اقتصاد، سياسة

في “خطبة وداع” .. الحليمي: إياكم أن تفقدوا التحكم على نقدكم

في ما يشبه خطبة وداع ألقاها المندوب السامي للتخطيط أحمد لحليمي أمام لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، استهلها بالقول “لعلها تكون آخر ميزانية أقدمها أمامكم”، حذر الحليمي من تحرير السياسة النقدية للمغرب، قائلا “إذا فقدنا تحكمنا في نقدنا نكون مرتبطين بنقد الآخرين”.

الحليمي، خلال تقديم الميزانية الفرعي للمندوبية السامية للتخطيط ، اليوم الجمعة، أمام لجنة المالية والتنمية والاقتصادية بمجلس النواب، أوصى بحكمة تقول “إياكم أن تفقدوا التحكم على نقدكم”، متسائلا عن سبب التوجه نحو تحرير النقد غياب أي جهات تضغط على المغرب في هذا الاتجاه.

ودعا الحليمي إلى الحفاظ على الثروات الطبيعية المغربية، منتقدا توزيع الأراضي على الشركات الكبرى، متسائلا أين حق المقاولات المتوسطة والصغيرة في الأراضي الموزعة، مشددا على أن لا يمكن تنمية القطاعات الصناعية والتجارة للمغرب بدون تنمية القطاعات الصغرى والمتوسطة.

وانتقد الحليمي الإفراط في الجري وراء الرأسمال الأجنبي، والرأسمال الكبير، متسائلا أين هي المساعي لجلب الرأسمال المغربي؟ وأين هي المساعي لاستقطاب الرأسمال الصغير، قائلا “ديروا الأوكسجين في القطاعات الصغرى والمتوسطة”، موضحا أن هذه القطاعات هي الكفيلة بالنهوض بالاقتصاد.

وشدد المندوب السامي للتخطيط على ضرورة العمل بشكل إستراتيجي في تنمية كل القطاعات بشكل شمولي، عوض الاشتغال بمخططات قطاعية، منتقدا توصيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقترحة بغرض التطوير.

وقال الحليمي إن “تعدد مجال الإحصاء محبذ، ولا يكون مسيطرا عليه إلا في الدول الشمولية”، موضحا أن أجود الإحصاءات ستتصدر السوق على حساب إحصاءات أخرى، موضحا أن المندوبية السامية للتخطيط تعمل على الدوام لتطوير آلياتها وتحيين معطياتها.

ودافع على المعطيات والإحصاءات الصادرة عن مندوبيته، موضحا أنها تضع توقعاتها بناء على معطيات وعند تغير تلك المعطيات تعمل على تحيين توقعاتها، قائلا إن “التوقعات حرة”، مستعرض الفرق بين توقعاته وتوقعا البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وبنك المغرب، ووزارة المالية.

وقال الحليمي “عندنا إمكانيات”، داعيا الى تعبئة جميع الطاقات، موضحا أن ما يحقق المغرب على مستوى نسبة النمو لا يعني أن يبقى دائما في نفس الحد، موضحا أنه يمكن رفعه عبر تطوير الفلاحة بتقليل تأثير المناخ عليها، والاشتغال على جلب الرأسمال المغربي، والرأسمال الصغير.

وأوضح أن القطاع الفلاحي شهد تطورا، لكنه رأى أنه لم يصل إلى مستوى كبير، وذلك بسبب إعطاء الأولوية للتقنيات، وتربية المواشي، التي استفاد منها أصحاب الإمكانيات، موضحا أنه في المقابل لم يستثمر المغرب في القطاعات المتوسطة والصغير والتي لا يستعمل فيها الري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *