الأسرة، مجتمع

صحتك في رمضان.. الحلقة 1: إليك أفضل ما يمكن تناوله في الإفطار

بحلول شهر رمضان المبارك تزداد حاجة الصائمين إلى معرفة الأطعمة المناسبة لكل وجبة وطريقة تكييف نظامهم الغذائي مع وتقسيمه على ما يقل عن 9 ساعات يكون فيها المغاربة مفطرين ليلا، قبل مواصلة مشوار الصيام والإمساك عن الأكل والشرب لما يزيد عن 15 ساعة متتالية.

كما تزيد حاجة الصائمين إلى معرفة الطرق الأنسب للتخلص من المشاكل التي تصيب الجهاز الهضمي لدى الكثير من الناس خلال هذا الشهر الفضيل.

جريدة “العمق” تقدم لمتابعيها الكرام مجموعة من النصائح عبر حلقات.

أفضل ما يمكن تقديمه خلال الإفطار

أفضل ما يقطع به الصائم إمساكه عن المأكل والمشرب هو الماء والتمر، وهما سنة نبوية وعادة لدى الكثير من الناس، أكدت أهميتها الدراسات العلمية الحديثة، بحيث يتناول الصائم بضع حبات التمر مع كوب من الماء، وينتظر مدة قصيرة يستحسن أن تصل إلى 20 دقيقة، قبل أن يشرع في تناول باقي مكونات وجبة الإفطار.

فالتمر غني جدا بالسكريات غير المعقدة خصوصا “الكليكوز” و”الفريكتوز”، والتي يمكن أن تتفكك بسرعة داخل الجسم، مما يساعد على رفع نسبة السكر في الدم خلال وقت وجيز، فيستعيد الجسم نشاطه وحيوته، كما أن احتواء التمر على البوتاسيوم يساعد على تقوية عمل الجهاز العصبي، وهو ما يساهم في إخبار الدماغ بدخول الأطعمة إلى المعدة، لينطلق في إعطاء أوامره وتنظيم عمل الجهاز الهضمي الذي يكون قد دخل في حالة السكون خلال الساعات الأخيرة من يوم الصائم.

كما أن امتصاص الجسم للقيم الغذائية الغنية المتواجدة في التمر، تجعل الإنسان يحس تدريجيا بتراجع الإحساس بالجوع، وهو ما يجعله قادرا على التحكم في كمية الأكل الذي يحتاجه، وأن يحس بالشبع دون الوصول إلى التخمة.

والتمر يمكن وصفه بأنه منجم  غني بالعناصر المعدنية والفيتامينات، كما أنه يحتوي على كميات كبيرة من الألياف المنشطة للمناعة والمانعة للإمساك وسرطانات الأمعاء والمخفضة للدهون والكوليستيرول الضار ويحارب الحساسية، ويعالج الأنيميا.

ويعد ثنائي التمر والماء الوحيد القادر على تحقيق معادلة تنشيط الجهاز الهضمي قبل امتلائه عن آخره بالأطعمة، وإعطاء الإشارات اللازمة للدماغ والجهاز العصبي في مدة تقل عن 20 دقيقة، عكس الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهنيات والبروتينات أو السكريات المعقدة، والتي لا تجعل الجهاز الهضمي يبدأ في عمله ويحس الإنسان بالشبع إلا بعد دخول كميات كبيرة من الطعام كثيرا ما تكون سببا في الإصابة بالتخمة وعسرة الهضم.

أهمية الفواكه والخضراوات في الإفطار

تتميز الفواكه الخضراوات بغناها بالمواد التي يحتاجها الجسم، واحتوائها بنسبة مختلفة على الألياف المهمة لتسهيل عملية الهضم والمفيدة للأمعاء، ناهيك عن الكم الهام من الفيتامينات، وكذا النشويات في بعض الخضر مثل البطاطس، كما أنها تساعد على الوقاية من الأمراض لاحتوائها على مضادات الأكسدة.

عادة ما ينصح بتناول الفواكه على معدة فارغة، مما يجعل لها الأولية في ترتيب الوجبات التي يأخذها الصائم بعد إفطاره، وذلك لاحتوائها على الفيتامينات وكذا بعض العناصر المهمة مثل الكالسيوم الّذي يساعد في عملية الهضم إلى جانب فوائده الأخرى في تقوية العظام ومنع الهشاشة.

وتعد الفواكه إلى جانب الخضراوات لوحدها عبارة عن غذاء صحي متكامل، فإلى جانب ما تم ذكره تعمل الخضراوات على تنظيم عملية الهضم وتساعد على التخلص من مشاكل المعدة والأمعاء خصوصا الإمساك نظرا لغناها بالألياف، كما أنها تعد مصدرا مهما للمعادن والفيتامينات والمياه، فمعظم الخضراوات تحتوي على نسب مهمة من الماء.

وتعطي الخضراوات للجسم نسب كبيرة من المغنيسيوم، والبوتاسيوم، وتساعد في تقليل مسببات الإصابة بالسمنة، وتعطي شعورا جيدا بالشبع دون الوقوع في التخمة.

الحريرة “الحمرا” جيدة، ولكن !

الحساء المغربي المعروف بـ”الحريرة الحمرا” أو “الحريرة الحامضة”، تعد وجبة غنية جدا بما يحتاجه الجسم من البروتينات والفيتامينات، كما أن طبيعتها السائلة وحرارتها الدافئة تعطي الجسم نسبة من السوائل وتجعل منها وجبة سهلة الانسياب في الأمعاء الفارغة والملتصقة دون التسبب في إمساك أو مشاكل في الجهاز الهضمي.

ويتميز الحساء المغربي بغناه بالبروتينات والكربوهيدرات المتواجدة في القطاني مثل العد والحمس، كما أن “القزبر والمقدنوس والكرافس”، تجعل “الحريرة” غنية جدا بالفيتامينات وكذا بمادة اليخضور المهمة لتحسين الدورة الدموية، إضافة إلى الفيتامينات المتعددة المتواجدة في الطماطم.

غير أن إفراط بعض الأسر في استعمال الدقيق الأبيض في مكونات الحريرة يجعل منها غنية أكثر من اللازم بالسكريات والنشويات، وسبق لرئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية عبد اللطيف بور أن نهى عن الإفراط في الاستعمال الدقيق الأبيض، كما أوصى بتفادي إضافة البيض أو السمن أو العظام أو دوائر الكفتة.

وأوضح بور في تصريح إعلامي سابق، أن إضافة المواد المذكورة إلى “الحريرة” تجعلها “ثقيلة” ومشبعة بالدهون الحيوانية المسببة للكوليسترول الذي يسد الشرايين وزيادة الوزن، محذرا كذلك من إضافة الملح بشكل مبالغ فيه قصد تعزيز نكهة “الحريرة” وأوصى بتعويضها بقطرات من عصير الحامض ذو الفوائد الكثيرة.

تأخير “الشهيوات” أخيرا بلا إفراط

المائدة المغربية في وجبات الإفطار في رمضان، على غرار عدد من المناسبات، تتميز بغناها بالأطباق المتنوعة وبما يسميه المغاربة بـ”الشهيوات”، غير أن هذه “الشهيوات” كثيرة ما تكون غنية بالسكريات المعقدة والبروتينات والدهنيات وغيرها من المواد التي تحتاج وقتا طويلا من أجل هضمها، كما أن الإفراط فيها يسبب التخمة ومشاكل في الهضم.

ويستحسن تأخير الحلويات مثل “الشباكية” و”البريوات” وكذا “المسمن” و”الحرشة” والفطائر المحشوة إلى المرحلة الأخيرة من وجبة الإفطار، ومع أخذ وقت بين المرحلة الثانية (فواكه ثم خضراوات أو “حريرة”)، وبين المرحلة الثالثة لمدة يستحسن ألا تقل عن نصف ساعة.

وينصح كذلك بعدم الإكثار من تناول هذه الأطعمة رغم مذاقها المتميز، أو تركها كليا خلال شهر رمضان، من أجل إتاحة الفرصة الكافية للجهاز الهضمي من أجل إتمام مهامه مع وجبة الإفطار وإتاحة الفرصة له للاستعداد للوجبة الموالية، كما ينصح بعد تقريب وجبة العشاء من وقت الإفطار، أو تركه في حالة كان الفطور غنيا ومتكاملا، لأنه سيضطر للأكل دون أن يكون جائعا وهو ما يسبب متاعب للجهاز الهضمي تنتهي لدى كثير من الناس في نهاية شهر رمضان بأمراض في المعدة أو الأمعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *