مجتمع

مريم.. مغربية تحدت إعاقتها لتتفوق في ألعاب القوى والصناعة التقليدية (فيديو)

قد تشل “الإعاقة” حياة البعض، لكن مع قوة التحدي، يستطيع المرء تحقيق كل أحلامه..” ومع الإرادة والرغبة والصبر لا شيء مستحيل”.

مريم إد حساين، بطلة مغربية في رياضة رمي القرص على مدى عشر سنوات، ورئيسة الرابطة المغربية لحرفيي الصناعة التقليدية، بالرغم من الصعوبات التي تعرضت لها، إلا أنها استطاعت تحقيق ذاتها ووجودها.

أصيبت “مريم” بإعاقة حركية على مستوى رجليها، منذ كان عمرها خمس سنوات، ومع العلاج، والترويض، استطاعت أن أن تحمي أحد رجيلها من المرض، إلا أن الرجل الأخرى كانت جد ضعيفة فلم ينفع معها علاج.

تقول في حديث مع جريدة “العمق” الإلكترونية: “تكبدت والدتي، وجدتي رحمة الله عليها عناء السهر والعناية بي منذ الطفولة،كان من الضروري أن ترافقني إحداهما في كل تحركاتي، وعلاجاتي، وبسبب خوفهن علي رفضتا أن أسافر للعلاج خارج المغرب..حينها كانت الحمى لا تفارقني، وكنت لا أستطيع تحريك رجلاي..فكان كل الخوف من أن أموت هناك”.

بالرغم من إعاقتها عاشت طفولة عادية، كانت طفلة مشاغبة، حركية، ولا تسمح لأي أحد أن يجرح كرامتها، حيث كانت تضرب كل من مسها بسوء…دخلت المدرسة، وتابعت دراستها إلى حدود السنة الأولى من الجامعة، وهنا عاشت لحظات مفصلية في حياتها.

“كنت مجتهدة، أحب الدراسة، إلا أن صعوبة التنقل حالت أن أكمل دراستي الجامعية سواء بمدينة الرباط، حاولت مرارا لكن أجدني واقفة بدون ولا قوة في محطة الحافلات أنتظر أن يتخفف الزحام..وأحيانا كنت أعود إلى بيتي بعد ساعات من الانتظار، انتقلنا إلى القنيطرة، حاولت الدراسة بجامعة بن طفيل، تم بالمعهد العالي للتكنولوجيا، إلا أنني توقفت للسبب ذاته..مشكل التنقل “.

لم تتوقف حياة “مريم”، عزمت على تسلق الصعاب، لتحقق ذاتها من خلال توجيه بوصلتها إلى الخياطة، بدأت أتعلم أبجديات الخياطة على يد “خياط”، تزوجت، وأنجبت ولدين، وحصل الطلاق بينهما..حينها قررت البداية من جديد، حيث توجهت إلى العمل الجمعوي، ومن هناك بدأن انطلاقة جديدة.

مارست الرياضة لعشر سنوات، حصلت على بطولات وطنية في رمي القرص، لكن لم يتم تأهيلها للمنافسة على البطولة الدولية، أو على الأقل العربية، ورغم ذلك تحدت الواقع وطنيا وحصلت على ميداليات ذهبية.

انتقلت “مريم” من العمل الجمعوي، إلى تأسيس تعاونية، تترأس الرابطة المغربية لحرفيي الصناعة التقليدية للترافع على الصناع التقليديين، وتطمح في مباشرة معرض دائم للصناعة التقليدية بالقنيطرة.

حققت “مريم” الكثير، ولازال في جعبتها الكثير، ومن ضمن ذلك الترافع من أجل حماية شريحة كبيرة من الصناع التقليديين الذين يعانون التهميش، وتحقيق مطالبهم المشروعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *