اقتصاد

اقتصاد المغرب يتراجع على كافة المستويات .. والأسعار تواصل الارتفاع

توقعت المندوبية السامية للتخطيط استمرار تراجع الاقتصاد المغربي خلال الفصل الثالث من سنة 2019 الجاري، في ظل مواصلة أسعار الاستهلاك منحنى الارتفاع، كما توقعت تسارع وتيرة نمو معدل التضخم الكامن، وتباطؤ المبادلات التجارية العالمية للمغرب خلال الفصل ذاته.

وحسب تقرير الظرفية الفصلية الخاص بأكتوبر، والذي توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، ينتظر أن يحقق الاقتصاد الوطني نموا مقدرا بـ2,4% خلال الفصل الثالث من السنة الجارية، عوض 2,5% التي حققها في الفصل ذاته من السنة الماضية، مرجعة ذلك إلى “تباطؤ وتيرة القيمة المضافة دون احتساب الفلاحة بنسبة 3,1+٪، حسب التغير السنوي، بدل 3,3+٪، خلال الفصل الذي قبله”.

ارتفاع أسعار الاستهلاك

وتوقعت المندوبية السامية للتخطيط أن تشهد أسعار الاستهلاك، خلال الفصل الثالث من 2019، زيادة تناهز 0,6%، بعد ارتفاعها بنسبة 0,2%، خلال الفصل السابق.

وأرجعت سبب التحول المذكور بالأساس إلى ارتفاع  وتيرة أسعار المواد الغذائية بـ 0,3% بعد انخفاضها بنسبة 0,8%، في الفصل السابق، وذلك عقب زيادة أسعار بعض الخضر الطرية لتساهم بما قدره 0,5+ نقطة في ارتفاع مؤشر الاستهلاك.

كما توقعت أن تشهد أسعار المواد غير الغذائية تراجعا في وتيرة نموها لتستقر في حدود 0,8+%، موازاة مع انخفاض أسعار المحروقات.

تراجع الأنشطة الفلاحية

الظرفية الفصلية لشهر أكتوبر توقت أن يشهد القطاع الفلاحي، خلال الفصل الثالث، انخفاضا بنسبة 2,6% حسب التغير السنوي، وأنه على عكس الفصلين السابقين، يتوقع أن يرافق انخفاض الإنتاج الفلاحي ارتفاع في أسعار المزروعات بالموازاة مع تحسن الطلب الداخلي، وخاصة أسعار الشعير والطماطم والبصل، عقب انخفاض المحاصيل في مناطق الشاوية ودكالة والحوز.

كما ستشهد أسعار المنتجات النباتية الأخرى بعض الارتفاع موازاة مع ديناميكية الطلب الخارجي عليها، حيت ستحقق صادرات كل من البطيخ الاحمر والأصفر وكذلك الفراولة والحوامض نموا ملحوظا، خلال الفصل الثالث، مقارنة مع السنة الفارطة،

ويتوقع أن تظل أسعار اللحوم مرتفعة بالرغم من تحسن ذبائح المواشي، وبالنسبة لمجموع سنة 2019، سيشهد إنتاج اللحوم الحمراء بعض التباطؤ بسبب تقلص تطور أعداد الماشية مند سنة 2018.

 تباطؤ الأنشطة غير الفلاحية

القيمة المضافة دون الفلاحة، ترقبت المندوبية أن تشهد زيادة تقدر بـ3,1% خلال الفصل المذكور، وذلك عوض 3,3% خلال الفصل السابق، وأرجعت سبب التراجع إلى “تراجع تيرة نمو القيمة المضافة للقطاع الثانوي من 3,7+%  الى 3,2+%،  وذلك في أعقاب تباطؤ إنتاج الطاقة والمعادن مقارنة مع بداية السنة.

في المقابل، سيعرف القطاع الثالثي زيادة تقدر ب 2,8%، ليساهم بما قدره 1,3 نقطة  في تطور الناتج الداخلي الخام، وذلك بفضل تحسن أنشطة السياحة.

وينتظر حسب المصدر ذاته، أن يستمر تأرجح نمو قطاع المعادن حيث سيحقق تحسنا طفيفا، خلال الفصل الثالث من 2019، يقدر ب 1,7%، بعد انخفاضه ب 1,2% خلال الفصل السابق، وأعزت المندوبية هذا “التحول المتواضع” إلى “الظرفية الخارجية الغير ملائمة والتي تتميز بانخفاض أسعار المنتجات الفلاحية وخاصة الحبوب والزيوت وارتفاع العرض الآسيوي من الأسمدة.

في السياق ذاته، يرتقب أن تتأثر ديناميكية الصادرات بانخفاض الواردات الأمريكية والهندية وذلك رغم تحسن الطلب على الأسمدة الفوسفاطية من طرف بلدان أمريكا اللاتينية، وهو ما سيجعل صادرات الحامض الفسفوري ينخفض بما يقدر بـ 3,4%، خلال الفصل الثالث من 2019.

من جهة أخرى، يتوقع أن تشهد القيمة المضافة للصناعات التحويلية، خلال الفصل الثالث من 2019، ارتفاعا طفيفا في وتيرتها مقارنة مع الفصل السابق، كما ستعرف الصناعات الميكانيكية والالكترونية نموا طفيفا يناهز 2,6%، وذلك موازاة مع انتعاش صادرات قطع السيارات والمركبات الالكترونية. أما الصناعات الغذائية فستشهد بعض التباطؤ في نموها، كما ستواصل الصناعات الأخرى تراجعها، متأثرة بضعف الطلب على مواد البناء.

تقلص الطلب الخارجي

المبادلات التجارية العالمية للمغرب ستشهد تباطؤا في وتيرتها وفق ما توقعته المندوبية، مبرزا أنها ستحقق نموا قدره 1,2% خلال الفصل الثالث من السنة الجاري، عوض 4,9% التي حققتها في الفترة ذاتها من السنة الماضية، وذلك بسبب تأثرها بتداعيات السياسات الحمائية المتتالية وتباطؤ النمو العالمي.

وبالموازاة مع ذلك، ارتقبت المندوبية أن يحقق الطلب الخارجي الموجه للمغرب ارتفاعا متواضعا يقدر ب 1,6%، حسب التغير السنوي، عوض 4,9+% في السنة السابقة.

وأضافت أنه “بالرغم من تباطؤ الطلب الخارجي الموجه للمغرب، ستعرف الصادرات الوطنية نموا يقدر ب 8,8%، بفضل ارتفاع المبيعات دون الفوسفاط، وخاصة قطاعات الطيران والفلاحة والنسيج. في المقابل، ستواصل صادرات قطاع السيارات تراجعها وخاصة أنشطة التجميع، موازاة مع انخفاض مبيعات السيارات على الصعيد العالمي وخاصة في أوروبا والصين، فيما ستواصل أنشطة الكابلاج تحسنها بفضل الطلب الخارجي الموجه لها”.

وبدورها ستشهد صادرات الفوسفاط ومشتقاته بعض التقلص متأثرة بتراجع أسعار الفوسفاط العالمية بنسبة  10,1%.

اقتصاد عالمي متباطئ

ويأتي التراجع وتباطؤ مكونات الاقتصاد المغربي في ظل توقعات بتسجيل تباطؤ على مستوى الاقتصادي العالمي، بسبب استمرار الضغوطات التجارية والحمائية، وكذا تداعيات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

كما يرتقب أن يحقق اقتصاد الدول المتقدمة زيادة بنسبة 1,6٪، عوض 2+٪ في بداية السنة، وأن تشهد منطقة الأورو نموا متواضعا قدره 0,8٪، متأثرة بانخفاض الطلب الخارجي الموجه لها.

أما فيما يخص البلدان الناشئة، أوردت الظرفية أن الاقتصادي الصيني ينتظر أن يشهد بعض متأثرا بتراجع معدل نمو الصادرات، وأن تظل اقتصاديات كل من تركيا والبرازيل بعيدة عن مستوياتها المسجلة خلال السنوات الفارطة، فيما سيتأثر اقتصاد دول أوربا الوسطى من تداعيات تراجع وتيرة نمو شركائهم الأوروبيين.

انخفاض سعر البترول

وأوردت مندوبية أحمد الحليمي في وثيقتها أن سعر البترول يرتقب انخفاضه بحر الشمال بنسبة 17,9%،  خلال الفصل الثالث من 2019، ليستقر في حدود 62 دولار للبرميل، وذلك بالرغم من الارتفاع الذي شهده في منتصف شهر شتنبر بسبب الضغوطات الجيوسياسية الشرق أوسطية، وخاصة بعد الهجوم على مواقع إنتاج النفط السعودية، والتي تسببت في خفض الإنتاج النفطي مؤقتا.

في المقابل، يتوقع أن تشهد أسعار الحبوب وخاصة القمح اللين والصلب تراجعا بنسب  3,7% و 15%، على التوالي، حسب التغير السنوي. وعلى العموم، ستحقق أسعار الاستهلاك زيادة تناهز 1,7% في الولايات المتحدة الأمريكية و 1,2% في منطقة الأورو، عوض 2,6+% و 2,1+%، على التوالي، خلال نفس الفترة من العام السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *