مجتمع

إعلوشن.. مغربي محكوم بالمؤبد في العراق وعائلته تجهل تهمته (فيديو)

كان اليوم يوم جمعة ماطر، من شهر دجنبر الماضي، انتظرنا فيه صفوان إعلوشن أمام أحد مساجد طنجة العالية، بعد أن دلنا على مكانه عمه ياسين.. فتًى يافع نحيف في سن الـ17، مظهره يشي بهدوء عميق، ومحياه يعلوه حزن شديد لاتخفيه محاولات رسم ابتسامةٍ على شفتيه اليابستين.. كيف لا يكون كذلك، وهو لسنوات يعيش على أمل عودة والده محمد إعلوشن من العراق، عودة قد تكون “مستحيلة” وهو المحكوم بالمؤبد في أسوء سجون بلاد الرافدين.

“في ضيافة المجهول”، حل بمنزل عائلة المعتقل المغربي بالعراق، محمد إعلوشن، التي تَجهل لحد الآن التهمة الموجهة له، والتي بسببها يقضي عقوبة المؤبد بسجن “الناصرية”، “بلغنا خبر اعتقاله بالعراق سنة 2005، كان في عمري آنذاك 5 سنوات”، يقول ابنه صفوان، فيما ظلت والدته تردد طيلة مدة تصوير البرنامج، “ولدي كان مزيان، وملي تلقاوه العديان طيروه، الله ياخذ فيهم الحق”.

السؤال الذي لا تجد له جوابا عند عائلة إعلوشن، هو لماذا ذهب إلى العراق؟..يقول شقيقه ياسين في هذا الصدد: “لا نعرف لماذا…تفاجأنا بعد غيابه لمدة، باتصال من الصليب الأحمر، يخبروننا بأن أخي محمد معتقل بالعراق وبالضبط في سجن الناصرية”، قبل أن يضيف “ما نعرف عليه أنه يمارس التجارة، ويسافر كثيرا إلى إسبانيا وهولندا وانجلترا وفرنسا”.

سبق لمحمد إعلوشن، أن قضى سنتين سجنا نافذا على خلفية أحداث “16 ماي” الإرهابية، غير أن عائلته تؤكد أنه لا علاقة له بالأمر وأنه اعتقل كما العشرات في إطار الحملة التي أطلقتها السلطات آنذاك. وحول التهمة الموجهة له في العراق، يقول شقيقه ياسين، “لا نعرف التهمة بالضبط، ما وصلنا أنه حكم بالإعدام في أول الأمر، وبعد أن تحركنا، تم تخفيض العقوبة إلى المؤبد”.

وانقطعت أخبار إعلوشن منذ 3 سنوات، يضيف شقيقه ياسين، بعد أن كان دائم التواصل معهم عبر الهاتف، وعبر رسائل الصليب الأحمر، مضيفا أن انقطاع التواصل معه كل هذه المدة زاد من معاناتهم خصوصا والدته، لافتا إلى أنه كان يحكي لهم عن معاناته داخل سجن “الناصرية” مع كل أنواع التعذيب، وهو ما حدا بهم إلى مراسلة الحكومة حول وضعه أكثر من مرة دون أن يتلقوا أي رد.

ويحكي ياسين كيف توصلوا بخبر اعتقال شقيقه محمد، قائلا: “جاءتنا أخبار تفيد أن الجيش الأمريكي ألقى القبض عليه وقام بتسليمه للشيعة بالعراق، وتم الحكم عليه في الأول بالإعدام”، مضيفا بالقول: “كان أخي يتحدث لنا عن محاكمته التي تمت بدون محام يدافع عنه، وأن قاعة المحكمة كان بها فقط ضباط أمريكيين وعراقيين ونطقوا بالحكم، فكان حكما بالإعدام”.

ولم تقف عائلة إعلوشن مكثوفة الأيدي، بحسب ياسين، فقد راسلت السفارة العراقية حول قضية ابنها، وأخبرتهم السفارة أنه محكوم بالمؤبد في العراق وبأنهم لا يتوفرون على أي معلومات إضافية في الموضوع.

أمينة، والدة محمد إعلوشن، التي لاتزال متأثرة بفراق ابنها لأزيد من 14 سنة، وجدت صعوبة في التعبير عن ما يخالجها، وظلت طيلة تصوير البرنامج تنظر إلى صور ابنها وتشم رائحة الرسائل التي كان يرسلها لها عبر الصليب الأحمر، والتي لطالما استعمل فيها عبارة “في هذه الوريقة الصغيرة لا أستطيع أن أعبر عن كل ما يختلج في صدري ويجيش في خاطري من مشاعر نبيلة وامتنان نحوك يا والدتي”.

وتقول والدة إعلوش، “اتصل بي وقال لي إنه مسجون في العراق، وأن الشيعة اعتدوا عليه”. أمنية أمينة أن تنظر إلى وجه ابنها محمد قبل أن تغادر هذه الحياة، وفي هذا الصدد طالبت الحكومة بترحيل ابنها إلى المغرب وإيداعه أحد السجون حتى تتمكن من زيارته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *