اقتصاد

7 أطنان سنويا.. “مناجم” المغربية تعول على ذهب إفريقيا لرفع إيراداتها

تعتزم شركة “مناجم” المغربية، تخصيص أكثر من 150 مليون دولار لتعزيز تواجدها في صناعة تعدين الذهب بجنوب الصحراء، بمشروعها الضخم Tri-K في غينيا ، وكذلك في السودان والجابون.

هذا ما كشفته عنه صحيفة “جون أفريك” الفرنسية، ترجمته جريدة “العمق”، والتي أشارت كذلك إلى أن “مناجم” دفعت منتصف يونيو الماضي، 21 مليون دولار لرفع حصتها في منجم الذهب Tri-K في “مانديانا” بغينيا من 70% إلى 85%، كما قامت بشراء أسهم شريكها البريطاني Avocet Mining، وأصبحت بذلك الشركة المسيطرة على المنجم إلى جانب المتعهد الغيني Soguipami.

وابتداءً من عام 2016، ضاعفت المجموعة المغربية، التي يترأسها منذ ذلك الحين، عماد التومي، حصتها في هذا المجال الواعد، مع احتياطيات تقدر بـ 1.15 مليون أونصة (32.6 طن)، تضيف الصحيفة الفرنسية المهتمة بشؤون بلدان إفريقيا.

ومع بداية الإنتاج بمنجم Tri-K، المقرر في الربع الأخير من العام 2020، ستكون شركة “مناجم” قد استثمرت ما مجموعه 200 مليون دولار في هذا المشروع، أي ما يعادل 40 بالمائة من رقم معاملاتها السنوي، كما تخطط الشركة للوصول إلى ما بين 3 إلى 4 أطنان سنويا خلال 10 سنوات، وأيضا لاقتراض ما بين 150 و200 مليون دولار من السوق المغربية لتمويل ومواصلة الانتاج.

7 أطنان من الذهب في السنة
قالت صحيفة “جون أفريك”، إن Tri-K هو مشروع رئيسي لشركة “مناجم” المغربية، حيث وضعت هدفًا جريئا لإنتاج 7 أطنان من الذهب سنويًا على المدى المتوسط. هذا لا يزال أقل بكثير من مستوى الشركات الرائدة في القارة (باريك، أنجلوولد أشانتي، كينروس، نيوكريست للتعدين ، إلخ)، التي يبلغ إنتاجها السنوي عشرات الأطنان، لكن الأمر يمثل تحولًا مهمًا بالنسبة للمجموعة المغربية.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن إنتاج الشركة المغربية من الذهب قد انخفض العام الماضي إلى 600 كيلوغرام، إذ نفذ مخزون منجمها في “باكودو” بالغابون، والذي يعمل منذ عام 2011 وتستخرج منه “مناجم” طنًا واحدًا من الذهب سنويًا.

جهود “مناجم” في مشروع Tri-K، بحسب الصحيفة المذكورة، تدخل ضمن إستراتيجية واسعة لتعزيز حصة الذهب من مصادر إيرادتها، الموزعة بين الفضة 29%، والزنك والرصاص 22% والكوبالت 21% والنحاس 18%. وفي هذا الصدد، يقول عماد التومي “إستراتيجية الذهب أساسية بالنسبة لنا. تغطي أنشطتنا العديد من المعادن، ويجب تنويع استثماراتنا للتخفيف من آثار تقلبات الأسعار”.

وبالإضافة إلى Tri-k، تعتمد الشركة المغربية أيضا على ثلاث مجموعات استكشافية “واعدة” في السودان. تمتلك وحدة إنتاج في وادي جبجابة شمال شرق البلاد، والتي استثمرت فيها 30 مليون دولار وتهدف إلى استخراج 2 طن من الذهب سنويا بحلول العام 2021. وهي الأولى من نوعها في صناعة الذهب في السودان.

الصحيفة الفرنسية، أشارت إلى أن مغامرة الشركة بمنجم “باكودو” الغابونية وصعوبات العمل في السودان بسبب حظر استيراد الغازوال، أثر بشكل كبير على رقم معاملات الشركة، والذي انخفض بنسبة 16% إلى 4.35 مليار درهم، في حين أن نشاطها من الذهب لا يشكل إلى 6% فقط من إيراداتها.

ويرى فريد مزوار وهو مدير منصة لتحليل الأسهم والمالية، أنه “عندما يكون Tri-K جاهزا للعمل، ويعود موقع وادي جبجابة لنشاطه، ستسمح تجارة الذهب بزيادة مبيعات الشركة بنسبة 50%”، مضيفا أن “مساهمة الذهب في الإيرادات ستصل بسهولة إلى 25 ٪ في السنوات المقبلة”.

وموازاة مع مشاريعها بغينيا والسودان، ما زالت شركة “مناجم” متفائلة بشأن الحفاظ على أنشطتها في الغابون، “نحن لا نزال في مرحلة دراسة الجدوى ومناقشة مع الحكومة الغابونية بشأن تراخيص التعدين لمنجم الذهب Etéké”، يوضح عماد التومي، الذي التقى كريستيان ماجنا عدة مرات عندما كان وزيرا للبنية التحتية والمعادن في الجابون.

ويقدر إنتاج منجم Etéké من الذهب نحو 1.5 طن سنويا على مدار خمس سنوات. ووفقا لبعض التسريبات، التي أوردتها “جون أفريك”، فقد كان من الضروري توقيع اتفاقية التعدين لتطوير هذا المشروع قبل بداية عام 2020. وفي هذا الإطار يقول الرئيس المدير العام للمجموعة المغربية، “سيبدأ استغلال هذا المنجم في غضون ثلاث إلى أربع سنوات. ومن الضروري الانتهاء من بعض الدراسات، وتوفير عامين من البناء”.

وتحافظ “مناجم” على أنشطتها المتعلقة بالمعادن غير الثمينة، جنوب الصحراء، كالنحاس والكوبالت في الكونغو الديمقراطية، وبرامج التنقيب في كوت ديفوار وبوريكنا فاسو، وإثيوبيا، ويقول عماد التومي في هذا الإطار، “في أفريقيا جنوب الصحراء وحدها ، لدينا برنامج استثمار يمثل ما بين 3 و4 مليارات درهم لجميع المعادن”.

لكن فريد مزوار يرى أن مناجم “ستحول أخيرًا مركز ثقلها إلى المعادن الثمينة”. ومع ذلك، يشير المحلل المالي إلى بعض المخاطر، منها أنه في نهاية عام 2018، ارتفعت نسبة صافي الدين المستحق على الشركة من 13 نقطة إلى 49%، بمعنى أنه سيتم تمويل مشاريع الذهب إلى حد كبير عن طريق الديون. وهذا يتطلب من فرق الهندسة المالية مراقبة مختلف المعايير المتعلقة بالدين مباشرة.

وخلصت “جون أفريك” إلى أن طريق المجموعة المغربية نحو الذهب تذكر بالتجربة السيئة لـ”مناجم” بمنجم الذهب “أقا” جنوب المغرب، حيث قررت في 2014 إنهاء نشاط تعدين الذهب في هذا الموقع بسبب انخفاض الاحتياطي، ويرى مراقبون أيضا أن محتوى الذهب من الاحتياطيات كان أقل بكثير من التوقعات، ما شكل صدمة للمجموعة، التي اضطرت إلى طرد 300 مستخدم. لكن لا يزال المنجم مفتوحا، واليوم يتم استخراج النحاس منه.

*ترجمة العمق المغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *