مجتمع

الإغلاق الليلي في رمضان “يجبر” أرباب المقاهي على بيع الخضروات والفواكه (فيديو)

تصوير ومونتاج: عزيز صفي الدين

دفع قرار الإغلاق الليلي للمقاهي والمطاعم طوال شهر رمضان أرباب هذا القطاع، لتحويل محلاتهم إلى فضاءات لبيع الخضروات والفواكه خلال النهار، وفق ما عاينته جريدة « العمق » على مستوى العاصمة الإقتصادية، وذلك من أجل تغطية مصاريف الإيجار والعمال، الذين لم يستفيدوا من دعم الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي.

وفي هذا السياق، قال رشيد، وهو مسير مقهى بالبيضاء، إنه اضطر لتغيير خدمات المقهى، عبر عرض صناديق الخضروات والفواكه للزبناء، نظرا للقرار الذي أقرته الحكومة، والمتمثل في الإغلاق الكلي للمقاهي والمطاعم، والذي خلف ومازال يخلف خسائر كبيرة لأرباب هذا القطاع على حد قوله.


وعبر المتحدث ذاته في تصريح للجريدة، عن استنكاره الشديد، للوضع الكارثي الذي آل إليه القطاع، أمام انعدام أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة، يروم إيجاد حل وسط للأزمة التي يشهدها المهنيون منذ بداية جائحة »كوفيد 19 ».

وتابع مسير المقهى أن أرباب القطاع، يعانون من مخلفات قرار الحكومة في هذا الصدد للعام الثاني على التوالي، مشيرا إلى تراكم كل من فاتورة الماء والكهرباء والأنترنت، والتي يعجز معظم المهنيون عن تسديدها إلى حدود الساعة.

كما طالب رشيد الجهات المسؤولة، بالتدخل الفوري لإنقاذ القطاع، حتى يتمكنوا من تغطية مصاريف العمال إلى جانب حاجيات أطفالهم وأسرهم، حيث أضحى الأمر شبه مستحيلا، في ظل استمرار فرض السلطات لقرارات، من قبيل الإغلاق الكلي أو شبه كلي للمقاهي والمطاعم.

من جهة أخرى قررت بعض المقاهي، مواصلة ترك الأبواب مفتوحة خلال نهار رمضان في وجه الزبناء، خاصة الطلبة منهم الذين اعتادوا على التوافد على المقهى، وكذلك الموظفين الذين اضطروا للإشتغال عن بعد في ظل هذه الجائحة.

وصرح رب إحدى المقاهي لجريدة « العمق »، أنه قرر فتح أبواب المقهى في وجه الطلبة والموظفين الذين يشتغلون عن بعد، أملا في التخفيف من تداعيات الجائحة على هذه الفئةـ، خاصة على المستوى النفسي، وذلك من خلال توفير وسط هادئ وملائم لهم من أجل الإشتغال مقابل مبلغ رمزي يقدر بـ 10 دراهم.

كما نوه أحد الطلبة في تصريح للجريدة، بهذه البادرة التي وصفها بـ “الطيبة”، نظرا لعدم توفر فضاءات مناسبة للطلاب والباحثين خلال هذه الفترة، حيث تم إغلاق جل المكتبات أيضا، تنفيذا للتدابير الإحترازية التي أعلنتها السلطات لمواجهة فيروس « كورونا « .

يذكر أن أرباب المقاهي والمطاعم، قد وجهوا رسالة إلى زعماء الأحزاب السياسية المشكلة للأغلبية الحكومية، يدعون من خلالها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلى التراجع عن قرار حظر التنقل الليلي خلال شهر رمضان، وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتخفيف من حالة الإحتقان، التي يعرفها القطاع والقطاعات المرتبطة به.

وأشارت الرسالة، إلى أن الحكومة قررت حظر التنقل الليلي طيلة شهر رمضان المبارك “دون أن تضع تصورا أو خطة توقف نزيف الإفلاسات، التي ضربت القطاع مع عدد من القطاعات المرتبطة به، ما ينذر بانهيار كامل لقطاع يشكل مصدرا أساسيا لعيش الملايين من المغاربة”.

وشدد المهنيون، على أن المؤسسات المعنية بالقطاع والجماعات بكل أطيافها السياسية “تنتهج نفس السلوك الجبائي كما كان قبل الجائحة، كما رفضت تفعيل المذكرتين الوزاريتين الأخيرتين الصادرتين عن وزارة الداخلية انسجاما مع قرارات لجنة اليقظة الوطنية ولجن اليقظة المحلية المرتبطة بالجائحة، القاضية بالإغلاق المبكر للوحدات واستغلال % 50 من الطاقة الاستيعابية ومنع عرض مباريات كرة القدم، وغيرها من التدابير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *