أدب وفنون، مجتمع

ناشطات أغنية “جسدي حريتي”: تعرضنا لتهديدات وسنتخذ إجراءات قانونية 

قالت دينامية “جسدي حريتي”، إن بعض عضواتها تعرضن لتهديدات وسب وقذف منذ إطلاق الفيديو التجريبي الأول للنشيد النسائي على شبكات التواصل الاجتماعي وبالخصوص على فايسبوك، معلنة اتخاذ إجراءات قانونية في القريب العاجل.

وأوضحت الدينامية في بلاغ لها اليوم السبت، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن ناشطاتها تعرضن لـ”تهديدات بالإغتصاب الفردي والجماعي، وبتلفيق التهم الرخيصة والسب والشتم والتشهير المبني على التمييز الجنسي وبالخصوص تجاه بعض رموز الدينامية”.

الدينامية المكونة من جمعيات وفعاليات نسائية وحقوقية بمدينة تطوان، أشارت إلى أنها تعرضت لـ”حملة شرسة ومسعورة أبانت على عدائها لكل ما يمت بصلة لحقوق النساء العامة والفردية والمساواة بين الجنسين”، معتبرة أن “كل ما يمارس ضدها يدخل في إطار الجرائم الإلكترونية التي أصبح القانون يعاقب عليها”.

وشددت على أن الفيديو الذي تم توزيعه هو “بمثابة عمل تجريبي أولي يأتي في إطار سلسلة الاستعدادات الجارية التي تقوم بها الدينامية للإنخراط في المبادرة الأممية التي أطلقت من الشيلي، وذلك بإنتاج نشيد نسائي وطني تحت إشراف القطب الفني الذي تشكل لهذا الغرض والذي تشرف عليه خديجة اطنانة ومجموعة من الفعاليات الإبداعية”.

وأضاف البلاغ بالقول: “وحتى لا تصبح قنوات التواصل الاجتماعي مقصلة تقطع فيها رؤوس النساء وغابة تغتصبن فيها افتراضيا بشكل جماعي وفردي وينكل بهن لتكميم أفواههن وقمع حرياتهن في التعبير، فإن الدينامية بصدد تدارس الإجراءات القانونية التي سوف تقوم بها في القريب العاجل”.

وأشار المصدر ذاته، إلى أن الجمعيات والفعاليات النسائية المنخرطة في الدينامية، “أكدت على عدالة ونبل القضايا التي تترافع من أجلها وعلى رأسها معركة المطالبة بالحريات الفردية للنساء، معتبرة إياها جزءا لا يتجزأ من نضالات الحركة النسائية المغربية، وعلى استماتتها في مواصلة عملها بكل ثقة وهدوء، وأن لا شيء سوف يثنيها عن ذلك”.

إلى ذلك، طمئنت الدينامية من سمتهم “الأصوات الهادئة الرصينة الغيورة بأنها سوف تأخذ ملاحاظاتها بالاعتبار في العمل النهائي والذي سوف يصدر في الثامن من مارس المقبل”، حسب تعبير البلاغ ذاته.

وكانت الأغنية التي أطلقتها “دينامية جسدي حريتي” بتطوان قبل أيام، قد جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب ما اعتبره منتقدون بأنه تعميم للاتهامات إلى الرجل بأنه ”مغتصب وأناني وحكار”.

ووجه نشطاء انتقادات لاذعة للأغنية وأصحابها معتبرين أنها توجه رسالة سلبية إلى المجتمع وتشيع روح الكراهية بين الجنسين، فيما أعلن آخرون تأييدهم للمبادرة معتبرين أنها تشكل أسلوبا جريئا في الدفاع عن حرية المرأة في جسدها والتنديد بتعنيف النساء.

الأغنية تأتي ضمن مبادرة نسائية تدعى “دينامية جسدي حريتي” بتطوان، والتي تسعى للانخراط في “النشيد النسائي الأممي” الذي انطلق من دولة الشيلي السنة الماضية من أجل مناهضة التحرش والعنف ضد النساء، إلى جانب عريضة أطلقتها نفس الدينامية بتطوان للمطالبة بالحريات الفردية للنساء.

ويظهر في فيديو الأغنية التي تقول الناشطات إنها عبارة عمل تجريبي وليس نهائي، عدد من النساء بتطوان معصوبات الأعين وهن يرددن كلمات تنتقدن العقلية الذكورية، وذلك بقيادة الرسامة التشكيلية خديجة طنانة.

وتقول الأغنية في كلماتها: “شكون أنا.. أنا الساس أنا الراس.. حرة.. حرة فعقلي وفكري حرة فقلبي وجسمي.. شكون تكون نتا باش تحكمني.. مغتصب حكار.. أناني جبار.. والمغتصب هو نتا.. هو القضاء البوليس السلطة الدولة.. ما يهمني قضاء ما يهمني حكومة.. وفين هو القضاء.. بغاوني نعيش منكوبة”.

وخديحة طنانة صاحبة فكرة الأغنية المذكورة، هي رسامة تشكيلية معروفة بتناولها للمواضيع النسائية بشكل خارج عن المألوف وفق ما تعتقد أنه “كسر للطابوهات المرتبطة بجسد المرأة”، حيث سبق للسلطات أن منعت معرضا لها بتطوان تحت عنوان “كاماسوترا”.

كوثر مقدمي، فاعلة جمعوية بتطوان وإحدى الناشطات اللواتي شاركن في الأغنية، أوضحت في تصريح سابق لجريدة “العمق”، أن الفئة المعنية عبر هذه الأغنية هم النساء ضحايا العنف والاغتصاب، لافتة إلى أنها مبادرة دولية وليست خاصة بالمغرب، حيث انطلقت من دولة التشيلي واحتضنتها دول مختلفة كبريطانيا وتركيا ولبنان وتونس وكولومبيا وغيرها.

وأشارت مقدمي إلى أن سبب انضمامها لهذه المبادرة يرجع بالأساس إلى ملف الأطفال المتخلى عنهم في الشوارع، وهو من بين المشاريع التي تشتغل عليها بمدينة تطوان، لافتة إلى أن سبب هذه الظاهرة هو اغتصاب مجموعة من الفتيات أغلبهن قاصرات ومن ضواحي المدن.

وأوضحت المتحدثة أن الأغنية هي “جزء من مشروع مجتمعي ونضال طويل تخوضه الحركة النسائية من أجل الحريات الفردية للنساء، لأن الحرية حق إنساني”، لافتة إلى أن رسالة هذه المبادرة هي التنديد بـ”كل ما تتعرض له الفتيات والنساء المغربيات من خنق لحرياتهن وتضييق على حقوقهن وبكل المفارقات الصارخة بين القوانين والخطاب السائدين”.

وتابعت قولها: “شاركت لأن الكل مشارك في الجريمة، الكل مغتصب، القانون القضاء الدولة، عندما ترى طفلا تم التخلي عنه في القمامة، وعندما نرى حاضنة الأطفال في المستشفيات لم تعد تتسع للعدد المتزايد كل يوم، وعندما ترى أطفالا يفترشون الشارع ويتلحفون بالسماء”، وفق تعبيرها.

ومضت قائلة: “عندما ترى شابة في مقتبل العمر أو قاصر تنتحر بسبب تخلي أحدهم -الذي ينصب نفسه رجلا- عنها في أصعب وقت لأن المجتمع يكفل له براءته ويدينها هي وحدهن عندما تستغل أزمتها من المجتمع لينهال الكل عليها باعتبارها هي المذنبة ليستمر استغلالها بأبشع طريقة أكثر من الأولى، فهنا سنقول المغتصب هو أنت، نعم أنت، يكفينا نفاقا”.

وبخصوص الانتقادات التي طالت الأغنية، قالت كوثر إنها “كانت متوقعة وكنا نتوقع أن تكون الانتقادات أكثر حدة، لأننا نعرف مجتمعنا والعقلية الذكورية السائدة فيه والسطحية في التفكير، فنحن لم نقصد الرجل بحد ذاته بل الرجل الذي يغتصب ويتعامل بوحشية مع النساء، وقصدنا القضاء والدولة والمجتمع والقوانين التي لا تقف في صف النساء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *