خارج الحدود، مغاربة العالم

أغلبهم مغاربة .. مسنو الـ “foyer” بفرنسا بين مطرقة الفقر وسندان الحجر الصحي

طالبت جمعية العمال المغاربيين فرع جانفيليي ضواحي باريس، من السلطات العمومية الفرنسية، التدخل العاجل، لحماية المئات من المسنين، أغلبهم من المغرب، يقطنون في غرف ضمن عمارات سكنية معروف بـ”les foyer”.

وفي حديث لجريدة “العمق”، قال عبد الله مبين رئيس فرع الجمعية بمنطقة جانفيليي، إن عددا من المسنين  المغاربة يقطنون بهذه التجمعات السكنية بعيدا عن أسرهم، ولم تعد لهم أية علاقة بها، ويعانون كثيرا مع فترة الحجر الصحي، وقد توفي عدد مهم منهم، تكفلت القنصليات المغربية هنا بفرنسا بأداء واجبات الدفن.

وأضاف مبين في تصريحه: “نطالب اليوم كجمعية تعنى بهذه الفئة، من السلطات والمسؤولين الفرنسيين، توفير الكمامات بالمجان للمسنين، والمعقمات بصفة يومية، وإيصال المساعدات الغذائية إلى غرفهم، فأغلبهم التنقل يشكل خطرا على صحتهم”.

كما طالب مبين اتخاد تدابير احتياطية من قبيل: “إجراء التحاليل المخبرية لداء كوفيد 19، لكل المتواجدين بهذه التجمعات السكنية، وتتبع حالتهم الصحية، بحيث أن أغلبهم يعاني من أمراض مزمنة كالسكري وضيق التنفس وأمراض الصدر، والفشل الكلوي”.

وبخصوص السومة الكرائية لأشهر مارس وأبريل وماي، والتي تزامنت مع تطبيق الحجر الصحي، دعت الجمعية من السلطات الفرنسية، اعفاء هذه الفئة من كبار السن من أدائها، مع السماح لفئة منهم علقت بالمغرب، بالعودة إلى فرنسا.

ومن بين أهم المشاكل التي تواجه كبار السن المقيمين بباريس، يضيف منيب: “بعضهم بدون أهل، ويصعب الاتصال بأسرته، ففي حالة الوفاة خاصة في هذه الظرفية العصيبة، نكون أمام خيارين، الأول إذا كان المتوفى يتوفر على تأمين في البنك فالأمور تكون جد عادية، ولكن تتعقد إذا لم يكن لديه تأمين، وهنا لابد أن نشيد بدور القنصليات المغربية بفرنسا، التي تتحمل مصاريف دفن الموتى المغاربة”.

وعن طريقة عيش هذه الفئة، التي قضت زهرة شبابها في خدمة فرنسا، مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية، يقول مبين: “نظام العيش في هذه التجمعات السكنية، معروف منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، بحيث يتم استغلال عمارة، قد تضم أزيد من 300 مهاجر، يقيم كل واحد منهم داخل غرفة”.

وتابع قوله: “قد يبلغ عدد قاطني الطابق الواحد مابين 8 و16 مهاجرا، ويستغلون المطبخ والمرحاض والحمام بنظام التناوب، وفي هذه الفترة من انتشار كوفيد 19، يجب التدخل وتحسيسهم، بضرورة احترام معايير السلامة الصحية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *