سياسة

السالك: نحن والمغرب مكتوب علينا العيش معا أو الهلاك معا

قال المحجوب السالك، أحد قياديي ومؤسسي جبهة “البوليساريو” الانفصالية، إن الإعلام يزيد من تأجيج العقد بين المغرب والجزائر والجبهة بعد 16 عاما من الحروب، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بالرغم من أن “الجميع يعلم أن المغرب والبوليساريو مكتوب عليهما أن يعيشا معا أو يُهلكا معا”.

واعتبر مؤسس “خط الشهيد” المعارض لقيادة الجبهة، أن الإعلام في المنطقة يؤجج للحقد والكراهية بين الشعوب عوض المساهمة في إيجاد الحل، “فالجزائر تقول إن الصحراء مستعمرة ولابد من تقرير المصير، وإعلام البوليساريو يصف المغرب بأنه غازي ومحتل ومعتدي، فيما الإعلام المغربي يعتبر البوليساريو منشقين وانفصاليين ومرتزقة، وهذه كلها عبارات كانت مقبولة في السبعينات وليس الآن”.

وأشار المتحدث في حلقة جديدة من برنامج “حوار في العمق”، إلى أن الإعلام تطور في السنوات الأخيرة وأصبح  معه المواطن البسيط يعرف حقيقة الأمور، لذلك، يضيف السالك، “يجب أن يتطور الإعلام ليناقش القضية على أساس أن نزاع الصحراء هو جريمة في حق الشعوب، ويجب أن نتعاون جميعا لنجد حلا وليس لنصب البنزين على النار”.

وبخصوص تعامل أطراف النزاع مع تيار خط الشهيد بجبهة “البوليساريو”، أوضح السالك أنه وجد أبواب الحوار مع الجهات الرسمية بالمغرب مغلقة، فيما تظل الجزائر الدولة الوحيدة التي لم تتحدث عن هذا التيار، مردفا بالقول: “حاولنا الاتصال بوسائل إعلام جزائرية للتعبير عن رأينا فكان الرفض وعدم السماح لنا بالدخول للجزائر، في وقت سمح لنا المغرب بالدخول والتعبير عن رأينا ونسجلها للتاريخ”.

وكشف القيادي بالجبهة، أن تياره يتعامل مع قيادة البوليساريو كرفاق وأصدقاء، مضيفا: “هناك في الجبهة من يعتبرنا أعداء وآخرون يعتبروننا مناضلين اخترنا طريقا آخر”، لافتا إلى أن من بين النتائج الرهيبة لنزاع الصراع هي الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان الصحراوي، سواء في البوليساريو أو في المغرب، حسب رأيه.

وتابع قوله: “أنا وعائلتي كنا ضحية هذه الانتهاكات، فقد سُجنت داخل البوليساريو 8 سنوات ونصف في قبر تحت الأرض ضمن سجون سرية شرق سمارة والتي تعرف بسجن الرشيد، حيث سُجن الكثير من الوطنيين، بينما والدي وإخوتي الثلاثة سجنوا في قلعة مكونة بالمغرب 16 عاما”.

ولفت السالك إلى أن المغرب كان فيه 850 مفقودا صحراويا، وفي جبهة البوليساريو 650 مفقودا، موضحا أنه حين فرضت الأمم المتحدة إطلاق سراح المعتقلين بين الطرفين عام 1990، تبين خلالها أن كل من اعتقلتهم البوليساريو قامت بذلك على أساس قبلي وتصفية حسابات، في حين لما أطلق المغرب سراح السجناء الصحراويين أظهر أن الاعتقال كان على أساس وحدة وطنية.

وفي هذا الإطار، يقول القيادي ذاته: “يجب الاعتراف للتاريخ أن المغرب كان شجاعا باعترافه بوجود سجون وجبر الضرر للمعتقلين والسماح بزيارة قبور الشهداء، بينما المفقودين الصحراويين بالبوليساريو لا اعتذار ولا جبر ضرر ولا تعويض ولا أحد يعلم قبور الشهداء، وهذه جريمة إنسانية في حق الإنسان الصحراوي”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *