من العمق

مقال شارد عن محمد بصير بجريدة الاتحاد الاشتراكي

أوردت جريدة الاتحاد الاشتراكي في عددها 9544 يوم الثلاثاء 03 غشت 2010 مقالا على صدر صفحتها الأولى تحت عنوان “مطالبة الدولة الإسبانية بالكشف عن مسؤوليتها في اغتيال “البصيري” أحد مؤسسيي البوليساريو”.

وخلاصة المقال لمن لم يقرئه أنه (يتحدث عن كون أعضاء بارزين في الحزب الجمهوري الكطلاني يبحثون سبل حث حزبهم على مطالبة الحكومة من خلال فريقه النيابي بفتح تحقيق لتوضيح مسؤليتها في اختفاء الناشط الصحراوي محمد سيد ابراهيم سيد امبارك البصيري الذي اختفى في ظروف غامضة سنة 1970.)

وبغض النظر عن عنوان المقال الذي جاء على صيغة لا هي بالخبر ولا على بصيغة ينسب فيها الكلام إلى الجهة المصرحة فإن ملاحظاتي الأساسية على المقال تنطلق من التالي أولا الاسم الحقيقي والكامل للناشط الصحراوي هو محمد بصير ولد سيدي إبراهيم الركيبي وليس على الصيغة التي أورده المقال في عليها (محمد سيد ابراهيم سيد امبارك البصيري) بشكل مطلق.

وثانيا اعتبرت جريدة الاتحاد الاشتراكي – التي يديرها عبد الهادي خيرات ويرئس خط تحريرها عبد الحميد جماهري وكلهما عضوي المكتب السياسي لحزب الوردة- أن محمد بصير أحد مؤسسي جبهة البوليساريو وهذا كلام لا أساس له من الصحة وهو الأمر الذي لم تقل به حتى جبهة البوليساريو نفسها في يوم من الأيام. وكيف يعقل أن يكون محمد بصير قد اختفى تماما عن الوجود منذ أحداث الزملة التاريخية بالعيون في 17 يونيو 1970 حيال انتفاضته وساكنة العيون ضد الاحتلال الإسباني وفي نفس الوقت يكون مؤسسا لجبهة البوليساريو التي لم يعلن عنها إلا 10 ماي سنة 1973.

إن أخطاء من هذا النوع قد تتفهم إن صدرت من أناس مبتدئين في الصحافة وفي دروب النضال السياسي والاطلاع على ملف الصحراء المغربية والإلمام بتلابيبه، لكن ولأنه على قدر حجم الخاطئ تقاس الخطيئة فإن ما صدر في المقال الثلاثاء الماضي على صدر جريدة “الاتحاد الاشتراكي” يعد خطأ لا يغتفر خاصة وأننا أمام جريدة تعد لسانا لخلاصة عقود من النضال السياسي ولحزب عاش رموزه فترة تزيد عن عقد من الزمن في دواليب الوزارات والمؤسسات العمومية ومنها ذات العلاقة المباشرة بملف الصحراء المغربية.

وهناك أمر آخر يرتبط بقضية محمد بصير فهو يعد من بين أقدم السجناء في العالم لمدة فاقت الأربعين سنة وبالرغم من كل ذلك لم تقم أي جهة رسمية أو غير رسمية بأي محاولة تروم مطالبة السلطات الإسبانية بالكشف على مصير محمد بصير الذي اختطفته منذ سنة 1970 باستثناء بعد المحاولات الأخيرة في السنتين الأخيرتين والتي لا تخرج عن دائرة بعض الفاعلين المدنيين والمبادرات التي قامت بها أبناء أخ محمد بصير وبعض المبادرات الشخصية من قبيل الكتاب الذي يعده محمد أحمد باهي حول محمد بصير والذي ينتظر أن يرى النور قريبا، وهكذا وفي اليوم الذي أثارت جريدة “الاتحاد الاشتراكي” موضوع محمد بصير ولو بشكل عرضي عبر مراسيلها بتطوان جواد الكلخة فمع الأسف أساءت إليه وإلى قضيته أكثر مما أفادتهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *