مجتمع

التوفيق يدعو الزعماء الدينيين لحماية الناس من “العدميين والمتطرفين”

دعا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، الزعماء الدينيين إلى تحذير المجتمع من ثلاثة أصناف من منتجي هذه المادة الدينية، وهم الجاهلون والمبطلون (العدميون) والغالون (المتطرفون)، مشددا على ضرورة توعية الناس المتدينين بالاحتياط فيما يستهلكونه من المادة الدينية.

واعتبر التوفيق أنه “من غير المعقول أن تقام الهيئات والمؤسسات لمراقبة الجودة والمطابقة بالنسبة لمستهلكات الحياة المادية، ولا يتم ذلك بالنسبة للمادة الدينية والروحية، مشيرا إلى أنه “من مهام المبلغين، وعلى رأسهم من نسميهم اليوم بالزعماء الدينيين، حماية الناس من بضاعة هذه الأصناف، لاسيما وقد توفرت لهم وسائل التواصل وملابسات العبث بحرية التعبير”.

جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر السادس لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، المنعقد بالعاصمة الكازاخية أستانا تحت شعار “قادة عالميون من أجل عالم آمن”، بمشاركة العديد من السياسيين والنشطاء الدينيين البارزين والعديد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات.

وأوضح أن السبب في صعوبة مهمة المؤطر الديني آتية من كون الناس يشاهدون ما يجري في العالم يوميا غير شاشاتهم الكبرى والصغرى، وعلى أساس قراءاتهم المباشرة للوقائع يغدون بمشاعرهم ميالين إلى الانفعال وقلة الصبر والتفهم، لأن وقع المشاهدة أعظم بكثير من التوجيهات القولية في خطب الواعظين.

وطالب الوزير الزعماء الدينين بـ”التدقيق في حدود مهمتهم التي ليست في الحقيقة سوى التبليغ والشهادة على الناس، أي رصد سلوكهم والتنبيه عليه، ويشمل الجوانب الفردية والجماعية وكل مل يتعلق بنظام الحياة”، معتبرا أنه من شأن هذا الرصد أن يبين أسباب الحروب والفتن والمسؤوليات المتعلقة بها.

وأشار إلى أن “من مهام المسؤولين الدينيين أن يشخصوا حال العالم من أجل اقتراح أنواع العلاج لأنواع المشاكل، ومن ثمة اقتراح النظام الأمثل للمعيشة في نمط لا تكمن فيه الأسباب الكبرى للجشع والصراع على أمور هذه الدنيا”، موضحا أن التوصل إلى التشخيص يفترض شرطين، أولهما العلم العميق الواسع بشؤون العالم، وثانيهما العدالة، بمعنى الموضوعية والحياد إزاء الصراعات، فيكون الزعماء الدينيون، أي حملة العلم الديني القائمين بالتبليغ بمثابة قضاة.

لفت المتحدث إلى أن تدهور الالتزام بالقيم وتكاثر الحروب المحلية والتعود إلى حد الابتذال على الجرائم والمآسي بدافع المصالح، حالة غير مسبوقة تجعل مهمة المؤطرين الدينيين في مختلف مستوياتهم، ابتداء من الموجهين في منابر المساجد والمعابد، مهمة صعبة عند عملهم اليومي من أجل الإقناع بأن طريقة حل المشاكل هي المفاوضة والحوار، لاسيما في آفاق التوتر المتزايد في العلاقات وقيام بعض وسائل الإعلام باختزال الأسباب وتجاهل السياقات والتسرع في إطلاق الأحكام وتوجيه التهم، وأن الوضع سيزيد تعقيدا بتصاعد التيارات الشعبوية والنزوعات السياسية المتطرفة.

وفي هذا السياق، قال أحمد التوفيق أن موضوع دور المؤطرين الدينيين في خدمة السلم الذي يناقشه المؤتمر المذكور، “موضوع لا يفيد فيه الاختزال في التصور، بل يحتاج إلى تبين يحدد جهات المسؤوليات على أشكالها وعللها ودرجاتها، ولا يليق بالزعماء الدينيين أن يقعوا في الوهم بأنهم في هامش الندب والاختيار يستطيعون توجيه ما يدبره غيرهم في مركز دائرة القرار”.

ومن أبرز العناوين التي يناقشها المؤتمر “السلام العالمي في القرن الحادي والعشرون كمفهوم للأمن العالمي”، و”فرص جديدة لتعزيز البشرية”، و”الأديان والعولمة: التحديات والمواجهات”، و “دور الزعماء الدينيين والسياسيين في التغلب على التطرف والإرهاب”.

كما يناقش المشاركون في المؤتمر أكثر القضايا الإنسانية إلحاحا في سياق العولمة، بما في ذلك حرية الأديان واحترام ممثلي الديانات الأخرى، ودور الزعماء الدينيين في تعزيز الأمن الدولي، مع الأخذ بعين الاعتبار التهديدات والتحديات الجديدة التي يشهدها العالم حاليا.

ويهدف المؤتمر حسب القائمين عليه، إلى “تطوير وتعزيز الاحترام المتبادل بين الايديولوجيات العقائدية المختلفة والمنتشرة في شتى أنحاء العالم، ونبذ الكراهية والعنف والتطرف ونشر مبادئ التسامح والتعاون بين جميع المؤسسات والهيئات الدينية والثقافي”، حيث  “يسعى زعماء الأديان الترويج لفكرة حوار الأديان عبر المداولات والمناقشات الدينية والثقافية، وفي الوقت نفسه تعزيز الفهم المتبادل بين أطراف الديانات المختلفة واحترام الآخر من قبل كافة أصحاب العقائد ومن مختلف المجتمعات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *