مجتمع

وزيرتان: الجريمة يمكن أن تقع في أي بلد .. والسياحة لم تتأثر في إمليل

م. ع. التاطو / س. درداف

قالت كاتبة الدولة لدى وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي جميلة مصلي إن ما وقع في الحوز “حادث معزول ولا علاقة له بالثقافة والقيم المغربية المتعايش بها منذ قرون”.

وأوضحت مصلي في تصريح لجريدة “العمق”، أن التعاطف المغربي من مختلف الشرائح مع الضحيتين، واستنكار المجتمع المدني وجميع الأطياف السياسية أبان عن أصل المغاربة وجعل الصحافة الدولية تشيد بالموقف المغربي الذي اعتبر السلوك الذي تم ارتكابه بشعا على المستوى الأخلاقي والديني وجميع المستويات.

وأردفت المتحدثة ذاتها، في جواب عن سؤال حول إذا ما كانت الجريمة ستضر بالسمعة السياحية للمغرب، “لا أعتقد أنه سيكون لديه أثر، خاصة أنه حالة معزولة ويمكن لها أن تقع في أي بلد من بلدان العالم، والمغاربة معروفون بقيمهم وحسن ضيافتهم”.

من جانب آخر، أوضحت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مونية بوستة، أن السياحة لم تتأخر في جماعة إمليل بإقليم الحوز، عقب جريمة قتل السائحتين الدنماركية والنرويجية يوم الإثنين المنصرم، مؤكدة أن كل المغاربة رفضوا ما حدث.

وكشفت بوستة في تصريح لجريدة “العمق”، اليوم الجمعة بمدينة الداخلة، أن عدد السياح الذين زاروا المنطقة هذا اليوم، بلغ 100 سائح، وهو ما يعني أن قطاع السياحة لم يتأثر بالحادثة، مشيرة إلى أن كاتبة الدولة المكلفة بالسياحة أكدت هذه المعطيات.

واعتبرت المتحدثة أن عملية قتل السائحتين لقيت رفضا من كل المواطنين، باعتبار تلك الجريمة خارج سلوكيات وتقاليد وعادات المغاربة، مشددة على أن ما وقع تبقى ضمن الحالات الإرهابية التي تندد بها الحكومة والمواطنين، والأمور لا زالت في طور التحقيق، حسب قولها.

وأضافت أن “الإرهاب هو آفة عالمية يجب محاربتها بكافة الوسائل، والمغرب منخرط في هذا المسلسل”، مردفة بالقول: “نتمنى أن نتجاوز هذه المحنة، ونعزي عائلات الضحيتين وأن يأخذ المعنيون بالأمر العقاب الذي يستحقونه، وألا تتكرر مثل هذه الأمور في بلادنا”.

صدمة واستنكار

وكانت جريمة قتل سائحتين من الدنمارك والنرويج ذبحا بجماعة إمليل التابعة لإقليم الحوز، الإثنين المنصرم، قد أثارت حالة صدمة واستنكار عارمين على المستوى السياسي والإعلامي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لاتخاذ أقصى العقوبات بحق مقترفي الجريمة وإصدار حكم بإعدامهم.

وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الضحيتين ومنفذي عملية الذبح، بالموازاة مع انتشار شريط فيديو قيل إنه يوثق لحظة ذبح إحدى السائحتين، حيث اعتبر نشطاء أن “الجريمة تُعد عملية صادمة وغير مسبوقة في بلد معروف بتسامح وتعايش أهله”، واصفين إياها بأنها أسوء خبر ينهي به المغاربة سنة 2018.

وعلى المستوى السياسي، أجمعت أحزاب مغربية في بياناتها على إدانة جريمة القتل “البشعة” التي أودت بحياة السائحتين، داعية إلى التصدي الحازم لـ”امتدادات الفكر الإرهابي، وإنزال أشد العقوبات في حق المتورطين في هذا الفعل الإجرامي الجبان”، في حين طالبت هيئات سياسية بتنظيم وقفات تضامنية أمام السفارتين الدنماركية والنرويجية بالرباط.

طعنة في ظهر

رئيس الحكومة سعد الدين العثماني أدان الجريمة، مشيرا إلى أن “الحادث طعنة في ظهر المغرب والمغاربة، ولا ينسجم وقيم المغاربة وتقاليدهم وتقاليد تلك المنطقة”، وأضاف خلال المجلس الحكومي الذي انعقد اليوم الخميس بالرباط، أن “الحادث مرفوض ونستنكره استنكارا شديدا” وفق تعبيره، مقدما تعازيه إلى عائلة الضحيتين ولبلديهما.

وعلمت الجريدة أن السلطات المحلية اتخذت قرارين استعجاليين ضمن إجراءاتها الاحترازية عقب العملية الإجرامية، يتمثل الأول في تسجيل معطيات كل السياح الوافدين في سجل خاص، فيما يُلزِم القرار الثاني كل الراغبين في الصعود إلى جبل توبقال بمرافقة مرشد سياحي إجباريا.

المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، كان قد تمكن صباح أمس الخميس، بتنسيق مع عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش، من توقيف الأشخاص الثلاثة الذين يشتبه في مساهمتهم في قتل السائحتين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *