مجتمع

خبراء دوليون يدعون بالرباط لتقنين المنصات الرقمية لضبط حرية الرأي

سعيدة مليح

أجمع خبراء دوليون، مشاركون في لقاء دولي حول “تقنين وسائل الإعلام في منظومة رقمية، نقالة واجتماعية ومتطلبات التأقلم ورهانات إعادة التأسيس”، اليوم الخميس بالرباط على ضرورة تقنين المنصات الرقمية لضبط حرية الرأي ومكافحة خطاب الكراهية والتطرف.

وفي هذا الإطار، قالت المديرة التنفيذية للمرصد الأوروبي للسمعي البصري، “سوزان نيكولتشيف”، إن خدمات الإنترنت تمنح مساحة لحرية التعبير أكثر من غيرها، والمشرع يتدخل لحماية مصالح العموم، ولو أنه “متأخر عن الواقع، وبطيء” لأن “التشريع رد فعل على الواقع”، والقوانين الجديدة قد تتخذ وقتا كبيرا لكنها أكدت أن هذا أهم تحدي نعيشه، أما فيما يتعلق بالتقنين الذاتي فهو من عمل الدولة.

ومن جهته، دعا خبير الإعلام والتقنين لدى مجلس أوروبا رونو دولا بروس، كل هيئات التقنين لمحاربة تنامي الأخبار الزائفة لاسيما في فترة الانتخابات، وتدني الشفافية، فضلا عن محاربة الخطابات الداعية إلى العنف، ومكافحة الكراهية، ولا يجب إقصاء أي فاعل من الإدلاء برأيه في القطاع.

وأشار بروس، إلى أن تقنين الوضع في المنصات الرقمية أصبح ضرورة ملحة في وقتنا الحالي، من أجل ضبط حرية الرأي، وحماية المعطيات الشخصية، إضافة إلى توحيد الجهود بين الفاعلين، لإيجاد قانون مجدي ينظم المجال.

وفي السياق نفسه، نوه المدير العام المساعد للمجلس الأعلى للسمعي البصري بفرنسا “فريديريك بوكوبزا”، بالقانون الوطني لمكافحة الأخبار الزائفة، والمندرج في معايير الديمقراطية التي يجب أن تتواجد في كل بلد، وتم تعزيز صلاحيات المجلس الأعلى للسمعي البصري.

وأكد المتحدث، أن هناك قانونا جديدا لمنح صلاحيات أوسع للمطالبة بتقارير حول عمل المنصات الرقمية، لعقوبات جزرية لمن لم يلتزم بتفعيل القانون.

وأعرب فريديريك، أن انتظارات الرأي العام والسياسيين أصبحت أكثر إلحاحا للتقنين، كي لا يصير الأمر شبيها بقانون الغاب نظرا للحرية المفرطة، متسائلا عن الإطار القانوني الأمثل الذي يجب تبنيه.

وأضاف المتحدث ذاته، “اليوم أصبحنا نتعامل مع فاعلين دوليين خاصين أصبحوا يقومون بفرض رؤيتهم في مسألة التقنين”، و”لا يجب أن يكون المجال حكرا على الفاعلين الخاصين فقط، بل يجب العمل على صيغة توافقية للجميع، خاصة المقننين، بمن فيهم التقليديين”.

جدير بالذكر أنه بفعل عولمة التواصل، أحدثت الثورة الرقمية قطيعة جذرية داخل سائر الأنظمة والمنظومات الإعلامية دون استثناء، فضلا عن سهولة الولوج إلى التكنولوجيا الرقمية، سواء من حيث التكلفة أو البنية التحتية، وأدى البعد الاقتصادي لهذه الثورة، لبروز آثار متعددة لأبعاد التحول الرقمي، داخل كل المجتمعات بغض النظر عن تباين وضعياتها من حيث الثقافة، التنمية، القوة الاقتصادية والتحكم التكنولوجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *