أخبار الساعة

مراكش تحتضن حفل ثقافي خاص على هامش كوب 22

افتتح الأسبوع الثاني لمؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ بحدث رسمي رفيع، يجمع بين أداءين فنيين استثنائيين بملعب الحارثي بمراكش احتفاء بمكافحة التغيرات المناخية: حفل ألما وحفل مراكش للمناخ. حوالي 15000 متفرج حضروا لهذا الحدث المنظم بمبادرة من لجنة الإشراف على مؤتمر Cop22، وقد كان الملعب مملوءا عن آخره بالجماهير المراكشية والأجنبية ليلة الإثنين.

الجزء الأول من حفل مراكش للمناخ، حفل “ألما، هنا كان المحيط”، كشف للمراكشيين عن حوت مملوء بالهواء، له ذيل، يتحرك من رأسه إلى ذنبه، يسبح في سماء المدينة الحمراء. بعد ذلك، جاء دور المطربتان أوم وناتاتشا أطلس لتتفاعلا مع هذه اللوحة الفنية ولتسحرا الجماهير بصوتيهما.

بداية، يتميز هذا الحفل بلمسة شاعرية وبهلوانية، حيث جاء راقصون وراقصات من مختلف جهات المغرب للتفاعل مع الأنغام والإيقاعات الحالمة، مرافقين بآلات موسيقية حماسية. وبعد ذلك، تفاعل الفنانون مع ارتفاع الإيقاعاءات بشكل ساحر وملفت للانتباه.

وفجأة، افتتح الهيكل المعدني والجوي الذي كان يكتسح الجانب الخلفي لتجوب ألما سماء الملعب في مشهد عجيب. وقد تفاعل معها الجمهور والراقصون، إلى غاية ظهور الظل على القمر الكبير المضيء لسماء تلك الليلة الخالدة. وفي الأسفل، التقى الراقصون ليكونوا هرما بشريا ليشرع بعدها البهلوان في الطيران.

بصراحة، من الصعب الاستمرار في سرد مجريات هذا العرض الساحر الذي يحبس الأنفاس…بعد هذه اللوحة الاستعراضية، توالى العديد من النجوم المغاربة والدوليين على خشبة ملعب الحارثي ليلهبوا أحاسيس الجماهير المتوافدة بأعداد كبيرة على هذا الحفل. وقبيل وصول الفنانين يوسو ندور وأنكون، تعالت دقات طبول البوروندي 22 لتزداد حرارة ليلة مراكش. وبعد ذلك، صعد الفنانان للخشبة ليتحفا الجمهور بأشهر أغنية لهذا المطرب السينغالي التي تحمل عنوان “7 دقائق”. بعدها، جاء كريسطوف مايي الذي أدى أشهر أغانيه.

أشرف على تقديم هذا الحفل علي بادو، الذي كان في مستوى هذه المهمة. إثر ذلك، توافد على الخشبة كل من الكولومبي يوري بوينافنتورا، الإيفواري تيكن جا فاكولي والجورجية كاثيا بونياتيشفيلي، ليستمتع الجمهور معهم بإيقاعات وأنغام لاتينية، للريكي وعزف جميل على آلة البيانو.

لحد الآن، الجمهور المراكشي لازال في انتظار مجموعة مدينته، مجموعة فناير. وهذا ما تبين من خلال العديد من معجبيهم الذين عبروا عن حبهم لهذه المجموعة برفع لافتات تمجدهم. فنان مغربي آخر هو أيضا من معشوقي الجمهور المراكشي، الفنان الشهير والمتميز، الدوزي؛ وبعده الفنان البوركينابي أليف ناعبا والمجموعة الإيفوارية ماجيك سيستم.

كل الأغاني والمشاهد الفنية المقدمة خلال هذه السهرة الرائعة هي مستلهمة من قيم التضامن والتآخي، تجمع بين ثقافات عالمية لتعطينا حفلا تم بثه على العديد من القنوات العالمية. حتى المشاهدين الأفارقة والأوربيين نالوا حظهم من الإعجاب بأداء الفنان الفرنسيين بلاك إم ويوسوفا، أو حتى الفنانة المغربية المتألقة أسماء المنور.

كل هؤلاء الفنانين اجتمعوا لبعث رسالة واحدة لفائدة المناخ تجسدت ليلة يوم الإثنين على أرض الواقع في إنتاج مشترك ما بين القناة الثانية 2M و”إلكترون ليبر” (مجموعة لاكاردير).