وجهة نظر

لا نريد أن نلعب معكم

كم كان مخجلا منظر الإعلام في حادثة عمر وفاطمة، ولازال، وكم أصبت بالإحباط من دناءة اللعبة السياسية بين أطراف ليست متعادلة، وهنا أعي ما أقول.

فعندما تجد تربصا ومطبات تنصب بين حزب و جهات مخزنية تعلم أن آخر طرف يعتد له هنا هو ذلك المواطن الصغير، فهل تقام القيامة مثلا عندما يختلس سياسي أو أمين عام لحزب ما أموالا، أو يستغل نفوذا أو يرتع في صفقة، أو عندما نكتشف صدفة أو عمدا أن أحد من أبنائه أو أصدقائه أو صديقاته موظفا شبحا؟.

وهنا تدان الصحافة وبعض الأطراف السياسية على حد السواء، فلا الصحافة قامت بدورها من متابعة وظغط على المجتمع والرأي العام وأصحاب القرار حتى يتابع المختلسون، ولا المسؤولون السياسيون قاموا بدورهم بمحاسبة وردع من عاث في الأموال العامة فسادا.

سأعود إلى حادثة عمر وفاطمة وهنا لاتهمني الحادثة في حد ذاتها، فالخير في الإعلام، فقد قام بالواجب، أو بالفضح والنفخ والمبالغة اللازمة، و المطلوبة، وهنا أيضا أقصد ما أقول، وإلا ما سبب كل هذه الضجة واللعلعة والجلبة والضوضاء والفرقعة الإعلامية؟ وكلما ذكر الشخصين ذكر معهما حزب العدالة والتنمية، وكأنه هو من دفعهما لأقتراف ما اقترفاه في حق أنفسهما، وحق الحركة والمقربين والمتعاطفين.

ولكني أسفت على مستوى الإعلام الدنيء والمنحط، ولا أعمم ولكن النظافة في هذا المجال تكاد تنعدم، حتى أصبحنا نتعجب ونندهش عندما نجد قلما يكتب دون إملاءات أو توصيات.

حادثة فاطمة وعمر تجعلنا نتأسف لطرق المخزن القديمة والمعتادة، ونتأسف لتعريض حياة للفضح والنهش بهذه الطريقة، مبالغة وتكالب وتربص وتسريب، ثم الإطالة في الحديث عن الأمر، حتى ظننت أننا محاصرين بالقضية أينما ذهبنا.

محاصرةوتهديد وتتبع ونهش وتسريب وفضح، وغيرها من طرق المخزن و بعض أصدقائه من الإعلاميين أو التسويقيين، لأن مايقومون به هو التسويق لفكرة وملف وخطة حسب الطلب والظرفية، أليس من محاسن الصدف لهم ومساوئها على الشخصين أن يفتضح الأمر في هذه الآونة، ويسرب المحضر بتفاصيله المقرفة المستفزة لكل المنابر بسرعة الفاكس؟(حادثة زنا! !، وبكل جرأة!!؟؟؟، وهل بهذه السهولة نتحدث عن ظبط الواقعة؟، ألم يكن القانون والشرع بالصرامة بماكان، و وجوب شهود عيان داخل منزل مغلق، وغيرها من الضوابط للحديث عن الزنا؟ ).

أتركونا خارج لعبتكم، دعوا الشعب يختار من يريد ليصلح له شؤونه، لاتمنعوا استطلاعات الرأي، لا تعرقلوا التسجيل في اللوائح، ثم تلوموه على قلة المشاركة، أحموه من ابتزاز المبتزين وتهديد السلطويين، افسحوا الطريق لمن يريد أن يخدم بلده وحاولوا أن تتخلصوا من سوء نيتكم، فلقد وضعوا أيديهم في نار ملفات كانت ستشعل عليكم نارا، افهكذا جزاؤهم؟، تركبون على زلاتهم ونواقصهم؟.

دعوهم يشتغلون، وإن كنتم تريدون منهم ضمانات، أن لا غرض لهم أكثر من الإصلاح في ظل الإستقرار، فاجعلوهم يوقعون لكم على وصولات أمانة، أو عرائض وسترون انهم سيكونون أول المرحبين والمهللين.