مجتمع

دراسة: 1.5 مليون حالة اكتئاب بالمغرب.. وخبيران يكشفان الأسباب

سجلت دراسة حديثة، نشرها موقع “بيزنيس إنسايدر”، وجود مليون و484 ألف حالة اكتئاب بالمغرب، فيما سجلت مليون و683 ألف حالة بالجارة الجزائر.

وصُنف المغرب والجزائر مناصفة في المرتبة السادسة في الدراسة التي شملت 11 دولة إفريقية، في حين حلت جيبوتي في المرتبة الأولى تليها تونس فالرأس الأخضر ثم بوتسوانا، وإثيوبيا، وأوغندا، وجنوب إفريقيا.

وتشير الدراسة إلى أن هناك 322 مليون حالة تعاني من اضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم، ويوجد منها في المنطقة الإفريقية 29.19 مليون حالة، مشيرة إلى أنه يقف وراء تسجيل 800 ألف حالة انتحار سنويا.

عوامل
واعتبر الخبير في علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، أن حالات المصابين بالاكتئاب في المغرب في تصاعد كبير، نتيجة لعدة عوامل، لخصها في النظام التعليمي نفسه، وفقدان الأمل في المستقبل، وطريقة التربية داخل الأسرة المغربية التي تستند بشكل كبير على إقصاء الآخر واللجوء إلى العنف بكل أصنافه.

وأضاف بنزاكور في حديث مع جريدة “العمق”، أن طبيعة العلاقة بين الأزواج وانعدام الاتفاق والوضوح من بين أسباب الاكتئاب، مضيفا أن هناك عوامل أخرى مثل غياب المرشد النفسي في المؤسسات الكبرى في القطاع التعليمي والصحي، حيث يواجه المواطن مشاكله بمفرده.

وزاد، أن كل هذه المعطيات تزكي تصاعد أعراض الاكتئاب في المجتمع المغربي، لافتا إلى أن هناك شق أساسي لا يعود إلى هذه الأبعاد الاجتماعية، وهو أن هناك أشخاص مهيئون نفسيا وبيولوجيا للكآبة إما بدافع وراثي أو بدافع بنية الشخصية نفسها التي تكون هشة منذ البداية.

الرقم أكبر من ذلك
وبدوره، قال الخبير في التحليل النفسي، جواد مبروكي، إن الرقم الذي كشفت عنه الدراسة أكبر من ذلك على الواقع، لافتا إلى أن حالة هذا المرض بالمغرب متحكم فيها لسهولة الولوج إلى العلاج بصفة عامة مقارنة مع باقي الدول الإفريقية بالرغم من أن الإمكانيات نحكم عليها بأنها غير مشرفة.

وأضاف مبروكي في تصريح لجريدة “العمق”، أن علاج هذا المرض بالمغرب متقدم نظرا لتحسن السياسة العلاجية بالمغرب، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمادية والعائلية هي التي تؤدي مجتمعة إلى الإصابة بالاكتئاب.

وأضاف المتحدث ذاته، أن هناك عوامل وراثية تدخل في مسببات هذا المرض، غير أنه أكد أنه لا يمكن اتهام عامل من هذه العوامل في توليد مرض الاكتئاب بل هي مجتمعة.

300 مليون حالة بالعالم
وبحسب تقديرات صادرة عن منظمة الصحة العالمية، الاكتئاب هو السبب الرئيسي لاعتلال الصحة، مضيفة أن هناك أكثر من 300 مليون شخص يعيشون الآن حالة اكتئاب، أي بزيادة تجاوزت نسبتها 18% في الفترة الواقعة بين عامي 2005 و 2015.

وتضيف المنظمة أن انعدام الدعم المُقدّم إلى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية جنباً إلى جنب مع خوفهم من الوصم يحول دون حصول الكثيرين منهم على ما يلزمهم من علاج لكي يحيوا حياة صحية ومنتجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *