المغرب العميق

“تيلكيت” .. جسر خشبي صمد لعقود بقلعة امكونة ومبادرة شبابية تعيد إصلاحه (صور)

بادر شبان من قرية “أيت ودار”، بجماعة أيت سدرات السهل الغربية، بإقليم تنغير، مباشرة بعد الإعلان عن تخفيف تدابير الحجر الصحي، إلى ترميم “تلكيت”، وهو جسر خشبي شيده أجدادهم منذ عقود على وادي امكون.

الجسر الخشبي الذي يربط ضفتي “أيت ايحيا” على مستوى قرية “أيت ودار”، ظل ولسنوات عديدة صامدا أمام الأمطار وفيضان واد “امكون”، غير أن ألواحه تلاشت، وأصبحت تشكل خطرا على المارة، وهو ما حذا بشباب المنطقة إلى ترميمه.

“هي معلمة تاريخية ورثناها عن الأجداد، وارتأينا ترميمها للحفاظ عليها”، يقول موحى أوحساين، فاعل جمعوي، ومن أبناء المنطقة، مضيفا أن “هذه القنطرة الخشبية صمدت أزيد من 100 سنة، وظلت شامخة رغم الفيضانات، وهذا يدل على صفة المعقول التي كان يتصف بها أسلافنا”.

وأشار أوحساين، في حديثه مع “العمق”، إلى أن الجسر الخشبي أو “تلكيت” بالأمازيغية، أصبحت تشكل خطورة على المارة، خصوصا النساء اللواتي يقصدن الحقول في الصباح الباكر، مضيفا أن شباب المنطقة وبشكل تضامني وتطوعي قاموا بإزالة الأولواح الخشبية القديمة واستبدالها بأخرى جديدة.

وبالرغم من تشييد الجماعة لقنطرة اسمنتية لا تبعد عن الجسر الخشبي إلا بأمتار قليلة إلا أن ساكنة القرية تفضل المرور بـ”جسر الأسلاف”، اختصارا للوقت. ويضيف أوحساين، أن إحياء القنطرة الخشبية، كان بمساهمة من بعض المحسنين بالمنطقة، داعيا الشباب إلى القيام بمثل هذه المبادرات وترميم القناطر والقصبات للحفاظ على هذا الموروث.

من جانبه، قال مولاي يوسف بلحفات، وهو باحث في الأنتروبولوجيا، ومن أبناء المنطقة، إن هذه المبادرة يمكن قراءتها من زاويتين، الأولى إصلاح الجسر الخشبي، رغم وجود جسر جديد، والثانية، تجسيد لقيم الجماعة والتضامن والحفاظ على المصالح المشتركة ضمن مجال واحي معروف بقيم التضامن.

وأضاف بلحفات في حديث مع جريدة “العمق”، أن هذا الجسر الخشبي ورثوه أبا عن جد، وكان الممر الوحيد منذ عقود الذي يربط الضفتين الشرقية والغربية على مستوى دوار “أيت ودار”، بجماعة أيت سدرات السهل الغربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • محمد
    منذ 3 سنوات

    شكرا شكرا لكم أيت وادار