حوارات، مجتمع

بروفيسور يفسر أسباب ارتفاع وفيات “كورونا” بالمغرب ويوجه نصائح للمغاربة

بلغ عدد الوفيات في صفوف المصابين بفيروس كورونا المستجد بالمغرب، إلى حدود الساعة السادسة من مساء اليوم السبت، 24 حالة وفاة من أصل 359 إصابة بالوباء، مما يرفع نسبة الوفيات لأكثر من 6 في المائة، الأمر الذي جعل الكثيرين يطرحون سؤال “ما السبب في ذلك؟”.

البروفسور أحمد بلحوس، أستاذ التعليم العالي بكلية الطب والصيدلة بالبيضاء، يجيب عن هذا السؤال وأسئلة أخرى في حوار خاص مع جريدة “العمق المغربي”.

ما تفسيرك لزيادة حالات الوفاة بالمغرب؟

ارتفاع عدد الوفيات بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، راجع بالأساس إلى التأخر في عملية تشخيص المرض حيث يكون المريض قد وصل إلى مستويات متقدمة من قصور التنفس الحاد.

كما أن المشكل الذي نعيشه في المغرب، هو عدم قدرتنا حاليا على إجراء اختبار التشخيص لعدد كبير من الأشخاص كما هو الشأن بالنسبة لبعض الدول كألمانيا مثلا.

في بلدنا يتم حصر اختبار التشخيص على الحالات التي تظهر عليها أعراض تنفسية حادة وهذا يعني أن إجراء الإختبار يكون في مرحلة متقدمة من المرض، وبالتالي فالكثير من الحالات المصابة بالفيروس تتطور بشكل سلبي، نتيجة المضاعفات المترتبة عن تطور المرض، حيث يتم تضرر نسيج الرئتين وهذا ما يؤدي إلى قصور تنفسي حاد وبالتالي تحدث الوفاة.

كما أن إجراء التحاليل ولحد الساعة، يتم فقط بمختبرات قليلة بمدينتي الدار البيضاء والرباط. وهذا لا يمكننا من التشخيص المبكر للكثير من الحالات.

أضف إلى ذلك أن بنيتنا التحتية الصحية غير قادرة على مواجهة مثل هذه الأزمات.

ما صحة المعلومات التي يتم تداولها بأن الفيروس لا يصيب الأطفال؟

فيروس كورونا المستجد يصيب كذلك الأطفال مثل بقية الأشخاص، لكن ميزة الأطفال أنهم لا تظهر عليهم الأعراض بالسرعة والحدة التي تظهر على الأشخاص البالغين، كما أن المظاهر والأعراض الخطيرة لا تظهر بكثرة على الأطفال، وهذا ما يفسره الخبراء والمختصون بعدة نظريات منها: أن الجهاز الرئوي عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثماني سنوات لا يلتقط فيروس كورونا، كما أن جهاز المناعة عند الطفل الصغير متأهب ومتحفز لمقاومة الفيروسات، بالإضافة إلى أن الطفل لا يحمل الأمراض المزمنة التي يعاني منها الشخص المتقدم في السن.

هل استعمال الكمامة ضروري في هذه الفترة؟

في ظل اتساع رقعة انتشار كورونا في العالم وفي بلدنا الحبيب، أصبح الشغل الشاغل لكثير من الناس اقتناء الكمامات. وفي هذا الصدد، أؤكد أن الكمامات قد تحد من خطر انتقال العدوى لكن على نطاق ضيق جدا أو منعدم. لذا أنصح باستعمالها فقط للأشخاص المرضى أو من المحتمل أن يكونوا مرضى ولكل شخص مصاب بالزكام أو العطس أو السعال، مع استبدالها كل أربع ساعات إن أمكن، حتى لا يتم إيذاء الأخرين ونقل العدوى للأشخاص السليمين.

بالنسبة للأطر الصحية فعندهم بروتوكول خاص لحماية أنفسهم بما فيها الكمامات الطبية.

أما إذا كان الشخص سليما وبصحة جيدة فليس عليه أن يرتدي كمامة إلا إذا كان يسهر على رعاية شخص مصاب أو محتمل أن يكون مصابا، مع تعلم الطريقة الصحيحة لارتدائها وخلعها.

هل استعمال القفازات ضروري للحماية من العدوى؟

في الفترة الأخيرة، أصبح كثير من الناس يرتدون القفازات. هذا الأمر يمكن أن يكون ضارًا جدًا لأن ارتداء القفازات يعطي انطباعا كاذبا للأمان مما يؤدي إلى عدم الحيطة والحذر، حيث يلمس الفرد كل شيء، سواء كان جسده أو الأسطح أو الأشياء الأخرى ، مما قد يسبب في انتشار العدوى. كما أن مدة بقاء الفيروس على القفاز (لاتكس) هي أكثر بكثير من بقاءه على جلد الإنسان.

إذن ارتداء القفازات بهذا الشكل هو فكرة سيئة والبديل الأحسن منها هو غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام.

ما هي نصيحتك للمغاربة تزامنا مع تزايد الحالات المؤكد إصابتها بالفيروس؟

لمحاصرة هذه الجائحة أنصح بما يلي :

– المكوث في المنازل لأنها الوسيلة الأنجع لمحاصرة الفيروس.

– النظافة الشخصية وأساسها غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام ولمدة 20 ثانية على الأقل.

– تجنب المصافحة والتقبيل.

– عدم لمس الأجفان والأنف والفم بأياد غير نظيفة حتى لا تتسرب العدوى.

– الابتعاد عن أي شخص تظهر عليه أعراض السعال (الكحة) والعطس.

– السعال أو العطس في المرفق المثني او في منديل مع التخلص “الصحي” من المنديل المستعمل على الفور.

– ارتداء الكمامة مع استبدالها كل أربع ساعات إن أمكن، لكل مصاب بالزكام أو العطس أو السعال وذلك حتى لا ينقل العدوى للآخرين.

– تنظيف وتطهير الأشياء والأسطح التي تم لمسها بشكل متكرر.

– شرب الماء بكمية كثيرة وكذلك بعض السوائل الساخنة.

– التضرع إلى الله عز وجل أن يرفع عنا هذا الوباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *