أخبار الساعة

افتتاح ملتقى مكناس للموسيقيين على نغمات المعلمة التراثية

انطلقت ليلة الجمعة 23 دجنبر بدار الثقافة محمد المنوني السهرة الأولى الافتتاحية لملتقى مكناس للموسيقيين الذي تنظمه المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة، وهي سهرة دمجت بين موسيقى الفن المكناسي النسائي العريق عن طريق ما أدته فرقة المعلمة ليلى، وبين موسيقى المعلم مولود المسكاوي القادم من الراشيدية والمتأثر بالموسيقى الإفريقية، محتفين بتيمة الدورة التي اعتبرت “الإيقاع… نبض الحياة”.

فرقتان موسيقيتان إحداهما نسائية بحتة، أمتعتا الجمهور المكناسي الذي كان على موعد مع الموسيقى المغربية المعتمدة على آلات الإيقاع، تماشيا مع تيمة الملتقى في نسخته الثانية، والذي اختار حسب المنظمين، “الاحتفاء بالموسيقى الإيقاعية والفنانين والفاعلين في هذا المجال محليا ووطنيا”، يقول محمود بلحسن، مقدم السهرة وعضو لجنة تنظيم الملتقى في دورته الثانية.

وقد نجح المعلم المسكاوي القادم من الراشيدية والمتشبع بالفن البلدي وبالإيقاعات الإفريقية، في شد الجمهور وجعله يعيش رفقته حالة الغرام القصوى التي تجعله منغمسا فيما يؤديه من ألوان موسيقية مختلفة، إذ جال بين ألحان جنوب إفريقيا وشمالها، مستهلا فقرته التي امتدت ساعة من الزمن بـ “السودانية” وهي مقطوعة غنائية خاصة تمزج الإيقاعات الإفريقية بالمغربية الصحراوية والكناوية، ليستمر على مر أكثر من ساعة من الزمن في إمتاع الجمهور بمعزوفاته مثل “ماما أفريكا”، “يا رجال البلاد”، “مولات الخلالة”… .

كما عاش الجمهور المكناسي على إيقاع الموسيقى التراثية للعاصمة الإسماعيلة، وذلك بفضل فرقة المعلمة ليلى التي احترفت نساؤها فن “المعلمة التراثي”، الذي يؤدي بالأساس “المصمودي” وألوان أخرى مثل “الدروز” و”الرفدات” و”السوسية”، وهو ما لقنتهن إياه معلمة الفرقة الكبيرة فاطمة، التي علمت كل عضوات الفرقة وأمدتهن بقواعد وأساسيات الحرفة التقليدية الشعبية.

وقد اعتبرت المعلمة ليلى كما هو الشأن بالنسبة للمعلم المسكاوي، أن ملتقى مكناس للموسيقيين، يعد فرصة للقاء وتبادل التجارب والتعرف على أنواع مختلفة من الموسيقى المحلية والوطنية، وتسليط الضوء على أنواع خاصة من الموسيقى المغربية التي تتمتع بتنوعها على مستوى الألحان والإيقاعات وكذا على مستوى الآلات الموسيقية المستعملة فيها.

يشار إلى كون السهرة الثانية المبرمجة مساء اليوم السبت بقاعة دار الثقافة محمد المنوني، ستعرف تكريم محمد اللوز، أحد أشهر أعضاء فرقة تكادة، الذي أسس فرقته الخاصة، والذي طبع ذاكرة الجمهور المغربي باحترافه العزف على الآلات الإيقاعية ( طعريجة، كونكاس…)، بالإضافة لظهوره في العديد من الأعامل التلفزية والسينمائية كممثل، كما ستحتفي السهرة بألوان موسيقية شعبية محلية ووطنية أخرى، بفضل مشاركة كل من مجموعة حمادشة فاس بقيادة عبد الرحيم العمراني والأمريكي جون فيا، بالإضافة إلى الطائفة العيساوية الأخوين برئاسة المقدم عبد الصمد الهادف. 

يشار إلى كون النسخة الثانية من الملتقى، هي امتداد لنجاح عرفته الدورة الأولى منه، حيث احتفى خلالها موسيقيو مكناس العام الماضي بآلة القانون، وشارك في هذا الموعد الموسيقي الأول من نوعه العديد من العازفين على آلة القانون مغاربة وأجانب، وقدموا مقطوعات موسيقية تراثية محلية وعالمية.