سياسة

لغروس: التعثر الحكومي يظهر أن هناك فقرا في الإيمان بالديمقراطية

قال محمد لغروس، مدير ورئيس تحرير جريدة “العمق”، خلال مشاركته ضمن برنامج “حديث العرب” على قناة “الرافدين” حول موضوع “التعثر الحكومي بالمغرب”، (قال) إن “داء العطب عندنا قديم وأن الأزمة هي أزمة فقر في الإيمان بالديمقراطية، فلسفة وآليات وتقنيات، وأزمة في ثقافة الاعتراف وفي أن تسيد أراء الشعب المغربي من خلال صناديق الاقتراع كآلية معمول بها في كل العالم”.

وأضاف لغروس، أن “الذي حصل هو أن الذين انهزموا عمليا في النزال الانتخابي والاحتكام إلى الشعب لجأوا إلى آليات أخرى لكي يحاولوا ابتزاز رئيس الحكومة”، مضيفا أن هناك العديد من المؤشرات توضح ذلك، “فبعد ظهور النتائج ليوم 7 أكتوبر، في اليوم الثامن كان هناك اجتماع حضره أزيد من خمسة أحزاب وكانت نقاط اجتماعه حول كيفية الانقلاب على نتائج 7 اكتوبر وظهرت تجلياته في اختطاف رئاسة مجلس النواب التي لم يتم تدبيرها بالآليات الديمقراطية المعروفة”.

وأردف المتحدث ذاته، أنه “مباشرة بعد ظهور النتائج وبدون مقدمات يقدم صلاح الدين مزوار استقالته من حزب التجمع الوطني للأحرار، ثم في ظرف وجيز يتم إنزا” الملياردير عزيز أخنوش بالمنطاد ليصبح بين عشية وضحاها وبالإجماع على رأس حزب الأحرار وبعد ذلك يتم إحياء حكاية تحالف الوفاق وهو تحالف قديم ولم يعد يذكره أحد في المغرب، وبعد ذلك يتم تشكيل فريق برلماني يضم التجمع الوطني للأحرار وحزب الاتحاد الدستوري..”.

وأوضح مدير جريدة “العمق”، أن كل هذه المؤشرات تؤكد أن هناك من يعاني فقرا في الديمقراطية، وأن هناك “رغبة في إقفال قوس الربيع الديمقراطي وما فتحه من انفراجات وما يعينه من تشجيع للمواطنين والمزيد من الإقبال على صناديق الاقتراع، لأنهم أصبحوا يحسون أن صوتهم يصل إلى من منحوه إياه”، مضيفا، أن “هذه الفئة الشعبية اليوم تشعر أن صوتها أصبح ألعوبة وأن صوتها لم يعد يصل للجهة التي تريدها أن يصل إليها بثقة وأمان”.

وأشار لغروس، خلال مشاركته في برنامج “حديث العرب”، أن “كل المؤشرات تقول أن هناك من يريد أن يهين ليس فقط الإسلاميين، بل أن يهين الاختيار الشعبي والديمقراطية”، موضحا، أن “الأمر لا يتعلق فقط ببنكيران أو الإسلاميين، فغدا قد يكون هناك حزب يساري أو ليبرالي، لكن المشكل هو بين جهات في الدولة مع الأحزاب المستقلة والقوية والتي لها انتداب شعبي ولها تأثير، في حين أن تلك الجهات تريد أحزابا هجينة ومخترقة القرار حتى يسهل تشكيلها وتوزيعها والتلاعب بها”، مشيرا إلى أنه “لا يمكن أن نغفل العالم المالي والاقتصادي وموضوع اللوبيات وحضور بعض الدول الإقليمية وضغطها”.

وحول السيناريوهات الممكنة للخروج من “البلوكاج” الحكومي، أشار الصحفي محمد لغروس إلى أن “بنكيران متشبث بسيناريو تشكيل الحكومة من أحزاب نفس الأغلبية التي كانت في الحكومة السابقة، مضيفا أنه إن ذهبنا في اتجاه تشكيل الحكومة من ستة أحزاب فمن سيقوم بالمعارضة، آنذاك سيكون حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال وإن كان هذا الأخير عبر بشكل من الأشكال أنه سيساند ويدعم الحكومة إذن سنكون أمام حكومة وفاق أو ائتلاف وطني”.

أما بالنسبة للسيناريو الأخير، حسب لغروس، “وهو انتخابات سابقة لأوانها فإن الأمر سيكون فيه نوع من العبث لأن الانتخابات لن تفرز خريطة سياسية جديدة وستفرز نفس الأحزاب وبالتالي سنبقى نتخبط في نفس المعضلة وفي نفس المشكلة وللأسف الشديد الذي سيدفع الثمن هو الاقتصاد الوطني وفرص البلد والثقة في العمل السياسي”.