منتدى العمق

أصدقاء الوهم

الصداقة كلمة لها عمق كبير ، فهي تعني رباط أخوي يجمع شخصين لا قرابة بينهما في غالب الأحيان لكن جمعتهم قرابة من نوع آخر و هي الصداقة ، أن تحظى بصديق مقرب يصبح كاتم أسرارك و رفيقك في كل لحظات حياتك هو أمر أكثر من رائع و خاصة أصدقاء الطفولة التي جمعتكما لحظات لن يطويها النسيان حتى و إن فرقتكم دروب الحياة فتبقى حاضرة في ذاكرة بعضكم .

في السابق كان الإحتياط واجب من ذاك الغريب الذي وضعناه وسط دائرة الشر ، و أن الأذى منه متوقع في جميع الأحوال و أن أي شيء قد يصدر منه هو أمر سبق و وضعتموه في الحسبان، أما اليوم و للأسف فقط لذغنا من جحر الأصدقاء من أولئك الذين ظننا أنهم لنا صادقين أوفياء و لكن المواقف أثبتت لنا عكس ذلك تماما و أن من وضعنا لهم مكانا وسط حياتنا و شاركناهم أهم محطاتها خذلونا بكل بساطة ، لتصبح صدمتك بهم أسوء من لحظاتك التعيسة التي عشتها و تعيشها لأنك ما وضعت في توقعاتك أنهم سيزيحوا قناعهم الزائف يوما ما و أن ما جمعك بهم لايعد أن يكون سوى وهم الصداقة لا غير .

كم من موقف كنا بحاجة لبضع كلمات من صديق أو صديقة لعلها تخفف عنا آلام اللحظة ، قد تأتي فترة تحس أنك فاشل نوعا ما و تجد أن لك شخصا يرفع من معنويات يعطيك شحنة أمل لتنهض من جديد ، ذاك الصديق لم يتركك و يدر ظهره و يرحل دون أدنى اعتبار الى ما جمعكم يوما ما كلها اشياء جعلت كل شيء متعلق بالصداقة يتغير ، فقد ظهرت بعد ذلك مفاهيم جديدة لهذا الرباط بين صداقة المصلحة و صداقة المال و صداقة الصدفة و الصداقة العابرة و صداقة المناسبات الخ ، بل هنا من تصل به الوقاحة أن يجعلك صديقا كلما وجد نفسه غارقا في المشاكل ربما لن تستطع مساعدته و لكن بإمكانك الإستماع إلى كل أحاديثه السلبية المشحونة بالطاقة السلبية و ما إن تصلح أحواله لن تجده يطوف بك مجددا .

و هناك من يسأل عنك فقط ليعرف هل حصدت نجاحا ما في حياتك أم لا ،وما إن يأخذ ما يريد من معلومات لا نفع فيها و ضرر بال و لكنها غاية لا بد أن تدرك بالنسبة له ، و البعض الآخر يضعك في خانة اللحظات العابرة و سؤاله عنك و ربما لقاءكما هو أمر عابر لأنه لن يجد شخصا سواك في تلك اللحظات قد يحدثه ، و هناك وو هناك نماذج حية من بعض من ظلمنا الصداقة و نسبناهم إليها لأنها أرقى و أسمى من أن تبنى على غاية ما أو مصلحة معينة فقد أصبحنا نعيش صداقة من نوع آخر هي صداقة الوهم ، فهنيئا لمن وجد له صديقا حقيقيا يخلو من أية شوائب قد تعكر صفو ذلك الرباط الجميل.

اترك رداً على غير معروف إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    كم هماكثيرين في الوقت الراهب مع الأسف