرابع يعمل لصالح المجموعة المواطنة “أوزون للبيئة والخدمات”، التي تحتل الرتبة الأولى على الصعيدين المغربي والإفريقي في مجال التدبير المفوض للنفايات.

بفخر وعزيمة لا متناهيتان يحكي العربي عن التحديات التي تواجهه يوم عيد الأضحى، بينما الناس تستمتع بنحر الأضحية، وتعيش فرحة العيد رفقة عائلتها.

ككل سنة ينهمك العربي رفقة أزيد من 7 ألاف عامل وعاملة بمجوعة أوزون للبيئة والخدمات بتنظيف مخلفات الأضاحي التي انتشرت هنا وهناك بعيدا عن الحاويات المخصصة لها.

يقول العربي: “الجميع منشغل بذبح الأضحية والاستمتاع بما لذ وطاب من الحلويات والمشروبات المتنوعة وأصناف المأكولات التي يتم تحضيرها بهذه المناسبة الدينية، بينما نحن نسابق عقارب الساعة لجمع أكوام النفايات الناتجة عن رمي بقايا الأضاحي وشي رؤوسها”.

تبدأ معاناة هؤلاء الجنود لحظات قليلة بعد أدائهم لصلاة العيد، يرتدون بذلة العمل الرسمية، وينطلقون بدون تردد لجمع أكوام النفايات التي تركها الباعة المتجولون ليلة العيد بالشوارع والأزقة، تتنوع من بقايا الفحم والقش والأعشاب وأعلاف الأكباش ومستلزمات العيد، ناهيك عن الفضاءات المحيطة بالأسواق المخصصة لبيع الأضاحي، وصولا إلى جلد الأضحية والنفايات المنزلية التي شوهت الفضاء.

يجد عمال النظافة أنفسهم في مواجهة قاسية ضد أكوام النفايات التي تؤرق الساكنة بسبب الرائحة الكريهة التي ستنبعث منها بعد ساعات قليلة من مرور مراسيم عيد الأضحى، حيث يكون رجال أوزون للبيئة والخدمات “في قلب المعركة” لمواجهة هذه النفايات يوم العيد، بأسلحة ومعدات وأسطول شاحنات مخصصة لهذا الغرض.

“في هذا اليوم يضاعف العمال مجهوداتهم لتنظيف الساحات والحدائق والمصلى وجمع النفايات المنزلية، نظرا لتكاثرها بسبب رمي بقايا الأضاحي ما يشكل عبئا كبيرا على عمال النظافة”، يقول عزيز البدراوي الرئيس المدير العام لمجموعة أوزون للبيئة والخدمات في تصريح خاص.

لا تقتصر معاناة شركة النظافة في الحرب التي يخوضها عمالها، بل تشمل أيضا خسائر مالية وبشرية، هو الأمر الذي يؤكده صاحب المقاولة المواطنة في تصريحه: “نتكبد خسائر مادية جسيمة تتمثل في حرق آلاف الحاويات إثر رمي الجمر المشتعل الذي استعمل في شي رؤوس الأضاحي داخل الحاويات البلاستيكية، الأمر الذي تسبب في تلف عدد لا يحصى منها من مدينة بوجدور وصولا إلى مدينة الشاون”.

وعن سلوك المواطنين الذي يؤرق شركة النظافة يستطرد البدراوي قائلا: “نعاني الأمرين من سلوكيات بعض المواطنين الذين يلقون بنفاياتهم بعيدا عن الحاويات المخصصة لهذا الغرض مما يجعل عملية جمعها في وقت محدد ونقلها إلى المطرح في يوم واحد أمر شبه مستحيل”.

وعلى الرغم من أن المهمة شبه مستحيلة كما تبينها الصور، إلا أن عمال مجموعة أوزون للبيئة والخدمات تمكنوا من التخلص من الأطنان المهولة الناتجة عن مخلفات نحر الأضاحي، هو الأمر الذي يؤكده الرئيس المدير العام لمجموعة أوزون للبيئة والخدمات بقوله “بعد تتبع عملية النظافة وقفنا على العمل الجبار الذي قام به عمال الوطن الأمر الذي ظهر على شوارع المدن المغربية التي عادت لملامحها الأصلية بعد انتهائهم من المهمة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “الشركة جندت أسطولا ضخما من الآليات ووظفت يد عاملة موسمية لدعم التدخلات الميدانية خلال هذه الفترة خاصة يوم عيد الأضحى كيوم استثنائي”.

وتجد هذه الفئة من العمال نفسها مضطرة إلى بذل مزيد من الجهود وقضاء وقت أطول في جمع النفايات المنزلية، إلا أن بصمة الأمل والثقة التي وضعتها مجموعة أوزون للبيئة والخدمات على عاتقهم يجعلها تواصل عملها بجدية وصبر، إيمانا منهم بأهمية الحفاظ على المجال البيئي.

جدير بالذكر أن مجموعة أوزون للبيئة والخدمات مقاولة مواطنة رائدة في مجال التدبير المفوض لقطاع النظافة بالمغرب وإفريقيا، حيث تنشط في خمسين مدينة مغربية بالإضافة إلى خمس دول إفريقية، الأمر الذي مكنها من الحصول على شهادة الجودة العالمية “الايزو” (9001(ISO و(14001 ISO) بالإضافة إلى ((OHSAS18001، ناهيك عن حصولها على شهادة التصنيف الوطني من الدرجة الممتازة (A) الممنوحة من طرف المديرية العامة للضرائب “دافعي الضرائب المصنفة”، كما حازت على جائزة التنمية الإفريقية لعام 2017 في صنف تدبير النفايات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *