منوعات

الموتى الأحياء..أسطورة الزومبي

حطم حجارة القبور وشواھدھا وتبدأ في الخروج أجساد بدأ تحللھا كيميائياً، ومن الواضح. أن القوى العقلية للأموات الذين عادوا من العالم الآخر متدنية للغاية، وھمھم الأكبر ھو زرع الرعب بين الناس وقتل أكبر عدد منھم ثم التھامھم… القصص الخاصة بالزومبي انتقلت من عالم لسينما والتلفزيون لتصل إلى عالم ألعاب الكمبيوترلتصبح بذلك إحدى أكثرھا نجاحاً وتحقيقاً للربح…لكن رغم أن المسألة، بالنسبة لكثيرين، تعتبر مجرد تسلية لا أساس لھا، فإننا نجد أن ھناك ما يدعمھا بصورة قوية؛ ليس فقط من قبل شھود عيان يؤكدونھا، بل مما ھو أكثر من ذلك بكثير… وهذا ما ستجدونه في جزيرة “هاييتي”
.
أصل السطورة..
.
قد ظهرت أسطورة (الزومبي) في جزيرة هاييتي – وهي واحدة من جزر البحر الكاريبي-والتي شوهد فيها أموات لم تبدأ جثثهم بالتحلل بدوا للجميع وكأنهم نصف أحياء، فكانالميت يمشي ويأكل ويشرب ويسمع ويتحدث ولكنه مسلوب الإرادة بشكل كلي تقريباولايستطيع التفكير، بل ولا يحمل أي ذاكرة لفترة حياته. ويعتقد الأهالي أن هذا منفعلالسحرالأسود الذي يمارس بالفعل على نطاق واسع في (هاييتي) من قبل السحرةوالمشعوذين،ويقوم الساحر بهذا العمل عادة كي يجعل من (الزومبي) عبدا يعمل في حقله، وليكسب احترام الناس وخوفهم. ولكن الأمر لا يحدث بشكل علني لأن هناك قانون صارم في (هاييتي) يمنع منعا باتا تحويل الإنسان إلى ( الزومبي) !!  قانون العقوبات الخاص بھاييتي يضم فقرة رقمھا 249 تنص على أن عقوبة إعطاء مواد محددة إلى شخص ما (حتى إذا لم يؤدي ذلك إلى الموت الفعلي بل إلى جعلھ يمر في حالة سبات طويل) تكون مماثلة لعقوبة الشروع في القتل، وإذا تم دفن الشخص الذي تناول تلك المواد بعد ذلك تكون العقوبة مماثلة لعقوبة القتل، بغض النظر عما يحدث بعد الدفن… صورة أو بأخرى، تعد ھاييتي “موطن” الزومبي الأصلي الذي يأتي من التعاليم  الخاصة بالـ Vodou (الفودو)وفقاً لذلك الدين …  فإن الكھنة (أو من يمكننا وصفھم بالمشعوذين) الذين يطلق عليهم Bokor ھم  من يقوم باستخدام الزومبي لخدمة  أھداف خاصة بھم.
.
أبحاث العالم “ويد دافيز”
.
الباحث ( Wade Davis ) إدموند ويد ديفيس، أنثربولوجي كندي ومختص بعلم النباتات الطبية وكاتب ومصور، ركز دراساتھ على ثقافات السكان الأصليين في أماكن مختلفة من العالم وبخاصة في الأمريكيتين.وقد قام بأبحاث عديدة حول موضوع الزومبي… مقالاتھ نشرت في مجلات منھاNational geographic ديفيس كتب أن أبحاثھ أوصلتھ إلى مسحوقين قويين، إذا تم إيصالھما إلى مجرى الدم (عن طريق جرح مثلاً) يمكنھما تحويل شخص حي إلى زومبي… إحدى ھاتين المادتين ھي  Tetrodotoxin   الذي   ھو سم سمكة المنفاخ، والأخرى ھي مادة كالقلوانيات كتلك الموجودة في نبات الداتورا (من نباتات الزينة)…وفق ما وجد ديفيس، فإنھ في بعض الحالات يقوم الكھنة الـ Bokor بخلط التيدرودوتاكسين  بمواد أخرى يتم استخراجھما من الغدد الخارجية والجلد لضفدع القصب وھي مواد قادرة على التسبب في موت الإنسان… في حالة خلط ھذه المواد بنسب معينة، وتقديمھا لشخص ما في طعامه، فھي لن تؤدي إلى موته؛ بل سيصبح في حالة من الموت الظاھري لعدة ساعات، تنحفض خلالھا نبضات القلب والتنفس بشكل كبير جداً…

 وفي ھاييتي التي ترتفع فيھا درجات الحرارة وتشح فيھا الثلاجات الخاصة بالموتي، فإن أقارب الميت يسارعون إلى دفنھ وھذا يعني أن حالة الدفن قد تتم لمن ھو في حالة موت ظاھري فقط… يقول ديفيس أن ضحايا ھذا النوع من السموم، ، يجب أن يتم إخراجھم من قبورھم في غضون 8 ساعات وذلك لتجنب الاختناق… 
الكاھن يخرج الضحية ويعطيه المادة المستخرجة من نبات الداتورا التي تكون فاعليتھا أقوى إذا كان الضحية يؤمن بتأثيرھا، وھو ما يضعه في تصرف الكاھن؛ فرغم وعيه بما يدور حوله فھو غير قادر على أن يكون بصورة طيعية.
.
ما يتوجب علينا معرفتھ ھو أن غرام واحد من مادة تزيد سميتھ عن غرام السيانيد بألف مرة…  فإنھ يتسبب في حالة شلل كامل، إلا أن الدماغ يبقى واعياً بما يدور حولھ، في حين يصل الموت بعد بضع ساعات بسبب الاختناق أوقصور القلب…  ولا يوجد ترياق يمكن أن يوقف عمل ھذه المادة السامة؛ إلا أنھ إذا قدر الإنسان على البقاء على قيد الحياة مدة 24 ساعة، فھذا سيعني أنھ سيكون قادراً على الخروج من حالتھ تلك والعودة إلى حياتھ الطبيعية.كل ما سبق، رغم وجود خلافات حادة حولھ من قبل العلماء، لا يفسر سبب وصول ھذا النوع من الزومبي إلى الثقافة الرائجة اليوم وسبب الشھرة التي حصل عليھا.
.
وتجدر الإشارة إلى أن الأهالي في (هاييتي) يخشون كثيرا أن يتحولوا إلى (الزومبي)، فلا زال عدد كبير جدا من الأهالي يضعون الصخور الضخمة الثقيلة على قبور أمواتهم، حتى يمنعوا السحرة والمشعوذين للوصول إلى تلك القبور وتحويل الموتى  إلى (الزومبي)، في حين يمكث آخرون بالقرب من قبور أفراد عائلتهم لفترة من الزمن حتى يتأكدوا من تحلل الجثث قبل أن  يقوم ساحر بسرقتها، أو أن يقوموا بتشويه الجثة كليا، لأن الساحر –كما يظن الأهالي- يحتاج أن تكون الجثة حديثة، غير  متحللة أو مشوهة حتى يعيد إليها الحياة كـ (زومبي).