رمضانيات

“صحافة الأمس”: مفاوضات عسيرة بين دول أوروبية بخصوص طنجة الدولية

“صحافة الأمس”.. إطلالة قصيرة خلال أيام رمضان على مغرب الأمس بعيون صحافيين كانوا يرزحون تحت رقابة الاستعمار الفرنسي والإسباني أو تحت رقابة المخزن، ويشتغلون بوسائل بسيطة. ونفض للغبار في كل مرة على خبر من مجلة أو جريدة صدرت قبل عقود من الزمن.

اهتدت كل من فرنسا وبريطانيا وإسبانيا، عام 1923، إلى عقد اتفاقية عرفت بـ”بروتوكل طنجة” بخصوص وضع مدينة طنجة ، حيث نصت الاتفاقية الموقعة في مدينة باريس الفرنسية على جل المدينة منزوعة السلاح، كما أكدت على الوضع الدولي لطنجة.

في عام 1928، تمخضت مفاوضات عسيرة بين القوى الأوروبية، دامت أشهرا، عن اتفاقية جديدة بخصوص طنجة، بعد إجراء تعديل على الاتفاقية السابقة، وأبرز ما ميز الوضع الجديد انضمام إيطاليا. هذا الحدث تطرقت له مجلة “الاتحاد” التي كانت تصدر بمدينة تطوان في عددها السادس عشر الصادر في يوليوز من عام 1928.

وعنونت المجلة خبرها بـ”انتهاء المفاوضات في قضية طنجة”، مؤكدة أن “إن المفاوضات التي كانت رايجة في مدينة باريس، بين انجلترا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا قد طالت مدة أشهر عديدة قد بلغت تمامها نهائيا وصار التوقيع على الاتفاق الجديد الذي جاء مصححا النظام القديم تصحيحا جوهريا”.

واسترسلت المجلة معددة مميزات الاتفاقة الجديدة عن سابقتها “فإيطاليا التي لم يكن لها في الإدارة الطنجية قد توصلت إلى جملة مراكز مهمة، وإسبانيا التي كان معظم اهتمامها ضمانة النظام والسكينة في منطقة حمايتها قد حصلت على ما كانت تطلبه، كما هو من حقها؛ يعني أن القوات العسكرية في طنجة تكون تحت قيادتها وأمرها لأجل تمكنها من حسن القيام بمهمة الحضارة السامية بالمغرب الملقاة على عاتقها”.

“وبما أن من اهتمام كافة الحكومات إيصال طنجة إلى الدرجة القصوى من التقدم وتبقى محافظة بكل شرف على مقامها القديم كمدينة سياسية دولية”، تضيف “الاتحاد” “فقد صار النظر في حالتها الاقتصادية أيضا وفي مستقبلها بكل تدقيق وخصوصا ما أبدته من الاعتناء إسبانيا الساهرة دائما على الدفاع عن طنجة كمدينة داخلة ضمن منطقة حمايتها ولها بها جالية تفوق بعددها كافة الجاليات الأوروبية فطنجة والحالة هذه قد شرعت بإفراج الأزمة الكبيرة التي كانت تتهددها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *