مجتمع

بعد القاضي عياض .. هل أساءت القناة الأولى للجيش المغربي ؟

أثار عرض القناة الأولى، أمس الجمعة، لفيلم تناول أزمة جزيرة ليلى التي وقعت سنة 2002 بين المغرب وإسبانيا، ردود فعل “مستنكرة” على موقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أيام من “الضجة” التي أثارتها القناة الثانية ببثها عرضا كوميديا تمت فيه الإساءة إلى العالم المغربي القاضي عياض.

ويحكي فيلم “ليلى، جزيرة المعدنوس” لمخرجه أحمد بولان، في مقاربة كوميدية أزمة مغربية إسبانية، بعد حادثة جزيرة ليلى التي خلقت نزاعا بين البلدين سنة 2002، بعد وصول جنود مغاربة إلى الجزيرة التي تدعي إسبانيا سيادتها عليها، والموجودة على بعد 200 متر فقط من السواحل المغربية، و6 كيلومترات من غرب سبتة المحتلة.

الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة المولى إسماعيل بمكناس، محمد الحفظاوي، اعتبر أنه “بعد الإساءة البالغة لرمز من رموز المغرب وأعلامه الكبار الإمام القاضي عياض، جاء الدور على المؤسسة العسكرية بالإساءة لها”.

وأشار في تدوينة له إلى أن الفيلم يصور الجندي المغربي على أنه “رجل بليد ومستهتر لا يعرف حتى كيف يحمل سلاحه، ولا يدري مسؤولوه ما يفعلون ولا بما يأمرون، حيث أمروه بدخول أرضٍ لا يعرفونها”.

وأضاف الحفظاوي أن الفيلم صوَّر بالمقابل الجندي الإسباني “ذاك الرجل الجدي وحكومته جدية منافحة عن أرضها، فيما ختم هذا المشهد السريالي البئيس برفع ذاك الجندي يديه مستسلماً لما اقتحم الجنود الإسبان البواسل الجزيرة وجردوه من سلاحه وطردوه شر طردة”.

وتسائل الأستاذ الجامعي بالقول: “لا أدري ما هي الرسائل التي يريد صاحب الفيلم إيصالها؟ ولا أدري هل هناك رقابة على إعلامنا العمومي؟ أو هو مختطب بيد أناس انعدم فيهم الحس الوطني؟”، وفق تعبيره.

الفيلم المذكور الذي أعادت القناة الأولى عرضه، أمس الجمعة، يرسم فيه المخرج عن طريق خياله، ما حدث خلال الأزمة بين البلدين، بعدما أرسل الجيس المغربي الجندي إبراهيم، لعب دوره الممثل عبد الله فركوس، من طرف رؤسائه من أجل قضية تهريب سري للبضائع.

وحينما وصل إبراهيم للجزيرة التقى بمهاجر سري سنغالي اسمه مامادو، دفعته الأقدار إلى نفس الجزيرة بعد انقلاب قارب للهجرة السرية، قبل أن تستنفر إسبانيا جيشها للسطرة على الجزيرة واعتقال الجندي المغربي، مع “ارتباك” في طريقة تعامل المغرب مع القضية، حسب ما جاء الفيلم.

وكانت مصادر فنية قد كشفت أثناء تصوير الفيلم، أن المركز السينمائي المغربي ساهم في تمويل هذا العمل الفني بحوالي 4.3 مليون درهم، لكنه بالمقابل قرر إزالة لقطة ظهر فيها الملكان محمد السادس وخوان كارلوس، من أجل إعطاء الفيلم مسحة “أقل سياسية وأكثر إنسانية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • حماني اليوسفي
    منذ 4 سنوات

    نسبة الكلام للأستاذ الحفظاوي غير صحيح وإلا أين المصدر