أخبار الساعة

16 متطوعا يشربون دماءهم يوميا من أجل العلم

يحدث النزيف المعوي بشكل شائع لدى مرضى الأمعاء الالتهابية، وهي مجموعة من الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، خاصة القولون والأمعاء الدقيقة، والتي تصيب مئات الآلاف من الناس.

ويعتبر التنظير الباطني الطريقة الأكثر شيوعا لتشخيص مرض التهاب الأمعاء (IBD)، لكن التنظير الداخلي إجراء غير مريح، لذا غالبا ما يلجأ الأطباء إلى عينات البراز لتقييم المريض. وقال العلماء في مستشفى تريملي في زيوريخ، الذين يشرفون على دراسة جديدة حول أمراض الأمعاء الالتهابية، إن النتائج التي توصلوا إليها تؤدي إلى طرق أكثر دقة في تقييم عينات البراز لدى المرضى.

وأرادت الدراسة تحديد كيف أن شرب الدماء يؤثر على بروتين موجود في الخلايا المناعية المسماة neutrophils، يظهر في البراز خلال نوبات الالتهاب.

وهذا ما دفع 16 متطوعا، بينهم 12 امرأة، إلى ابتلاع ما بين 100 مل إلى 300 مل من دمائهم إما عن طريق الشرب أو عبر الأنبوب الأنفي، من أجل مساعدة العلماء على تشخيص أفضل لأمراض الأمعاء الالتهابية.

وأعطى المشاركون عينات من البراز قبل يومين من شرب الدم، وتم خلال الدراسة قياس مستويات بروتين مرتبط بالتهاب الأمعاء في البراز، كل يوم لمدة أسبوع خلال وبعد 14 يوما من شرب الدم.

واشتكى حوالي نصف المشاركين من أعراض تعفن المعدة مثل الغثيان، وقال ثلثهم إنهم يعانون من الإسهال أو الإمساك بعد ابتلاع الدماء.

ووجد الباحثون أن مستويات البروتين المسمى “كالبروتكتين” calprotectin قد ارتفعت بعد تناول الدم، ومع ذلك، فإنه يجب على الأطباء إدراك أن المستويات العالية من البروتين قد تكون في حالات خاصة، علامة على نزيف بسيط في الجهاز الهضمي وليست علامة على وجود التهاب، وهذا ما قد يكون صعبا بالنسبة للباحثين للتمييز بين الأمرين.

وبعد يوم واحد من شرب 300 مل من دمائهم، كان براز 8 مشاركين يحتوي على مستويات مرتفعة من الكالبروتكتين، بأكثر من 50 ميكروغراما لكل غرام.

وتمت مقارنة هذه النتائج مع مشارك واحد فقط، ظهرت لديه مستويات مرتفعة من البروتين قبل التجربة.

وتشير النتائج إلى أن مستويات الكالبروتكتين المرتفعة مرتبطة بنزيف معوي، وهو أحد الأعراض الرئيسية لمرض التهاب الأمعاء (IBD) غير المعالج.

يعتقد أن البروتين ينتهي في البراز عندما تدخل بعض الخلايا المناعية إلى بطانة الأمعاء، ما يؤدي إلى التهاب، لكن العلماء بقيادة الدكتور ستيفان فافريكا، يعترفون بأن طريقة التشخيص هذه لها عيوبها.

فبالإضافة إلى كونها علامة على مرض التهاب الأمعاء، يمكن أن تكون مستويات الكالبروتكتين المرتفعة أيضا علامة على أن المريض يعاني من عدوى حتى وإن لم تؤثر على أمعائه.

واضطر أحد المشاركين في الدراسة إلى الانسحاب عندما أصيب بعدوى بكتيرية في أذنيه وأنفه، وكانت مستويات الكالبروتكتين لدى هذا المشارك مرتفعة للغاية حيث بلغت 400 ميكروغرام لكل غرام.

ويحدث التهاب الأمعاء بسبب التهاب القناة الهضمية، حيث يؤثر داء كرون، ويعرف أيضا باسم “متلازمة كرون” و”التهاب الأمعاء الناحي”، على الجهاز الهضمي بأكمله، والتهاب القولون التقرحي فقط في الأمعاء الغليظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *