قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا” على الدور الهام الذي يلعبه قطاع الطيران في المملكة المغربية في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
وشدد “إياتا” على الحاجة إلى تنظيم ذكي، وبنية تحتية ذات جدوى اقتصادية للاستفادة الكاملة من قدرات صناعة الطيران في المغرب.
وكشف الاتحاد أنه في عام 2023، سافر أكثر من 12.4 مليون مسافر إلى المغرب جواً، مما يمثل زيادة بنسبة 68% خلال العقد الماضي.
وأوضح أن السفر والسياحة ساهم بمبلغ 25.5 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المغربية، مما يشكل 13.4% من الاقتصاد.
وأشار الاتحاد، في عام 2023 أيضا، إلى دعم الطيران تصدير السلع والخدمات، مساهماً بنحو 44% من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، بزيادة قدرها 20 نقطة مئوية على مدى السنوات الـ 63 الماضية.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن ينمو قطاع الطيران في المغرب بشكل كبير خلال العشرين عامًا القادمة، مع توقع زيادة عدد الركاب بنسبة 50% في عام 2043 مقارنة بعام 2024.
وكشف المصدر ذاته أن الطيران سيلعب دوراً حاسماً في استضافة المغرب المشتركة لكأس العالم لكرة القدم 2030.
وتخطط الخطوط الملكية المغربية لزيادة أسطولها إلى أربعة أضعاف ليصل إلى 200 طائرة بحلول عام 2037، بينما من المتوقع أن تتضاعف قدرة المطارات المغربية لتصل إلى أكثر من 90 مليون مسافر بحلول عام 2035.
وقال اليوم ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي في مراكش، إن قطاع الطيران يعد محركًا رئيسيًا لاقتصاد المغرب، حيث يسهل السفر والتجارة والتنمية الاقتصادية.
وأوضح أن “الخطط الطموحة لكل من الخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني للمطارات (ONDA)، تشكل مستقبلًا واعدًا للطيران في المغرب، مع إمكانية لعب دور محوري في ربط إفريقيا بأوروبا وأمريكا الشمالية”.
واعتبر أنه “يجب أن تؤدي الاستثمارات إلى إنشاء بنية تحتية ذات جدوى اقتصادية، وأن تتماشى السياسات مع هدف تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ويجب أن تتيح البيئة التنظيمية النمو وفقًا للمعايير العالمية”.
ووفق بلاغ للاتحاد الدولي للنقل الجوي، فقد كانت المناقشات مع هيئة الطيران المدني المغربية (CAA) و”إياتا” حول تطوير قانون حقوق الركاب، تركز بشكل إيجابي على إنشاء إطار يعكس أفضل الممارسات والمعايير الصناعية العالمية.
وأشار إلى أن الاستدامة تعد أيضًا في طليعة استراتيجية الطيران في المغرب، موضحا أن الخطوط الملكية المغربية قامت بتوسيع برنامج التقييم البيئي الدولي (IEnvA) ليشمل خدمات المناولة الأرضية، وخدمات الشحن السريع.
واعتبر البلاغ أن هذا الأمر “يعكس التزام “لارام” بتحسين الأداء البيئي في جميع جوانب عملياتها، وتعمل على الانتهاء من جميع المتطلبات اللازمة لتكون جزءاً من برنامج “CO2 Connect” من “إياتا”، مما يعزز جهودها في تحقيق الاستدامة وتقليل انبعاثات الكربون”.
وفي دجنبر 2023، قامت الخطوط الملكية المغربية بتشغيل أول رحلة لها باستخدام وقود الطيران المستدام (SAF)، مما يؤكد التزامها بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وفق المصدر ذاته.
وأضاف الاتحاد أن المغرب يتمتع بموقع فريد ليصبح منتجاَ رئيسياً لوقود الطيران المستدام (SAF)، من خلال الاستفادة من إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك الهيدروجين الأخضر، الذي يُنظر إليه على أنه تقنية رئيسية في الجهود العالمية لإزالة الكربون من قطاع النقل الجوي.
وبخصوص البنية التحتية، أشارت “إياتا” إلى أن المغرب يشرع في خطة رئيسية وطنية طموحة لتطوير بنيته التحتية للمطارات، مصممة لتلبية النمو المتوقع في قطاع الطيران في البلاد.
وأوضحت “إياتا” أنها تدعم بالكامل تطوير بنية تحتية مستدامة يتم التخطيط لها بالتعاون مع شركات الطيران، مما يضمن تسليمها في الوقت المناسب، وتعزيز القدرة، والبقاء فعالة من حيث التكلفة وتنافسية.
وتابع البلاغ: “مع توقع ارتفاع عدد الركاب بشكل كبير، يجب أن تتضمن البنية التحتية الجديدة تقنيات مثل “One ID” من “إياتا”، والمعالجة بدون تلامس. ستعمل هذه التطورات على تحسين كفاءة المحطات، وتمكين رحلات الركاب السلسة، وتقديم تجربة محسنة للعملاء”.