مجتمع

هيئات مغربية تتضامن مع مغربي عالق بغزة أهانه سفير الرباط بفلسطين

أعلن ممثلو العديد من الهيئات الحقوقية والمدنية المعنية بالقضية الفلسطينية بالمغرب، عن تأسيس “اللجنة الوطنية للتضامن مع المناضل الفلسطيني من أصل مغربي محمد بنخضراء”، مشيرين إلى أن الأخير “عالق بقطاع غزة لعدة سنوات منذ أن قرر السفير المغربي بفلسطين، وبشكل تعسفي، حرمان بناته من جواز سفرهن المغربي”.

ويعيش بنخضراء على وقع “معاناة يومية” من الترقب والانتظار بقطاع غزة رفقة أسرته المكونة من زوجته و7 أبناء، بسبب انتهاء صلاحية جوازات سفر 3 من بناته، مشرا إلى أن السفير المغربي تعامل معه بـ”احتقار وإهانة”، وأقسم له بأن لا يتم تجديد جوازات سفره إلا بتقبيل يد السفير، وفق ما جاء على لسانه، فيما لم يتسنى للجريدة الاتصال بالسفير المغربي برام الله.

وأعلنت اللجنة الوطنية للتضامن معه في بلاغ لها، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أنها اجتمعت أمس الجمعة بمقر المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بالرباط، وقررت مراسلة كلا من رئيس الحكومة ووزير الخارجية ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكل الهيئات الرسمية المعنية بحقوق الإنسان بالمغرب.

واعتبرت اللجنة التي يرأسها الحقوقي أحمد ويحمان، أن السفير المغربي “صاحب السوابق في خلق المشاكل مع الفلسطينيين والاعتداء عليهم ورفض التأشير والسماح بزيارتهم المغرب، لم يكتف بحرمان بنات بنخضراء من حقهم الدستوري في التنقل برفض تسليمهن جوازات سفرهن، بل إنه قام بتهديد وإهانة المناضل بنخضراء”.

وأضافت أن السفير “لم يراعي مكانة بنخضراء ووضعه الاعتباري كمقاوم فلسطيني يكافح الاحتلال الصهيوني الذي قضى في سجونه عدة سنوات وكمثقف عضوي يفرض الاحترام، وكأحد ضحايا سنوات الرصاص بالمغرب حيث قضى ثمان سنوات في معتقله الرهيب بتمارة، ودون اعتبار لما تقتضيه حقوق المواطنة من واجب صون كرامة المواطنين”.

وأوضح المصدر ذاته، أن “ما عاناه المناضل بنخضراء في سجون سنوات الرصاص كأول من دشن معتقل تمارة السيء الذكر، وكذا خلال سنوات المحن في سجون الاحتلال الصهيوني، ليشهد بصمود وصلابة الرجل وتؤكد على معدنه كمغربي فلسطيني أبي، صاحب تاريخ نضالي شامخ وأسمى من أن تنال منه استفزازات السفير الذي أقيم له أنه لن يتسلم جوازات سفر بناتها حتى يقبل يده”.

وأشارت اللجنة إلى أنها ستوجه مراسلات تطالب بتمكين بنات محمد بنخضراء من جوازات سفرهن في أقرب وقت، معلنة استعدادها لـ”خوض كافة الأشكال النضالية والترافعية على المستوى كافة”، لافتة إلى انفتاحها على كل الهيئات الحقوقية والمهتمين بالإنضمام للجنة التضامن، وفق تعبير البلاغ ذاته.

يُشار إلى أن “اللجنة الوطنية للتضامن مع المناضل الفلسطيني من أصل مغربي محمد بنخضراء”، انتخبت أحمد ويحمان كمنسق وطني لها، فيما باقي أعضائها هم عبد القادر العلمي، عبد الإله بنعبد السلام، عمر إحرشان، حياة تيجي، سميرة كيناني، السعدية الولوس، إدريس السدراوي، المجاهد الأيوبي، عزيز هناوي.

وكان محمد مصدق بنخضراء، وهو مواطن مغربي مقيم بقطاع غزة المحاصر، قد هدد بالدخول في إضراب عن الطعام خلال الأيام المقبلة، بسبب “رفض السفير المغربي بفلسطين تجديد جوازات سفر 3 من بناته” وفق تعبيره، مشيرا إلى أن عدم تجديد جوازات السفر جعلته رفقة أسرته عالقا بغزة منذ 4 سنوات، فيما وصل ملفه إلى مكتب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.

بنخضراء وهو من عائلة الوزيرة المغربية السابقة أمينة بنخضراء، قضى 8 سنوات في المعتقل السري لتمارة ضمن ما عُرف بـ”سنوات الرصاص”، قبل أن تعترف الدولة بخطئها عبر هيئة الإنصاف والمصالحة التي قامت بتعويضه وتقديم اعتذار له، كما قضى 6 سنوات في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”، وألف كتاب “تازمارة 234” الذي يحكي فيه عن معاناته في الاعتقال السياسي بالمغرب.

المعني بالأمر الذي يعتبر “أول من دشن المعتقل السري بتمارة في ليلة 27 رمضان عام 1986″، أوكل للناشط الحقوقي المغربي أحمد ويحمان مهمة طرح ومتابعة قضيته لدى السلطة الحكومية وأمام القضاء المغربي، حيث كان بنخضراء قد انتقل إلى غزة سنة 2014 بعدما ظل يعيش في الجزائر لسنوات، غير أن انتهاء صلاحية جوازات السفر المغربية لبناته الثلاث تسبب في عدم التقائه بـ4 من أبنائه الذين يتابعون دراستهم بالجزائر، وذلك منذ سنة 2014.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *