خارج الحدود

تواصل الاحتجاجات بلبنان واشتباكات بين متظاهرين وأنصار حزب الله (فيديو)

تواصلت الاحتجاجات في العاصمة اللبنانية بيروت وعدد من مدن البلاد، أمس الجمعة، في تاسع أيام المظاهرات، مع تسجيل صدامات بين المحتجين ومجموعة مؤيدة لحزب الله بالعاصمة، وذلك في وقت دعا فيه زعيم الحزب حسن نصر الله أنصاره لترك ساحات التظاهر، معبرا عن رفضه المطالب الداعية لاستقالة الحكومة، وتنظيم انتخابات مبكرة.

وسجل أمس الجمعة تجمع آلاف اللبنانيين في العاصمة طرابلس وصيدا والنبطية وصور وجل الديب وغيرها من الأماكن للمطالبة بتنحي الطبقة السياسية ومحاربة الفساد، وأفاد مراسل الجزيرة بوقوع اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله في ساحة رياض الصلح (وسط العاصمة).

وأشار المراسل إلى أن الخلاف نشب بين الجانبين على خلفية إطلاق شعارات ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لفض الاشتباك والفصل بين الجانبين.

وقطع محتجون عددا من الطرق صباح أمس، لا سيما تلك التي تربط بيروت بالمحافظات الأخرى. وتعليقا على الاشتباكات، طالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بحماية المتظاهرين ووضع الحوار فوق كل اعتبار.

بيان الجيش

وقال الجيش اللبناني إن بعض الممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين تكررت من بعض المعتصمين في الطرق تجاه مواطنين وعسكريين أثناء تنقلاتهم. وحذر الجيش -في بيان- من اللجوء إلى هذه الوسائل.

في المقابل، انطلقت مواكب سيارة في معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك شرقا وصور جنوبا رافعة أعلام الحزب للتعبير عن تأييدها ما قاله نصر الله في خطابه الثاني منذ اندلاع الاحتجاجات في 17 أكتوبر الأول الحالي.

كما تظاهر مؤيدون للتيار الوطني الحر وللرئيس اللبناني في بلدة البطرون (جنوب مدينة طرابلس) للتعبير عن دعمهم للرئيس.

نصر الله

وعبر الأمين العام لحزب الله عن رفضه استقالة الحكومة، وعدم قبوله بإجراء انتخابات نيابية مبكرة في ظل الظروف التي يمر بها لبنان، وطالب نصر الله قادة القوى السياسية اللبنانية بالاتفاق على كيفية تنفيذ مطالب الحراك، ثم الذهاب إلى رئيس البلاد ميشال عون من أجل الحوار.

ودعا نصر الله أنصار حزبه للبقاء بعيدا عن الاحتجاجات في أنحاء لبنان، والتي تستهدف الإطاحة بالنخبة الحاكمة في البلد، وقال زعيم حزب الله في كلمة نُقلت على شاشات التلفزيون إن “لبنان دخل في دائرة الاستهداف دوليا وإقليميا”، وعبر عن خوفه من دفع البلاد إلى أتون حرب أهلية.

وقال مدير مكتب الجزيرة بلبنان مازن إبراهيم إن قوى الأمن اللبنانية دفعت بتعزيزات إضافية لمنع وقوع صدامات بين المجموعات المؤيدة للرئيس عون وحزب الله، وبين المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام ورحيل كافة الطبقة السياسية.

ساحة الشهداء

وذكر مراسل الجزيرة في ساحة الشهداء جوني طانيوس أن أعداد المتظاهرين في الساحة أقل من مظاهرات أمس، ولكن لا يمكن الجزم بعلاقة هذا التناقص بخطاب حزب الله أو بالصدامات التي وقعت في ساحة رياض الصلح قرب ساحة الشهداء.

وأضاف مراسل الجزيرة أن المعتصمين شددوا على مطالبهم المعروفة، وأبرزها استقالة الحكومة، وإجراء انتخابات نيابية جديدة، ويرى كثير من المحتجين أن خطاب نصر الله اليوم يرمي إلى تخويف عموم اللبنانيين من الاحتجاجات، ومن ذلك الخطاب حديث نصر الله عن التمويل غير المعروف للاحتجاجات والأجندة غير المعروفة التي يدفع باتجاهها البعض في ساحات التظاهر.

ويرى بعض المعتصمين في ساحة الشهداء أن تحريك بعض القوى السياسية أنصارها للتظاهر مقابل المظاهرات، التي تخرج منذ أكثر من أسبوع، هدفها إثارة الفوضى لكي يتم تحميل المتظاهرين مسؤولية ذلك.

صور وطرابلس

وفي مدينة صور (جنوب)، قال مراسل الجزيرة محمد رمال إن الوضع هادئ مع استمرار الاحتجاجات المناوئة للطبقة السياسية، وأضاف المراسل أن هناك مخاوف لدى المتظاهرين من تداعيات خطاب نصر الله وتشكيكه في عفوية وأهداف الحراك الاحتجاجي، لا سيما احتمال اللجوء إلى محاصرة الاحتجاجات في منطقة صور التي تعد من مناطق نفوذ حزب الله وحركة أمل، التي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري.

وفي مدينة طرابلس (شمال)، قال مراسل الجزيرة إيهاب العقدي إن الرد على خطاب نصر الله كان الرفض، إذ توافد المزيد من المتظاهرين إلى وسط ثاني كبرى مدن البلاد، مؤكدين ضرورة رحيل كافة الطبقة السياسية الحاكمة لأنها المسؤولة عن تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد.

ويقول متظاهرون إن اتهام حزب الله منظمي الحراك بتلقي أموال من جهات خارجية أو من سفارات داخل لبنان مردود عليه، مشيرين إلى أنهم يتوفرون على لوائح بأسماء كل من قدم غذاء أو ماء للمتظاهرين في طرابلس أثناء اعتصامهم منذ أيام.

يذكر أن شرارة احتجاجات لبنان اندلعت عقب عزم حكومة سعد الحريري على إقرار موازنة للعام المقبل متضمنة ضريبة على اتصالات الإنترنت، لا سيما واتساب، فضلا عن زيادات في ضرائب أخرى، لتخرج احتجاجات رافضة لهذه الضريبة، وتردي الوضع المعيشي، وقد توسعت الشعارات بسرعة للمطالبة باستقالة الحكومة وإسقاط النظام برحيل كافة الطبقة الحاكمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *