مجتمع

غضب وحزن.. التضامن مع هاجر الريسوني يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي

بمجرد إعلان الهيئة المكلفة بالحكم في ملف الصحافية هاجر الريسوني وخطيبها أمس الاثنين، اندلعت في منصات التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مستنكرة الحكم على الريسوني بالحبس سنة نافذة، كما عبر العديدون عن استغرابهم لـ”قسوة” الحكم القضائي.

وشهد موقع تويتر احتلال عبارة “هاجر” المرتبة الأولى في “التوندونس المغربي” حيث فاقت عدد التغريدات التي تحتوي اسم “هاجر” 20 ألف تغريدة إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

كما تداول نشطاء المنصات الاجتماعية بقوة صورة هاجر الريسوني عند خروجها من المحكمة وهي مبتسمة ترفع شارة النصر، وشهدت عدة وسوم تداولا واسعا مثل “#الحرية_لهاجر” و”الحرية_لهاجر_الريسوني”، وكذا “#FreeHajar”.

خيبات وحزن

وكتب مدير نشر جريدة “العمق” محمد لغروس على حسابه بموقع فيسبوك “رغم كل هذه الخيبات يحمل بعضنا بعضا كل صباح لنتململ من أجل بصيص أمل وثقة في وعد الله، والذي لولاه لاخترنا التواري حتى عن أنفسنا من شدة الخجل.. الحرية لهاجر”.

وبخلفية رمادية وخط أبيض، كتب مدير نشر جريدة أخبار اليوم يونس مسكين على حسابه بموقع “فيسبوك”، “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وتفاعل الصحافي ورئيس المنتدى المغربي للصحفيين الشباب سامي المودني مع الأحكام الصادرة في ملف هاجر الريسوني بتدوينة قال فيها “زميلتي هاجر.. أنت حرة رغم تلك القيود، أما هم فسجناء «عدم الاستقلالية»”.

وفي تدوينة بعنوان “هاجر ليست كالڤان”، قال عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان حسن بناحج “أتفهم من كان يراهن على تغليب الحكمة في ملف هاجر الريسوني من باب المراهنة على بصيص أمل في أن يصدر عن المجنون بعض الحكمة أحيانا كما شاع في المثل”، وتابع “لكن الحكم الصادر فاق الجنون، وهاجر ليست هي البيدوفيل كالڤان مغتصب الأطفال”.

الممثلة المغربية هدى الريحاني نشرت على حسابها بموقع إنستغرام صورة هاجر الريسوني تحمل شارة النصر بعد خروجها من باب المحكمة، وعلقت عليها “قوانين صنعها الإنسان لحماية الإنسان، فهي غير قابلة للتغيير ولا يجب أن تهدد القيم الإنسانية والحريات الفردية”.

المخرج ومصمم الأزياء مهدي عيوش نشر رسما كاريكاتوريا بحسابه على “إنستغرام” حول “الفحص القسري للرحم”، مصحوبا بهاشتاغ “FreeHajar”، وعلق “حزين على موقع المرأة في بلداننا العربية والإسلامية ! هذا فقط ما أستطيع قوله”.

بدروها، قالت المغنية المغربية نزيهة مفتاح العمراني على حسابها بموقع “فيسبوك” “عذرا عزيزتي هاجر، إنهم يغتالون الحياة”، وأرفقت تدوينتها بمقال للمحامي خالد الجامعي عنوانه “الظلم ظلمات”،  قال فيه “غير أنهم لم يعلموا، وهم في غبائهم يعمهون، أنهم صنعوا منك أيقونة من الأيقونات المحترمة وأدخلوك في سجل تاريخ المغرب… وأنى لهم أن يدركوا أنهم بفعلتهم تلك، دفعوا المواطنين والمواطنات لمضاعفة الجهود لإنعاش وتعميق نضالهم من أجل تحقيق الحريات الفردية ومن أجل حق المرأة المغربية في التصرف في جسدها كما تشاء، لا كما يشاؤون هم”.

من جهته، دون البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية بدائرة العيون محمد سالم البيهي “في حكم غريب على أعراف العهد الجديد، القضاء يحكم على هاجر الريسوني بسنة سجنا”، فيما قالت البرلمانية السابقة خديجة أبلاضي “لصوص بلادي حرة طليقة، وأصحاب الأقلام الحرة هم سجناء الوطن”.

وعبر القيادي في حزب الاستقلال عن أمله في “تدارك الاستئناف ما  تبقى من هيبة القضاء ومكانته في قضية الصحافية هاجر الريسوني، وأن يكون فرصة لإثبات استقلاليته، وأن مراحل التقاضي ليست إجراءات شكلية، بل هي في صلب وجوهر المحاكمة العادلة، والوقوف على الأدلة والإثباتات بنفس محايد، وليس بأحكام مسبقة، والأهم من كل ذلك وفوق ذلك أن لا يكون القضاء حطبا في معارك صغيرة…، فتحت خيمته يجب أن يستظل الضعفاء والمظلومون”، على حد قوله.

منسقة برنامج تعليم حقوق الإنسان بمنظمة العفو الدولية في المغرب ثريا بوعبيد، دعت في منشور على “إنستغرام”، إلى مواصلة الحملة التضامنية “بقوة أكبر حتى الإفراج عن هاجر الريسوني ومن معها”.

تضامن عالمي

التضامن مع هاجر الريسوني والمتابعين معها في الملف ذاته، لم يتقصر على حدود المغرب، حيث تفاعلت هيئات وفاعلين من دولة مختلفة مع الأحكام القضائية، وعبر فاعلون من دول مختلفة على تضامنهم مع الريسوني.

ووصف صندوق نساء المتوسط على حسابه الرسمي بـ”إنستغرام”، يوم أمس الاثنين الذي عرف النطق بالحكم في الملف بـ”اليوم الحزين”، وقال “يا له من يوم حزين، يا لها من صدمة: حكم القاضي على الصحفية السيدة هاجر الريسوني وخطيبها السيد الأمين بالسجن لمدة سنة واحدة، بتهمة ممارسة الجنس قبل الزواج والإقدام على الإجهاض، والدكتور جمال بلقزيز حكم عليه بالسجن لمدة عامين”، وأضافت المنظمة الدولية في المنشور ذاته “يحدث هذا بعد يومين فقط من اليوم الدولي للإجهاض الآمن”، مشددا على أن صندوق نساء المتوسط “يقف في تضامن تام معهم”.

ونشرت مراسلة جريدة “نيويورك تايمز”، المغربية المقيمة بفرنسا عايدة العلمي، في تغريدة على “تويتر”، “الصورة التي احتفظ بها عن اليوم: أصدقاء هاجر ملتصقون بالقضبان يبكون بينما يتم نقل صديقتهم إلى الحافلة التي ستعيدها إلى السجن”.

من جهتها، اعتبرت منظمة “منا” للدفاع عن حقوق الإنسان في العالم العربي، الحكم الصادر في حق هاجر الريسوني ومن معها “عمل انتقامي”، ونشرت على حسابها الرسمي بـ”تويتر”، ” في 30 سبتمبر 2019، قضت المحكمة الابتدائية بالرباط بسجن هاجر الريسوني بالسجن لمدة عام. منا لحقوق تخطر الإجراءات الخاصة للأمم المتحدة معتبرة أن العقوبة السجنية عمل انتقامي بسبب عملها الصحفي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تعليقات الزوار

  • غير معروف
    منذ 5 سنوات

    لا للحريات الزائفة